الحدود الشمالية تتنفس شرعيا… والقوى الأمنية ترفع إجراءاتها!.. نجلة حمود

ترك إفتتاح معبر العريضة الحدودي (وهو من ضمن المعابر الثلاثة الشرعية شمالا التي عمد العدو الاسرائيلي الى قصفها، وبالتالي عزل شمال لبنان عن العالم الخارجي)، إرتياحا لدى جميع اللبنانيين، خصوصا في ظل رغبة العديد من الذين نزحوا الى سوريا بالعودة عقب تدهور الأوضاع الأمنية في الداخل السوري والمخاوف من تطور الأمور الى الأسوأ. 

إذ لم يكد وقف إطلاق النار في لبنان يدخل حيز التنفيذ، حتى اشتعلت الجبهة السورية، وسيطرت فصائل مسلحة على مناطق واسعة في الداخل السوري بما فيها حلب وصولاً إلى مشارف حماه. الأمر الذي أثار بلبلة عند الحدود اللبنانية الشمالية وتحديدا في القرى والبلدات الحدودية في منطقة الدريب الأوسط والدريب الأعلى (قرى وبلدات وادي خالد والمشاتي)، التي إستعادت مشاهد الحرب السورية في العام 2011 والخوف من إمكانية تقدم المقاتلين من ريف حماه والوصول إلى حمص، ما أعاد إلى الأذهان تاريخاً مريراً من احتلال مقاتلي “جبهة النصرة” وتنظيم “داعش” لقسمٍ من جرود سلسلة لبنان الشرقية، وسيطرتهم على بلدة عرسال وتمدد عناصرهم الى عدة بلدات وتحديدا في الشمال والمناطق الحدودية التي شهدت عمليات تسلل واسعة للمقاتلين ذهابا وإيابا وأدت الى تعاطف عدد من أبناء المنطقة معهم وبالتالي مقتل المئات من أبناء الشمال.

الافتتاح الرسمي لمعبر العريضة بحضور وزير الأشغال العامة علي حمية، سمح للمئات من اللبنانيين بالعودة مع التسهيلات التي قدمها الأمن العام اللبناني للذين غادروا الى سوريا بسبب الحرب من دون حركة مغادرة أو مستندات وبالتالي تم إدخالهم من دون بيان دخول، مع الاشارة الى أن إصلاح الأعطال التقنية في المركز يتم بالسرعة القصوى تمهيدا لفتحه بشكل طبيعي أمام جميع المارة من مختلف الجنسيات.

ودعا حمية الأهالي الى العودة من الساحل السوري الى لبنان، مؤكدا أننا بصدد إعداد الدراسات الفنية اللازمة لاعادة بناء الجسر الحديدي بالمواصفات الفنية المطلوبة وذلك بعد الانتهاء من إعداد الخرائط الفنية اللازمة لعودة حركة العبور والترانزيت بين لبنان وسوريا الى سابق عهدها، مشددا على أن شمال لبنان مثله مثل أي منطقة تعرضت للاعتداء والحكومة مسؤولة عن كامل أراضيها وسيتم إعادة وصل ما انقطع والعمل جار لاعادة فتح معبري العبودية وجسر القمار في وادي خالد.

إعادة إفتتاح العريضة شكل متنفسا شرعيا، خصوصا بعد التدابير الأمنية التي إتخذها الجيش السوري من جانبه منذ أيام والتي أدت الى إغلاق كامل المعابر غير الشرعية التي تربط بين البلدين عند الشريط الحدودي في منطقة وادي خالد وهي معابر: الغوازي، حرفوش، الجحاش، خط البترول، شهيرة..، وهو ما دفع بالمهربين، أو”أسياد الحدود”، (كما يطلقون على أنفسهم)، الذين يفرضون سطوتهم على كامل المعابر الترابية غير الشرعية التي تربط بين لبنان وسوريا الى الاعلان عن توقف أعمالهم بشكل كامل في ظل الأجواء السائدة، قبل أن يعمدوا أمس الأول الى الاعلان عن عودة فتح طريق حمص فقط أمام الراغبين بالذهاب الى سوريا عبر وضع منشورات على حلات “واتسأب” أن الركاب السوريين الوافدين من حلب وإدلب سيتم إستلامهم من جسر تلبيسة شمال حمص، معلنين عدم قدرتهم على الدخول الى الشام بسبب الأوضاع الأمنية، مؤكدين حصر الحركة من حمص باتجاه الأراضي اللبنانية وذلك بعد تخفيف الاجراءات الأمنية التي اتخذها الجيش السوري قبل يومين وذلك بعد تراجع المسلحين من حدود حماه الى حلب.

في المقابل تتحسب الأجهزة الأمنية اللبنانية لكل السيناريوهات، بما فيها الأسوأ. ولذلك، عمد الجيش اللبناني الى تشديد إجراءاته في المراكز الأمنية الحدودية، كما علم أن التعليمات أعطيت لنقاط الأمن العام على المعابر الحدودية الشرعية بالتشدد من القيود على دخول السوريين ممن لا يحملون إقامات شرعية، مع إعطاء الأولوية للبنانيين الذين نزحوا إلى سوريا والعراق خلال توسع الاعتداءات الإسرائيلية في الشهرين الماضيين.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal