عقد في دار الافتاء في حلبا، اجتماع ضم النواب: وليد البعريني، محمد سليمان، محمد يحيى، اسعد درغام، جيمي جبور وممثل عن النائب سجيع عطية مصطفى الحاج، مفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا، رئيس المجلس الاسلامي العلوي الشيخ علي قدور، راعي ابرشية عكار للروم الارثوذكس المطران باسيليوس منصور، ممثل راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف الخور أسقف الياس جرجس، ممثل راعي ابرشية طرابلس للروم الملكيين الاب ميشال بردقان، محافظ عكار المحامي عماد اللبكي، اعضاء المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى النقيب محمد المراد ورئيس دائرة اوقاف عكار الشيخ مالك جديدة.
وبعد الاجتماع، تلا المفتي زكريا البيان الآتي: “نتيجة للأوضاع الراهنة والعدوان الصهيوني والأحداث المستجدة تداعى السادة الروحيون والسادة النواب ومحافظ عكار وأعضاء المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى لاجتماع طارىء في دار إفتاء عكار، وصدر عنهم البيان التالي:
1 ـ نثني على القمة الروحية الاستثنائية، والتي عقدت في الصرح البطريركي في بكركي يوم الأربعاء 16/تشرين أول 2024 ونلتزم بمقرراتها والتي تعتبر قمة متميزة في شكلها ومضمونها ووقتها، ويجب على ساسة البلد الالتزام بها لإنقاذ ما تبقى من هذا الوطن.
2 ـ نستنكر وندين ونشجب هذا العدوان الصهيوني على لبنان، وقبل ذلك على غزة وفلسطين، ونطالب المجتمع الدولي بالقيام بواجبه قانونيا وقضائيا وسياسيا لردع هذا الكيان عن عدوانه ومجازره ووحشيته التي طالت البشر والحجر ولم تسلم منه حتى المستشفيات ولا دور العبادة ولا النساء ولا الأطفال، وندعو الى وقف فوري لإطلاق النار دون قيد أو شرط وتطبيق القرارت الدولية تجاه لبنان.
3 ـ مع كامل الشكر والتقدير لوزارات ومؤسسات الدولة اللبنانية وأجهزتها وإداراتها وللجيش اللبناني وبقية الأجهزة الأمنية على ما يقومون به في هذه المرحلة العصيبة، إلا أن ذلك لا يعفي المسؤولين والقيمين على البلد من واجباتهم تجاه شعبهم، فما وصلنا إليه هو جزء من المماطلة والتسويف بالإصلاح والتغيير منذ إنفجار مرفأ بيروت ثم الشغور الرئاسي وجو التنازع والانقسام الذي أصاب وشل البلد حتى انكشفنا للعدو واستباح بلادنا، لذلك نناشد كل قيادات البلد الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية لتبدأ عملية الإصلاح وانتظام المؤسسات العامة، وأن يتنازل الجميع لمصلحة الوطن، حتى نفوت الفرصة على الآخرين الذين يتدخلون بالشأن اللبناني الداخلي ويستغلون حالة الإنقسام السياسي، وهنا لا بد من الإشادة بموقف دولة الرئيس نجيب ميقاتي ورفضه للتدخلات الخارجية وحرصه على إدارة البلد.
4 ـ نجل ونقدر ونثمن الصورة الجميلة والرائعة للشعب اللبناني في تضامنه وتكاتفه واحتضانه للنازحين الفارين من جحيم الحرب وويلاتها، وهذا ليس بغريب عنهم وقد ضربوا أروع الأمثلة في إغاثة الملهوف والمكروب، دون نظر إلى مذهبية أو طائفية أو مناطقية، ونذكر بضرورة المحافظة على هذه الصورة الجميلة وعدم استغلال الناس واحتكار السلع ورفع الأسعار.
كما ندعو جميع الأفراد والجمعيات والمنظمات والمؤسسات الإغاثية للتعاون مع محافظ عكار، لأن ذلك يساهم في ضبط العدد وتنسيق التوزيع وتسهيل مهمات المنظمات والجهات الإغاثية.
5 ـ نشكر كل الدول الشقيقة والصديقة التي وقفت مع لبنان والقضية الفلسطينية ودعمتهم سياسيا وفي المحافل الدولية، كما نشكر كل الدول التي سارعت إلى إرسال الدعم والإغاثة للبنان وشعبه وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والإمارات وقطر والاتحاد الأوروبي والتي تساهم في تخفيف أعباء النزوح على المنكوبين والمتضررين من الحرب. كما نشكر من ساهم من رجال الأعمال والمغتربين في هذه الإغاثات، وندعو الجميع إلى مزيد من التعاون والبذل والعطاء.
6 ـ نطالب الحكومة اللبنانية ولجان الإغاثة والطوارىء سرعة توزيع المساعدات والإغاثات على المناطق والمراكز التي لجأ إليها النازحون، وأن يكون التوزيع بالتناسب العادل بناء على الأعداد والإحصائيات المتوافرة في كل محافظة ومنطقة، وخاصة بأننا رأينا جدولا لتوزيع المساعدات الصحية وقد شمل معظم المناطق اللبنانية ولكن لم نجد في الجدول أي اسم لمستشفى في عكار وشمال لبنان, لذلك نطالب بالاهتمام بالقطاع الصحي ودعم المستشفى الحكومي وتوفير البيئة الصحية تفاديا لانتشار الأوبئة وخاصة الكوليرا، كما يؤكد المجتمعون على وجوب رفع مستويات التحضير لمواجهة التحديات القادمة والتنبه الى زيادة عدد النازحين بسبب العدوان المستمر والمتمادي.
7 ـ تأكيدا على مناشدتنا بالتعاون والتنازل عن المكاسب الشخصية والمناطقية والحزبية، فإننا نؤكد ونشدد ومن هنا من عكار على ضرورة فتح وتشغيل مطار الرئيس رينيه معوض (القليعات) وخاصة في مثل هذه الظروف الصعبة، وأن لا نعرض حياة المسافرين لأي خطر من الطيران الحربي الصهيوني، والجميع يدرك أن المماطلة في افتتاح مطار القليعات سببها سياسي وليس تقنيا ولا لوجستيا، وافتتاحه يساهم في تأمين وتسهيل حركة المسافرين وأيضا طائرات الإغاثة العاجلة.
8 ـ نشدد على ضرورة اليقظة والانتباه من الفتن وإشعالها بين المناطق والطوائف، فالحرب بطبيعتها كرب وشدة، وهناك من ينمو على الفتن والفتنة، وما لم ينله العدو بالسلاح قد يناله بصورة أخرى عبر فتنة طائفية أو مذهبية أو حزبية، فالحذر الحذر من ذلك، ويجب على العقلاء أن يقوموا بواجبهم وأن يقطعوا دابر كل فتنة وفتان.
9 ـ نذكر القائمين على ملف الإغاثة والنزوح بضرورة الحفاظ على كرامة كل نازح، فالإنسان إنسان بعيدا عن لونه وطائفته ومنطقته وجنسه، وإن من كرامة الإنسان إعادة الأموال المحتجزة في المصارف والتي لا يتمكن أصحابها من سحبها ، ونرى أهمية حصر استقبال النازحين في المدارس وأماكن الإيواء كالبيوت والشقق، وعدم تحميل عكار لوحدها عبء النازحين غير اللبنانيين خصوصا وأنها قد تحملت ما فيه الكفاية وعدم توسيع المخيمات أو إقامة مخيمات جديدة”.
Related Posts