عكس كلام رئيس الحكومة نجيب ميقاتي التلفزيوني ليل امس بعض التفاؤل الحذر بقرب التوصل الى وقف لاطلاق النار بعد اتصال جرى بينه وبين الموفد الأميركي أموس هوكشتاين.
وجاء كلام ميقاتي بالتوازي مع ما اعلنه رئيس مجلس النواب نبيه بري من انه “أنجز كل النقاط المتعلقة بوقف النار ونشر الجيش وتطبيق الـ1701، وتفاهم عليها مع هوكشتاين، وننتظر منه أن يتفاهم مع نتنياهو على ما أنجزناه معاً”، نافياً “أن يكون طرح مع المبعوث الأميركي مباشرة أو مواربة إدخال تعديلات عليه، كما يروّج البعض”.
وشدّد بري على أن “الكُرة الآن في مرمى نتنياهو، فهل يبدي كل استعداد للسير في التفاهم الذي توصّلنا إليه مع هوكشتاين أم أنه كالعادة سينقلب عليه كما فعل عندما وافق على النداء الأميركي – الفرنسي المدعوم دولياً وعربياً لوقف النار، ليتراجع عنه فور وصوله إلى نيويورك، مع أننا كنا بُلّغنا بموافقته من الوسيط الأميركي، ونحن من جانبنا لم نتردد بالترحيب به والالتزام بتطبيقه فوراً”.
وكان رئيس الحكومة قال لـ”الجديد” إنّه لمس من هوكشتاين إمكان التوصل إلى وقف لإطلاق النار قبل الخامس من الشهر المقبل، موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وقال ميقاتي إنّ “الاتصال اليوم مع هوكشتاين أوحى لي أنه ربما يمكن أن نصل خلال الأيام المقبلة، قبل الخامس من الشهر المقبل إلى وقف لإطلاق النار”، معتبرا أن حزب الله “تأخر” في فصل جبهة لبنان عن غزة.
وأضاف ميقاتي “نبذل كل جهدنا.. لأن يصبح لدينا خلال الساعات أو الأيام المقبلة وقفا لإطلاق النار”، مشيرا إلى أنّه “متفائل بحذر”.
وأكد رئيس الحكومة اللبنانية أنّ “الجيش اللبناني مستعد لتعزيز وجوده في جنوب لبنان… وألا يكون هناك سلاح في منطقة جنوب الليطاني إلا للشرعية اللبنانية”، تطبيقا لقرار مجلس الأمن الدولي 1701
وفي ما يتعلق بمنع وصول المساعدات من العراق وإيران والجزائر عبر مطار بيروت، قال ميقاتي “يمكنني أن أضمن ألا نعطي ذرائع لأحد كي ينال من أمننا أو من حركة طيراننا”، مضيفا “فليأتوا عبر البحر مشكورين”.
وردا على سؤال عما إذا كانت هناك ضغوط لمنع إعادة فتح معبر المصنع الحدودي بين لبنان وسوريا، أكد ميقاتي “هناك تريّث في هذا الموضوع… أرسلنا جرّافة لردم المعبر وتعرّضت للقصف، لن نعرّض أحد للخطر قبل أن تكون لدينا الضمانات الكاملة”.
وجاءت تصريحات ميقاتي في وقت أفادت وزارة الخارجية الأميركية بأنّ “المسؤولين في البيت الأبيض آموس هوكشتاين وبريت ماكغورك في طريقهما إلى إسرائيل للبحث في قضايا تشمل حلا دبلوماسيا في لبنان فضلا عن التوصل لإنهاء النزاع في غزة”.
وكان الرئيسان بري وميقاتي عقدا اجتماعا امس تناول تطورات الاوضاع العامة وآخر المستجدات السياسية والميدانية على ضوء تصاعد العدوان الاسرائيلي على لبنان وملف النازحين، إضافة إلى نتائج وأجواء اللقاءات والاتصالات الخارجية التي أجراها رئيس الحكومة.
وأكّدت مصادر سياسية مطلعة على الاتصالات “أنّ امر انتقال هوكشتاين من إسرائيل إلى لبنان يتحدّد بناءً على ما قد يحققه من إيجابيات في اسرائيل، خارج إطار الشروط المرفوضة التي روّجت لها إسرائيل في الايام الاخيرة حول مهلة الشهرين وتسوية تُخضع لبنان لإسرائيل وتمنح جيش الاحتلال حرّية المسّ بسيادة لبنان والاعتداء عليه ساعة يشاء .”
وفي تقدير المصادر عينها “أنّ نجاح مهمّة هوكشتاين مرتبط بإعطاء الأولوية لمشروع تسوية على أساس القرار 1701 ومندرجاته بلا زيادة او نقصان، وفق آلية تطبيق لهذا القرار يقبل بها لبنان، ولا تمسّ سيادته”.
ميدانيا، وسّعت إسرائيل، أمس، مروحة التدمير الى البقاع حيث نفذت عشرات الغارات في منطقة بعلبك وسط نزوح واسع منها بعد إنذارات بالإخلاء أصدرها الجيش الإسرائيلي.وشن الطيران الإسرائيلي غارات عنيفة على بعلبك ومحيطها.
Related Posts