الزميلة آنّا عبد المسيح.. لروحك السلام.. غسان ريفي

طوت الزميلة الاعلامية أنّا عبد المسيح آخر صفحات عمرها ورحلت بهدوء وصمت، تاركة في قلوب زملائها وأهلها ومحبيها حزنا كبيرا وجرحا عميقا لن يندمل على فقدان الأحبة الذين إضطرتهم ظروف وطنهم لبنان الى مغادرته، لكن قلبهم بقيَ معلقا به وبأهله وبأرضه وترجموا ذلك في كتاباتهم وبرامجهم الاذاعية وإطلالاتهم التلفزيونية.
تختزن أنّا عبدالمسيح تاريخا طويلا وناصعا من العمل الصحافي الذي تملّكها منذ نشأتها، وجسدت من خلاله الرسالة السامية لمهنة البحث عن المتاعب، ومارستها بكل جدارة فلم تخش في الحق لومة لائم، ولم تخف سيطرة قوى الأمر الواقع وردات فعلها على إنتاجها الاعلامي الذي كان يشكل صرخة مدوية رفضا للظلم والقهر والحرب والدمار والقتل.
أجبرت الظروف القاهرة أنّا على مغادرة لبنان الى أميركا التي شهدت لها صولات وجولات إعلامية شكلت محطة مضيئة في مسيرتها المهنية، وحملت من خلالها لبنان في قلبها وقدمته لعالم الاغتراب بأبهى صورة وطن الأرز الشامخ والعيش الواحد والنضال من أجل الحياة الكريمة.
لم تأبه للمرض الذي أصابها، بل زادها إيمانًا وصلابة، إدراكًا منها بأن العمر واحد وأن لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا، فواجهته وقاتلته بالايمان والصبر والعمل الصحافي الذي كانت تمارسه بشغف وحب دفاعا عن لبنان وصورته، الى أن غدر بها، وجاء الخبر الحزين من أميركا بأن من كانت تضج بالحياة والحيوية إختارت لنفسها أن ترتاح في ملكوت الله وأن تسلم الروح.
رحلت أنّا العاشقة للحرية والسيادة والاستقلال، والمعجونة بالوطنية، والمؤمنة بالمبادئ الانسانية والأخلاقية، والحاضنة لعائلتها الصغيرة بعد إستشهاد الوالد المربي ورحيل الأم التي حملت على عاتقها أثقال الحياة.
رحلت أنّا لكن وفاءها لن يرحل، وعطاءها لن ينضب، ورسالتها الاعلامية ستشكل خارطة طريق لكل طامح الى النجاح في هذه المهنة الشاقة، وعائلتها من العميد نديم، الى النائب المهندس أديب الى سناء، الى ريمون وجو وروي ستبقى على ذكراها الطيبة وعلى العهد، عهد المحبة والقيامة والرجاء الذي يدوم الى الأبد..
آنّا عبدالمسيح.. لروحك السلام..


Related Posts


 

Post Author: SafirAlChamal