خروقات فاضحة لإتفاق وقف إطلاق النار.. ماذا عن الملف الرئاسي؟

كتبت صحيفة الأنباء الإلكترونية تقول: وكأن لا إتفاق لوقف إطلاق النار أعلنت اسرائيل الإلتزام به، فالخروقات المتتالية التي تسجلها ومنع التجوّل المستمرّ لليوم الرابع على التوالي دليل قاطع على أرضيته الهشّة، ما يبرر حالة الذعر التي يشعر بها اللبنانيون من أن تتجدد شرارة الحرب بفعل الإعتداءات الإسرائيلية المتعمّدة وسط غياب تام لدور لجنة الإشراف الخماسية المشرفة على سير التطبيق، رغم لقاء رئيسها الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز مع قائد الجيش العماد جوزيف عون في زيارة تعارفية تناولت البحث في الأوضاع العامة وآلية التنسيق بين الأطراف المعنية في الجنوب، فيما أفادت المعلومات بحسب المراقبين بأن الجنرال الأميركي وعد بالتواصل مع الاسرائيليين لمعالجة الخروقات.

في السياق، تزامن وصول جيفرز مع إعلان القيادة الوسطى الأميركية أن الوسيط آموس هوكستين سيكون حالياً المسؤول المدني المشارك في آلية تنفيذ وقف الأعمال العدائية حتى يتم تعيين مسؤول مدني دائم.

لكن هذا الاتفاق على هشاشته، يبدو أنه قد وضع ليستمر بدليل أن الحراك السياسي والديبلوماسي تفعّل، حيث وصل إلى بيروت الموفد الفرنسي جان إيف لودريان ليحرّك عجلة الانتخابات الرئاسية، حيث تفيد معلومات جريدة “الأنباء” الالكترونية أن فرنسا باشرت بالفعل “مشاورات حاسمة” لتعجيل انتخاب رئيس، ربما قد يكون موعد “ولادته” في التاسع من كانون الثاني المقبل، موعد الجلسة التي حددها رئيس مجلس النواب نبيه بري واعداً بأن تكون مثمرة وحاسمة.

ماكرون في السعودية

وعلى الصعيد نفسه، تكشف معلومات جريدة “الأنباء” الإلكترونية أن الملف الرئاسي اللبناني سيكون الطبق الرئيسي على مائدة اجتماعات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي سيقوم بزيارة دولة إلى المملكة العربية السعودية اعتباراً من يوم الثلاثاء المقبل حيث سيلتقي العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.

غير أن تسارع وتيرة الأحداث في سوريا والتسريبات الكثيرة حول الرئيس السوري بشار الأسد، الموجود في موسكو، بأنه قد أُجبر على الإقامة الجبرية فيها، تتزامن مع معلومات متضاربة حول استيلاء قوات المعارضة السورية على مدينة حلب واندلاع اشتباكات داخل العاصمة دمشق ومعلومات حول انشقاقات جديدة داخل قوات النظام تجعل من الاهتمام الدولي منصباً على التطورات السورية، ما قد يكون عامل تأخير في انسحاب القوات الاسرائيلية من جنوب لبنان وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار بالتزامن مع انتشار الجيش اللبناني جنوب الليطاني.

خرق فاضح للإتفاق

وسط هذه الأجواء، لم يتبيّن كيف سيتمّ الردّ على الخروقات الفاضحة لقرار وقف اطلاق النار من قبل الجانب الإسرائيلي. وبينما يؤكد لبنان الرسمي و”حزب لله” يومياً التزامهما بتطبيق الإتفاق، يمضي العدو بتصعيده، مستهدفاً عدداً من أحياء مدينة بنت جبيل، ومانعاً الأهالي من تفقد منازلهم وأرزاقهم. كما عمد الجيش الاسرائيلي إلى القيام بعمليات توغل في بلدة عيترون، حيث تم رصد تحرك للجنود والآليات.

إلى ذلك، عمدت دبابة “ميركافا” إلى سحق عدد من السيارات ومحاصرة بعض العائلات التي تم تقديم المساعدة لها عبر اللجنة الدولية للصليب الاحمر لإجلائهم من بلدة عيترون. ورفع الجنود سواتر ترابية في عدد من الطرقات في البلدة، وجرفوا الطرقات بغية تخريبها.

وسجل أيضاً قيام جنود بعمليات تمشيط بأسلحتهم الرشاشة الثقيلة باتجاه مدينة بنت جبيل من موقعهم في أطراف بلدة مارون الراس لترهيب وإبعاد الاهالي ومنعهم من العودة إلى المدينة. كذلك، أغار الطيران المعادي على منطقة البيسارية ورب الثلاثين ومجدل زون ما أدّى إلى سقوط شهداء وجرحى. تزامناً، خرقت المسيّرات المعادية أجواء مدينة بيروت ومنطقة بعلبك وبلدات الجوار على علو منخفض.

تأبين نصرالله في مكان اغتياله

وعلى وقع الاستفزازات الإسرائيلية، توافدت الحشود إلى مكان اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله السيد حسن نصرالله في الضاحية الجنوبية، حيث جرت مراسم تأبينية ضمن فعالية “نور من نور”، التي دعا إليها “حزب الله”، في ظلّ غموض حول موعد وتفاصيل مراسم التشييع. وفي المناسبة، رُفِعَت صور نصرالله على الأبنية السكنيّة، كما أُضيئت الشموع في المكان الذي استشهد فيه، وتمّ وضع شاشة كبيرة عليها صورته.

تحية من جنبلاط

في المواقف، وتقديراً لجهود الهيئات الصحية والاجتماعية وعملها المتفاني في مواجهة الحرب، وجّه الرئيس وليد جنبلاط التحية للأطباء والممرضين والممرضات والمسعفين وكل من قام بالواجب الإنساني فوق كلّ اعتبار، مذكراً أنه من جائحة الكورونا إلى الحرب الأخيرة تميزت كافة الهيئات الصحية والاجتماعية ومن ضمنها مؤسسة “الفرح” إلى مستشفيات الجبل والاقليم والبقاع الغربي حاصبيا في القطاعين الخاص والحكومي.

الاعتداء على رمال وفخري

في هذه الأثناء، تعرّض الزميل داوود رمال لاعتداء من قبل عناصر حزبية أثناء زيارته لمسقط رأسه في بلدة الدوير الجنوبية، فيما كانت قد تعرضت قبل ذلك بأيام الزميلة جوني فخري لاعتداء مماثل في بلدة دير الأحمر أثناء تغطيتها لعملية عودة النازحين من البلدة إلى منازلهم في بعلبك.

وأدانت نقابة محرري الصحافة اللبنانية التعرّض للزميلين، واضعة الحادثين في متناول القضاء لملاحقة المعتدين.

جولة حدودية للمجلس المذهبي

على صعيد متصل، وفي سياق التأكيد على عمق الصلة الروحية والوطنية والاجتماعية التي تربط أبناء الجبل بالمناطق الحدودية، تفقّد وفد من مشيخة العقل والمجلس المذهبي خلال جولة على بلدات وقرى الماري وإبل السقي والفرديس الحدودية في الجنوب أوضاع الأهالي، معزّياً بالشهداء الذين سقطوا خلال الشهرين الماضيين، مؤكداً الاحتكام إلى المؤسسات الأمنية ومرجعية الدولة، لأنها الملاذ الحقيقي للشعب اللبناني، ومثمّناً تضحيات الشهداء الذين جادوا بأنفسهم وبذلوا دماءهم دفاعاً عن لبنان.

تصعيد مفاجئ

بالتزامن، يتوالى التصعيد المفاجئ في سوريا بين الجيش السوري والفصائل المسلحة، موقعاً عدداً كبيراً من القتلى والجرحى. وبينما تعد هذه المرة الأولى التي تدخل فيها فصائل مسلحة إلى حلب، منذ العام 2016، أعلنت الفصائل سيطرتها على مطار حلب الدولي في بيان رسمي، وجاءت السيطرة على المطار بعد ساعات من دخول الفصائل إلى معظم أحياء مدينة حلب، بعد أن انسحب منها النظام السوري.


Related Posts

Post Author: SafirAlChamal