يُعد الكوماندوس الإسرائيلي من أبرز أدوات إسرائيل في تنفيذ عمليات خارج حدودها، في إطار استراتيجيتها العدوانية التي تستهدف شخصيات ومنظمات تعتبرها تهديدًا لأمنها القومي. وتثبت عملياتها المتكررة على مدى العقود الماضية أن إسرائيل لا تتوانى عن اللجوء إلى الحلول العسكرية والاستخباراتية خارج أراضيها، في سبيل تحقيق أهدافها الأمنية وتصفية خصومها.
سلسلة عمليات الكوماندوس الإسرائيلية عبر العقود:
عملية فردان (1973): في 10 نيسان، نفذت وحدة كوماندوس إسرائيلية عملية اغتيال استهدفت ثلاثة من قادة منظمة التحرير الفلسطينية في منطقة فردان ببيروت: كمال عدوان، كمال ناصر، وأبو يوسف النجار. جاءت العملية كرسالة بأن منظمة التحرير ليست بمنأى عن الاستهداف الإسرائيلي حتى في معقلها بلبنان.
عملية عنتيبي (1976): في 4 تموز، نفذت قوات إسرائيلية عملية جريئة في مطار عنتيبي بأوغندا لتحرير 105 رهائن اختطفهم مسلحون فلسطينيون وألمان، ما أسفر عن تحرير معظم الرهائن ومقتل قائد العملية يوناتان نتنياهو، شقيق رئيس الوزراء الأسبق بنيامين نتنياهو.
اغتيال علي حسن سلامة (1979): في 22 كانون الثاني، اغتيل القيادي البارز في منظمة التحرير الفلسطينية ومنظمة أيلول الأسود علي حسن سلامة، عبر تفجير سيارة في بيروت، مما أدى إلى مقتله على الفور.
اغتيال خليل الوزير (1988): في 16 نيسان، اغتيل خليل الوزير المعروف بأبو جهاد، وهو الرجل الثاني في منظمة التحرير الفلسطينية بعد ياسر عرفات، خلال هجوم نفذته فرقة قوات خاصة إسرائيلية في تونس.
اختطاف الشيخ عبد الكريم عبيد (1989): في 28 تموز، اختطفت وحدة كوماندوس إسرائيلية الشيخ عبد الكريم عبيد من جنوب لبنان، في خطوة هدفت للضغط للحصول على معلومات حول الطيار الإسرائيلي المفقود رون أراد.
اغتيال عباس الموسوي (1992): في 16 كانون الثاني، اغتيل عباس الموسوي، الأمين العام لحزب الله، بينما كان في موكب في لبنان، حيث استهدفت طائرتان مروحيتان إسرائيليتان سيارته بصواريخ، مما أدى إلى مقتله.
اختطاف مصطفى الديراني (1994): نفذت وحدة “سييرت متكال” عملية اختطاف للقيادي مصطفى الديراني من منزله في البقاع اللبناني، بهدف الحصول على معلومات حول مصير أراد. وقد تم الإفراج عن عبيد والديراني في صفقة تبادل أسرى مع حزب الله عام 2004.
اغتيال فتحي الشقاقي (1995): في 26 تشرين الأول، اغتيل فتحي الشقاقي، رئيس حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، بإطلاق النار عليه أمام فندق في مالطا، مما أدى إلى مقتله.
محاولة اغتيال خالد مشعل (1997): في 25 أيلول، تعرض خالد مشعل، القيادي البارز في حماس، لمحاولة اغتيال عبر تسميمه في العاصمة الأردنية عمان، إلا أن المحاولة باءت بالفشل وتمكن مشعل من النجاة.
اغتيال عماد مغنية (2008): في 12 شباط، اغتيل القائد العسكري البارز في حزب الله، عماد مغنية، بانفجار سيارة مفخخة في دمشق، في عملية نُسبت إلى الموساد واعتُبرت ضربة استراتيجية للحزب.
اغتيال محمود المبحوح (2010): في 19 كانون الثاني، عُثر على القيادي في كتائب عز الدين القسام محمود المبحوح مقتولاً في غرفته بأحد فنادق دبي، بعد تعرضه لعملية اختناق إثر صعقه كهربائيًا. وأعلنت السلطات الإماراتية أن التحقيقات أشارت إلى تورط جهاز الموساد الإسرائيلي في العملية، التي نُفذت بتخطيط دقيق عبر فريق من العملاء المتنكرين.
اغتيال جهاد مغنية (2015): في 18 كانون الثاني، اغتيل جهاد مغنية، نجل القيادي العسكري البارز في حزب الله عماد مغنية، في غارة جوية إسرائيلية استهدفت موكبه في منطقة القنيطرة السورية، حيث كان برفقة عدد من قادة الحزب الميدانيين.
اغتيال سمير القنطار (2015): في 20 كانون الأول، اغتيل سمير القنطار، القيادي في حزب الله، في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مبنى سكنيًا في منطقة جرمانا بضواحي دمشق، حيث كان يُعتبر من أبرز قادة المقاومة الذين تولوا مهام ميدانية بعد إطلاق سراحه من السجون الإسرائيلية.
اغتيال محمد الزواري (2016): في 15 كانون الأول، اغتيل المهندس التونسي محمد الزواري، المتخصص في هندسة الطيران، أمام منزله في مدينة صفاقس التونسية. كان الزواري عضوًا في كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، حيث أشرف على تطوير مشروع الطائرات بدون طيار “أبابيل1” التي استخدمتها الحركة في عملياتها. اتهمت حماس جهاز الموساد الإسرائيلي بالوقوف وراء عملية الاغتيال.
اغتيال صالح العاروري (2024): في 2 كانون الثاني، اغتيل صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت. كان العاروري من مؤسسي كتائب عز الدين القسام في الضفة الغربية، وقضى نحو 18 عامًا في السجون الإسرائيلية قبل إبعاده. لعب دورًا محوريًا في تطوير القدرات العسكرية لحماس، واعتُبر من أبرز قادتها السياسيين والعسكريين.
اغتيال الصيرفي محمد سرور (2024): في 3 نيسان، اختفى الصيرفي اللبناني محمد سرور، ليُعثر عليه مقتولاً بعد استدراجه إلى شقة في بلدة بيت مري، حيث خضع لتحقيق عنيف قبل أن يتم إطلاق النار عليه. وأعلن وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي أن المعطيات الأولية تشير إلى تورط الموساد في الجريمة.
اغتيال إسماعيل هنية (2024): في 31 تموز، اغتيل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في غارة جوية استهدفت مقر إقامته في طهران. كان هنية في زيارة رسمية لحضور حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان. أعلنت حركة حماس أن الهجوم نُفذ بواسطة صاروخ موجه، وأسفر عن استشهاد هنية وعدد من مرافقيه. أشارت التقارير إلى أن إسرائيل تقف وراء العملية، حيث أقر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بمسؤولية بلاده عن الاغتيال.
اختطاف عماد أمهز (2024): في 1 تشرين الثاني، نفذت وحدة الكوماندوس البحرية “شييطت 13” وعناصر من الوحدة “504” التابعة لشعبة “أمان” عملية اختطاف القبطان البحري المرتبط بحزب الله، عماد أمهز، حيث نُقل إلى إسرائيل.
تشكل هذه العمليات دليلاً على النزعة العدوانية المستمرة للكوماندوس الإسرائيلي، متجاوزة حدود إسرائيل الجغرافية والسياسية، لتترك بصمة دموية على خارطة الشرق الأوسط وتبث رسائل تهديد ضد خصومها في كل مكان.
Related Posts