أعاد الاميركيون انتخاب دونالد ترامب ليكون الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة الأميركية، في انتخابات وصفت بالـ”التاريخية” لناحية ارقام الاستطلاعات التي كانت متقاربة جدا بين المرشح الجمهوري ومنافسته الديمقراطية كامالا هاريس، قبل ان يوجه الناخبون صفعة للحزب الديمقراطي الحاكم على خلفية مواقفه من حرب غزة، ما أطاح بهاريس ومكّن الجمهوريون من استعادة السيطرة على مجلس الشيوخ ايضاً.
فوز ترامب “الاستثنائي”، شرّع الباب امام أسئلة جوهرية عديدة قد يكون ابرزها ما مصير الشرق الأوسط لا سيما فلسطين ولبنان؟. اذ ان الرئيس المنتخب حدد مستقبل بلاده حين قال في خطاب الفوز “سنبدأ العصر الذهبي للولايات المتحدة”.
في السياق، تشير المعطيات الى تخوّف فلسطيني من ان تكون عودة ترامب متشددة لصالح إسرائيل اكثر من السابق ما قد ينعكس تعزيزاً للسياسة الإسرائيلية القائمة على وسيع رقعة الاستيطان و”محو” المقاومة الفلسطينية من الوجود. وما يزيد من المخاوف هذه ان الرئيس الاميركي المنتخب من المؤمنين بـ “حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها”، الامر الذي قد يساعد على تفلّت اسرائيل اكثر واكثر من المحاسبة والعقاب الدوليين.
والى لبنان، حيث يسود الترقب الحذر لمعرفة ما ستؤول اليه الأحوال لا سيما لجهة وقف الاعتداءات الإسرائيلية، خاصة وان دونالد ترامب وفي معرض جولاته الانتخابية وعد اللبنانيين والعرب بوقف الحرب على لبنان واحلال السلام في الشرق الأوسط. وبحسب المصادر فإن المرحلة المقبلة أي حتى يحين موعد التسلم والتسليم بين الرئيس المنتخب وسلفه جو بايدن، ستتسم بالدقة والحساسية، لا سيما وان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مصرّ على الاستمرار في التصعيد العسكري ويثبت ذلك تعيينه يسرائيل كاتس وزيراً للحرب خلفاً ليوآف غالانت.
هذا وتتحدث المصادر عن سيناريوهين متوقعين للمرحلة المقبلة، اذ يمكن ان يصعّد نتنياهو من اجرامه اكثر بهدف تحسين شروط التفاوض علّه يأخذ بالسياسة ما حرم من انتزاعه في الميدان. فيما يتحدث السيناريو الثاني عن إمكانية ان توقف إدارة جو بايدن الدعم العسكري لإسرائيل، وبالتالي تركها امام مواجهة محتملة مع طهران، الامر الذي سيشكّل تحدّياً كبيراً وقنبلة موقوتة قد تنفجر بوجه ترامب. وتختم المصادر مؤكدة ان الفترة المقبلة ستكون مصيرية ولا يمكن التنبؤ بأحداثها.
اذاً، آمال كثيرة معقودة على عودة ترامب الى البيت الأبيض، تتنوع بين العسكر والامن والسياسة والاقتصاد والإنسانية. فهل ستبقى مصالح إسرائيل “اولاً” ام ستكون الغلبة للمظلوم على حساب الظالم؟..
Related Posts