قطع رئيس حكومة الإحتلال يد الولايات المتحدة في حكومته بإقالة رجل أميركا في إسرائيل وزير الدفاع يوآف غالانت وتعيين يسرائيل كاتس خلفا له.
وكان غالانت أعلن أن أسباب إقالته تعود الى ثلاثة أمور هي: رفضه عدم تجنيد “الحريديم” في ظل حاجة الجيش الى ١٥ الف جنديا جديدا، إصراره على إبرام صفقة التبادل مع حماس، ودعوته الى تشكيل لجنة تحقيق رسمية في أحداث السابع من أكتوبر.
بدا واضحا، أن نتنياهو إستغل لحظة إنشغال أميركا بإنتخاباتها الرئاسية وأصدر قرار عزل غالانت، وذلك لتجنب إحتجاج البيت الأبيض وإمكانية ممارسته الضغط عليه للتراجع عن هذه الخطوة، لكن الاعتراضات الكبرى جاءت من داخل الكيان الغاصب من خلال تحرك الشارع رفضا لقرار إقالة غالانت، والمواقف التي صدرت من قوى المعارضة وعدد من المسؤولين الاسرائيليين وأكدت أن “نتنياهو هو أول رئيس حكومة يقدم مصلحته الشخصية على مصالح الكيان وجيشه وشعبه”، مشيرة الى أن ا”لقرار هو بمثابة خطوة مجنونة تهدف فقط للحفاظ على مستقبله السياسي”.
خطوة نتنياهو التي جاءت في عز الحرب على لبنان وعلى غزة يمكن توصيف أسبابها بالتالي:
أولاً: التغطية على فضيحتيّ تسريب الوثائق الى صحف أجنبية وتزوير بروتوكولات الكابينه الاسرائيلي حول صفقة التبادل والحرب، وإخافة قيادة الجيش والشاباك التي تحقق فيهما ومنعها من إتخاذ أية قرارات بهذا الشأن.
ثانياً: رغبة نتنياهو بالسيطرة الكاملة على الحكومة وتدجين أي صوت معارض له، فضلا عن هيمنته على وزير الدفاع الجديد كاتس الذي لا يملك أي خبرة عسكرية ما سيجعله الآمر الناهي في قرار الحرب وإستمرارها.
ثالثا: ضرب كل المحاولات الرامية لإبرام صفقة التبادل مع حماس بشأن الأسرى وإتفاق وقف إطلاق النار في غزة ولبنان.
رابعا: سعي نتنياهو الى فرض أمر واقع على الادارة الأميركية الجديدة، سواء بمواكبة ترامب في حال فوزه بالرئاسة الأميركية، ووضع حد لكاميلا هاريس لجهة التدخل بالحكومة الاسرائيلية.
خامساً: ضرب نتنياهو التنوع في حكومته لمصلحة الصوت اليميني المتطرف الواحد وهيمنته الكاملة عليه، لجهة المزيد من التوحش وقتل المدنيين وهدم المباني في الحرب، وبالتالي إعتبار الأسرى الاسرائيليين بحكم الأموات.
سادساً: إعتقاد نتنياهو أن صديقه ترامب سيكون الفائز في الانتخابات وهو سيطلق يده في الشرق الأوسط، وأن التعاطي الأميركي في المرحلة المقبلة سيكون معه وحده، بعدما عانى في الآونة الأخيرة من وجود غالانت الذي يشكل عامل ثقة للبيت الأبيض.
إنتقدت أميركا بشدة قرار نتنياهو، لكنها في المقابل أكدت أن دعمها سيبقى صلبا للكيان الصهيوني الغاصب، في حين يفترض أن تتنامى الاحتجاجات في الشارع الاسرائيلي وتعزيز الإنقسام السياسي وصولا الى المطالبة بعزل نتنياهو، في ظل كثير من الأصوات التي إرتفعت بالقول: “إنه اذا كان ممكنا إقالة وزير الدفاع في ظل الحرب، فسيكون ممكنا إقالة رئيس الحكومة.
في حين تزداد المخاوف في إسرائيل من إنعكاس إقالة غالانت على الجيش الاسرائيلي المهزوم معنويا بفعل عدم تحقيق أهداف الحرب والمأزوم في الميدان والمستنزف من قبل المقاومة في غزة وفي لبنان.
Related Posts