هل وصلت رسائل المقاومة؟!.. غسان ريفي

ثبت بالوجه الشرعي، أن المقاومة إستعادت عافيتها وبدأت بإعادة العمل على تفعيل قوة الردع مع العدو الاسرائيلي، خصوصا بعد الضربات الموجعة التي ألحقتها به جراء الصليات الصاروخية اليومية التي تطال المستوطنات الصهيونية، والمسيّرة التي قطعت مئة وخمسة كيلومترات وإنفجرت في أحد مباني تل أبيب، فضلا عن التصدي البطولي للمقاومين لكل تحركات جيش العدو على الحدود اللبنانية – الفلسطينية وتكبيده خسائر فادحة في ضباطه وجنوده ودباباته وآلياته.

وجاءت جولة مسؤول وحدة العلاقات الاعلامية في حزب الله الحاج محمد عفيف في الضاحية الجنوبية أمس، وعقده مؤتمرا صحافيا في وسطها وعلى أنقاض ما دمرته إسرائيل لتشكل تحديا غير مسبوق للعدو الذي تسلم من الضاحية الصامدة رسالة واضحة بأن المعركة في أولها وأن ما ينتظره هو الكثير من المفاجآت.

الحاج محمد عفيف الذي تحدث تحت أنظار المسيرات الاسرائيلية المتواجدة بشكل دائم في الأجواء اللبنانية، عرض لواقع المواجهات وتكتيكاتها، وطمأن بيئة المقاومة وأنصارها وكذلك أخصامها وأعدائها بأنها بألف خير وجاهزة بكل قوتها للدفاع عن لبنان وأرضه وسيادته وشعبه، داعيا المستعجلين على الاستثمار السياسي في الداخل اللبناني وخارجه، الى إعادة قراءة الميدان بشكل صحيح والى التروي في نسج الطموحات والأحلام خصوصا أن حزب الله لم يضعف ولن يخسر الحرب رغم كل الضربات والاغتيالات والمجازر، والمقاومة باقية على ثباتها وفي الحفاظ على القيادة والسيطرة وهي مستمرة في تصديها للعدوان الغاشم ولن تتراجع مهما بلغت التضحيات.

كلام الحاج محمد عفيف في المؤتمر الصحافي كان له ترجمة سريعة في الميدان الذي شهد مزيدا من العمليات العسكرية ضد العدو الاسرائيلي على الحدود، وبعشرات الصليات الصاروخية التي صالت وجالت في سماء فلسطين والمحتلة وأصابت أهدافها متجاوزة الدفاعات الجوية وأجهزة الرادار ما يؤكد أن إسرائيل تعاني من فشل إستخباري إضافي.

واللافت، أن المقاومة رسخت معادلة أن لا عدوان إسرائيلي على لبنان من دون أثمان باهظة يدفعها الكيان الغاصب، حيث أن الدمار في الضاحية يقابله دمار كبير في كثير من المستوطنات وصولا الى حيفا ويافا وصفد يحرص الاسرائيلي على التعتيم عليه بالكامل، ومنع وسائل الاعلام لديه من الاضاءة عليه، إضافة الى إنقطاع التيار الكهربائي في مستوطنة هرتسيليا، وإنعدام الأمن في أكثرية المستوطنات، ومكوث المستوطنين في الملاجئ على مدار الساعة، وتوسع دائرة النزوح لتشمل مناطق جديدة، ما يؤكد أن كل ما يحاول نتنياهو ترويجه بأن حربه ضد لبنان تهدف الى إعادة المستوطنين الى شمال فلسطين المحتلة يدعو للسخرية كونه يستقبل في كل يوم عشرات الآلاف من النازحين الذين يهربون من مستوطناتهم المستهدفة بصواريخ المقاومة.

في غضون ذلك، تستمر الاتصالات الدبلوماسية للضغط على إسرائيل من أجل وقف الحرب على لبنان، وتتكثف الجهود الأميركية لضبط الرد الاسرائيلي على إيران، إلا أن الكلمة الأخيرة هي للميدان الذي وحده يستطيع أن يدفع إسرائيل الى الرضوخ للتسوية، تحت وقع ضربات المقاومة، وربما تبدل إيران من المعادلة في حال أرادت الرد على الرد الاسرائيلي المفترض أو ربما تقايض ذلك بإرغام إسرائيل على وقف العدوان على غزة ولبنان، وفقا لرؤية وثوابت سيد شهداء طريق القدس الشهيد حسن نصرالله الذي تنفذ المقاومة اليوم تعليماته بأن الرد على إسرائيل في حال وسّعت من حربها سيكون من دون سقوف أو ضوابط وأن ليس لها لدى المقاومة سوى الأيام والليالي والميدان.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal