التهديدات الكاذبة.. من يقف وراءها وكيف يمكن التأكد من صحتها؟.. صبحية دريعي

“الى سكان جنوب لبنان الذين غادروا بيوتهم لا تعودوا اليها هذا خطر”.. رسالة نصية تصل الى هواتف اللبنانين تحذرهم من العودة الى بيوتهم أو الى ضرورة إخلاء منازلهم قبل استهدافها، وهذا في إطار الحرب النفسية التي يقوم بها جيش الإحتلال.

وبهدف بث الذعر في نفوس اللبنانين، لجأ البعض الى ارسال رسائل مماثلة لتلك التهديدات الإسرائيلية الى مختلف المناطق التي تعتبر آمنة، فبعد الغارة الإسرائيلية التي استهدفت بلدة أيطو شمال لبنان سُجّلت حالات هلع وخوف جراء اتصالات مشبوهة من أرقام هاتفية لبنانية أو أجنبية محذرة بضرورة إخلاء بعض المباني لانها معرضة للإستهداف.

كما سُجّلت حالة من الهلع بين أهالي حي آل عرجة في منطقة المنية بالقرب من محطة النعنعي للوقود، وذلك بعد ورود اتصال مشبوه من قبل مجهول طلب فيه من الأهالي إخلاء أحد الأبنية السكنية في المحلة المذكورة، وقد سارع الأهالي إلى إخلاء المبنى ليتبين بعدها أن البلاغ كاذب وأن المصدر ليس إسرائيل بل لبنان.

وفي ظل تزايد الاتصالات بأرقام وهمية بهدف تهديد المواطنين وإجبارهم على إخلاء أماكن تواجدهم أو مراكز الإيواء، يقول مصدر أمني مسؤول: إن الأجهزة الأمنية على أهبة الاستعداد للتعامل مع هذه الظاهرة، والجهات المختصة تستخدم تقنيات حديثة لرصد وتتبع مصادر هذه الاتصالات، حيث يمكن بسرعة تحديد هوية المتصلين وموقعهم عبر تقنية التتبع المتطورة.

ويشدد المصدر على أن كل محاولات التهديد أو الترهيب لن تمر من دون محاسبة فالأجهزة الأمنية تراقب عن كثب، وتتبع كل اتصال مشبوه، ولن تتهاون في اتخاذ الإجراءات القانونية الصارمة بحق كل من يشارك في هذه الأعمال غير المسؤولة.

أما السؤال الأهم فهو كيف يمكن التميز بين تهديدات العدو الإسرائيلي و بين تلك المفبركة؟

من خلال المتابعة تبين أن بعض الرسائل والتهديدات الكاذبة أُرسلت من منصة مختصة ببيع الرسائل النصية وهذا يعني أنه بإمكان اي شخص شراء رسائل محددة وإرسالها لمن يريد كما أن الأجهزة الأمنية قادرة على تتبع الشخص الذي عمد الى شراء هذه الرسائل .

اضافةً الى ان أغلب الرسائل التي ارسلت من قبل أشخاص مجهولين يمكن ملاحظة وجود فيها أخطاء إملائية تدل انها غير صحيحة، ومن خلال ما شهدته الفترة الأخيرة يمكن ملاحظة أن العدو الإسرائيلي لا يحذر بهذا الشكل بل هو يعمد الى الإتصال بالشخص ويعطيه العديد من المعلومات المؤكدة عنه ويطلب منه إخلاء المنزل ليقوم من بعدها ويعلن الإسرائيلي بشكل عام على منصة “اكس” ووسائل الإعلام الخاصة به ويعممها “بضرورة الإخلاء” بعدما يتمّ تبليغ اصحاب الشقة أو من يسكن فيها.

الحرب التي يشهدها لبنان والأحداث الأمنية الأخيرة، شكّلت أرضاً خصبةً لانتشار الأخبار المفبركة وبث الذعر بين اللبنانيين والتي تعتبر جزءاً من الحرب النفسية بهدف إضعاف المعنويات ونشر الفتن، كما ونشطت العديد من عصابات السرقة التي تتعمد ارسال رسائل تحذيرية بهدف إخلاء العديد من المنازل من قاطنيها ليقوموا بسرقتها فور إخلائها..


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal