خصوم المقاومة في لبنان مستاؤون من توقّف الحرب!.. عبدالكافي الصمد

منذ أن بدأت تتسرّب، خلال السّاعات الـ36 الماضية، معلومات عن أنّ إتفاقاً لوقف إطلاق النّار بين لبنان والعدو الإسرائيلي قد تمّ التوصّل إليه، وأنّ العمل به سيبدأ اليوم، بدأت بعض أصوات خصوم المقاومة وحزب الله ترتفع في لبنان معبّرة عن خيبتها كون الحرب في طريقها لأن تنتهي من غير أن يتم القضاء على الحزب، أو نزع سلاحه وتحجيمه على أقل تقدير.

لم يكن مفاجئاً تعبير أصحاب هذه المواقف عن خصومتها مع حزب الله والمقاومة، لكنّ الصّدمة كانت في تحريضها العدو الإسرائيلي على ضرب الحزب والمقاومة، والقضاء عليهما إنْ أمكن ذلك، بشكل بدت هذه الأصوات متناغمة وتزايد على العدو الإسرائيلي في استهدافه مواطنين لبنانيين من أبناء جلدتهم، والتحريض عليهم، وصولاً إلى حدّ الشّماتة بما يتعرّضون له من جرائم ومجازر وقتل ودمار وتهجير.

أحد هؤلاء كان النائب عن حزب الوطنيين الأحرار كميل شمعون الذي ردّ على سؤال وُجّه إليه في مقابلة تلفزيونية حول إنْ كان يُؤيّد ضرب إسرائيل لحزب الله بهدف نزع سلاحه، بقوله: “لا أحد يعرف من أين يأتيه الخير”، وأعقبته النائب عن حزب القوات اللبنانية غادة ايوب التي اعتبرت ما يتعرّض له حزب الله من عدوان وجرائم ومجازر على أنّه “عقوبة سماوية”، قبل أن يختم النائب عن حزب الكتائب نديم الجميل مواقف هؤلاء يوم أمس، في مقابلة تلفزيونية، بالتعبير عن خوفه أن “تُنهي إسرائيل صراعها مع حزب الله على الحدود، ويتركوه لنا لنحلّ مشاكلنا بيننا وبينه”، مؤيّداً خلال المقابلة نظرية “الإستقواء” بإسرائيل للقضاء على الحزب أو تحجيمه.

إلى جانب هؤلاء النوّاب، وهم عيّنة من أصوات إرتفعت منذ بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان قبل أكثر من 400 يوم، كانت تحمّل حزب الله والمقاومة مسؤولية زجّ لبنان في الحرب، وتعتبر أنّ إسرائيل ليست معتدية على لبنان إنّما تدافع عن نفسها، وصولاً إلى حدّ تساؤل هذه الأصوات عن ما معنى وقف الحرب من دون القضاء على حزب الله، أو نزع سلاحه وتحجيمه وحشره في الزاوية.

لكنّ الحرب التي يُفترض أن تنتهي اليوم، بعد موافقة كلّ الأطراف على التسوية، يرى كثيرون أنّ حزب الله “حقق نتيجة إستثنائية في هذه الحرب فهو بالرغم من الإستهدافات التكتيكية التي نجحت بها إسرائيل، إلا أنّه أفشل بقوة مخططها وهذا مؤشّر يبنى عليه”، خصوصاً بعد ارتفاع وتيرة الضّربات الصّاروخية التي ينفذها حزب الله كمّاً ونوعاً ومسافة، كما حصل يوم الأحد الماضي، وهو اليوم الذي جعلت تطوراته وإطلاق حزب الله فيه 340 صاروخاً نحو عمق الكيان، ودفعت رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو إلى الموافقة مكرهاً على إنهاء الحرب، إضافة إلى ضغوطات أميركية وأوروبية كبيرة مورست عليه، وتأزّم الوضع الداخلي في إسرائيل بين المؤسسة العسكرية والحكومة، ونقص العديد في صفوف الجيش الإسرائيلي وحالة الإرهاق التي أصابت الجيش بعد أكثر من سنة من القتال على جبهتي غزّة ولبنان.

كلّ هذه التطوّرات شكّلت دافعاً لسؤال خصوم حزب الله والمقاومة في لبنان حول كيف سيواجه هؤلاء بيئة المقاومة وحلفائها إبتداءً من اليوم، وماذا سيقولون للبنانيين في حال أطلوا عليهم عبر وسائل الإعلام بعدما زايدوا على الإسرائيليين في حربهم ضد حزب الله والمقاومة؟


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal