شدّ حبال رئاسي بين الداخل والخارج يحكمه الميدان!.. ديانا غسطين

دفعت الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة على لبنان، بإتجاه تحريك المياه الرئاسية الراكدة، من عين التينة، حيث خرج رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الأسبوع الماضي، ليعلن عن خارطة طريق بالاتفاق مع رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، تفضي الى انتخاب رئيس للجمهورية.

المبادرة التي خرجت من جعبة نبيه بري، كما درجت العادة عند اشتداد الازمات على لبنان، قوامها ثلاث نقاط رئيسية، تبدأ بوقف فوري لاطلاق النار وتطبيق للقرار الاممي ١٧٠١ بكامل مندرجاته بما فيها ارسال الجيش اللبناني الى الحدود، ومن ثم انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة تكون قادرة وفاعلة، وصولاً الى معالجة ازمة النازحين السوريين.

داخلياً، ورغم ان مبادرة بري هذه، قوبلت ببعض اصوات النشاز في الداخل، الا انها لاقت ترحيباً من معظم الافرقاء السياسيين واولهم المرشح الجدي الاوحد، رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه، الذي اكد من عين التينة ان الاولوية هي لوقف اطلاق النار والمهم “ان نخرج موحدين من الأزمة وينتصر لبنان”.

كتلة الاعتدال الوطني، من جهتها، تلقفت مبادرة بري وأعادت إحياء المقترح الذي كانت قد تقدمت به، وبدأت جولة جديدة على مختلف الكتل النيابية في سبيل مواصلة جهود تقريب وجهات النظر للتوصل الى حل ينهي الازمات المتراكمة.

الى ذلك، اعاد نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قايم في خطابه اول من امس، تسليم القرار السياسي للثنائي الشيعي بالكامل الى الرئيس بري، وهو مهّد من خلال كلامه للقبول بوقف اطلاق النار بحسب رؤية رئيس المجلس.

غير ان وجود لبنان في قلب كل المعارك الاقليمية، بحكم موقعه، وفي ظل المتغيرات في المنطقة، يوحي أن لا انفراج رئاسياً قبل الانتخابات الرئاسية الاميركية. فبحسب المصادر، فإن مصالح وأوضاع دول المنطقة بأكملها ستتحدد تبعاً للقيادة الاميركية المقبلة.

وتضيف: لن يكون هناك رئيس اميركي لا يضع في صلب اولوياته راحة اسرائيل، ومع تأكيد المرشحين على ضرورة انهاء الحرب لاسباب عدة ابرزها يتعلق بإستنزاف الموارد الاميركية في معرض دعم تل ابيب، الا ان طريقة انهاء الحرب وتوقيتها وتفاصيلها ستكون رهن شخص الرئيس المقبل. فوصول دونالد ترامب الى البيت الابيض مجدداً سيعيد سياسة “اميركا اولا” الى الواجهة، بينما قد تذهب كامالا هاريس في حال اضحت رئيسة، للتعاطي بمقاربات ديبلوماسية مع مختلف الاطراف من اجل انهاء الصراعات في المنطقة.

اذاً، هو شد حبال بين الداخل والخارج، يحكمه الميدان الذي لا صوت يعلو عليه. وبإنتظار الحسم العسكري الذي يبدو مستحيلاً في القريب العاجل، يبقى الامل بصحوة ضمير لدى السياسيين للعودة الى التوافق الذي لطالما حكم لبنان، وانتخاب رئيسي وطني، عروبي، يعيد الانتظام الى المؤسسات ولا يفرّط بحبة من تراب الوطن.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal