عكار تهتم بآلاف الوافدين من الجنوب والبقاع.. وآمال بالعودة قريبا!.. صبحية دريعي

في إطار الجولات المتكررة لـ”سفير الشمال” على مراكز الإيواء لاستطلاع أحوال الضيوف الجنوبيين الذين اضطروا لترك بيوتهم وأراضيهم بفعل توسّع العدوان الإسرائيلي على لبنان، كانت الوجهة هذه المرة عكار التي تقع على بعد نحو 130 كلم من الحدود الجنوبية هذه المحافظة التي استقبلت كسائر المناطق اللبنانية آلاف العائلات القادمة من جنوب لبنان والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت.



وفقاً للإحصاءات يتبين أن عدد الوافدين الإجمالي إلى بلدات الإتحاد (فنيدق، الحويش، القرنة، القريات، بزال، بيت ايوب، بيت يونس، حبشيت، حرار، شان، عين ذهب، قبعيت، مشمش، سفينة القيطع) ارتفع الى 10712 شخصا، حيث يتوزع الوافدون على المدارس والمنازل والتجمعات السكنية ليصل إجمالي عدد الأفراد في المدارس الى 1281 شخصا، بينما وصل عدد الأفراد في المنازل والتجمعات السكنية الى 9431 شخصا كما تم تأمين 86 منزلاً في جميع قرى وبلدات الإتحاد.

وفي إطار تعزيز جهود إدارة الكوارث في معالجة الملفات الطارئة وعلى رأسها ملف النزوح يعمل محافظ عكار عماد اللبكي ولجان الطوارئ التي تشكّلت من البلديات والمتطوعين والجمعيات لتوحيد الجهود وتامين الإستجابة السريعة ضمن الإمكانات المتاحة لاسيما وأن الموسم الشتوي قد بدأ.

وكان المحافظ لدى ترؤسه الاجتماع الموسع لغرفة إدارة الكوارث في سرايا حلبا قد شدد على ضرورة إجراء تقييم لكل اوضاع النازحين، وأن الاتجاه حاليا هو لإيلاء النازحين الاهتمام اللازم ومحاولة توفير كل حاجاتهم”، ولفت الى “أنأكثر الحاجات الملحة الآن هي تأمين المحروقات للتدفئة والكهرباء للانارة.

كذلك قامت جمعية lifestyle vision بتوزيع 500 حراما و 400 فرشة و150 وسادة وتوزيع الملابس الشتوية على الاطفال والسيدات، كما قامت بتوزيع 700 حصة من مواد التنظيف، وعلى الرغم من كل هذه الجهود التي تصب في اطار تأمين جو مريح للوافدين إلا انها تبقى غير كافية خصوصاً في ظل تقديمات الدولة الشحيحة والإرتفاع الكبير لأعداد النازحين.

في جولة لـ”سفير الشمال” على مراكز الإيواء في بلدة قبعيت وتحديداً في مدرسة قبعيت الرسمية التي تضم 44 عائلة أي نحو 165 فردا، يسود جو من الإلفة بين النازحين الذي اعتادوا الجلوس سوياً حيث تجمهم أحاديث وذكريات طويلة وأمل واحد هو العودة القريبة لاسيما مع بدء الحديث عن إتفاق لوقف اطلاق النار.

يقول أيمن عباس (أبٌ لطفلين) “نزحت أنا وعائلتي منذ اليوم الأول للعدوان إلى مركز إيواء في صور من بعدها إنتقلنا الى هنا حيث نقيم منذ شهر وقد لاقيناترحيباً كبيراً من أهالي المنطقة الذين فتحوا لنا بيوتهم وقلوبهم وقدموا لنا كل ما بإستطاعتهم ضمن إمكاناتهم المتوفرة “

وأضاف: “لدينا بعض المستلزمات الموزعة علينا تكفينا في الوقت الحالي، لكن هناك نقص كبير بالحرامات والفرش، والمياه الساخنة غير متوفرة، وهو ما يقلقنا لا سيما وأن موسم الشتاء قد بدأ.

ليلى التي نجت وعائلتها من قصف منزلهم في البقاع، تقول: “خرجت وعائلتي على عجل إثر الغارات الوحشية التي طالت البقاع، بيتي جرى تدميره بشكل كامل، فأتينا الى هنا ومعنا مبلغ بسيط من المال ولم نشعر إننا غرباء بل لاقينا ترحيباً كبيراً من ابناء البلدة “
رغم طول انتظارها، لا تخفي ليلى أملها بعودتها القريبة الى احضان البقاع فتتابع” مع الحديث عن وقف اطلاق النار: “كلنا امل بالعودة في اسرع وقت،كنا صباحاً نتحدث انا وعائلتي بأنه فور الإعلان عن وقف الحرب سنكون اول العائدين الى منازلنا وضيعنا ولو كانت مدمرة ننام في العراء حتى نرمم من جديد”

لا يختلف المشهد في مدرسة قبعيت عن غيرها من المراكز في أغلب المناطق،فعلى الرغم من كل الجهود التي تبذل هناك تحديات كبيرة تواجه النازحين والجهات التي تعمل على مساعدتهم وأهمها تأمين التدفئة، لاسيما وأن هذه المراكز غير مجهزة للإيواء لانها مدارس مفتوحة تضم صفوفًا كبيرة جدًا مايجعلها أكثر برودة، فيما تزال هناك حاجات كبيرة للتدفئة والمياه الصالحة للشرب والإنارة.

 


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal