الحوثي: “طوفان الأقصى” هز الكيان المحتل.. و”حزب الله” ما يزال ثابتاً!

ذكر قائد انصار الله السيد عبد الملك الحوثي أن “العدو الإسرائيلي على مدى عام كامل شنّ أكثر من ربع مليون غارة وقصف مدفعي على قطاع غزة، وهناك ما يقارب 150 ألف شهيد ومفقود وجريح في قطاع غزة”.

وقال الحوثي: العدو “الإسرائيلي” استخدم حوالي 100 ألف طن من المتفجرات من خلال القنابل والصواريخ والقذائف التي قدّمها له الأميركي، واختفاء الكثير من الجثث سببه استخدام العدو الإسرائيلي لأسلحة وقنابل أميركية محرّمة دوليًا، وذات تأثير بهدف الإبادة الجماعية والتدمير الشامل.

وأضاف: العدو “الإسرائيلي” نفّذ ما يقارب 3700 مجزرة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، ومذابح مستشفى المعمداني ومخيم جباليا ومدرسة الفاخورة من أبرز المذابح المروّعة التي لن ينساها كل ذي ضمير، وستبقى صفحة سوداء في ذاكرة التاريخ.

وأكد أن حرب الإبادة التي يرتكبها العدو “الإسرائيلي” في قطاع غزة هي امتداد لأساليب العدو الصهيوني بهدف محو الهوية الفلسطينية والتهجير، وأن حرب الإبادة ضد غزة والعرب كررها العديد من الصهاينة تحت مسمى “الحرب المقدسة”.

وتابع الحوثي: في مقابل كل الإجرام الصهيوني والطغيان وحرب الإبادة الجماعية والتجويع والحصار الشديد كان صمود المجاهدين وأهالي غزة عظيماً، صمود المجاهدين والشعب الفلسطيني في غزة كبير وتاريخي ولا مثيل له في تاريخ الشعب الفلسطيني ولا في تاريخ العرب في صراعهم مع العدو “الإسرائيلي”، صمود الشعب الفلسطيني أثبت أن الإمكانات والعدة والعتاد لا تمثل رقماً حاسماً في المعارك.

وشدد على أن فصائل المقاومة بغزة تواصل المعركة ضد العدو “الإسرائيلي” المدعوم أميركياً وغربياً بثبات كبير، وفي منطقة صغيرة جداً ومحاصرة بشكل كلي لما يقارب 20 عاماً، مضيفاً: دول كبرى ذات إمكانيات ضخمة وجيوش كبيرة وبمساحات شاسعة لم تصمد لأيام أو أسابيع عندما تعرضت لغزو يفوقها في الإمكانات.

وقال الحوثي إنه خلال الحرب العالمية الثانية اجتاحت ألمانيا دولا أوروبية عديدة بمساحات شاسعة وجيوش كبيرة خلال أسابيع معدودة، وفي الحرب العالمية الثانية سقطت فرنسا التي كانت من أكبر الدول الأوروبية في أقل من شهرين ولها جيش كبير وموارد هائلة، لم تصمد الجيوش العربية في حرب “النكسة” في العام 67 أمام العدو “الإسرائيلي” لأكثر من 6 أيام واستسلمت أمامه بالرغم مما تمتلكه من العدة والعتاد.

وأضاف: “عملية طوفان الأقصى كانت ضرورة أمام كل العدوان والهمجية والإجرام “الإسرائيلي” والمظلومية للشعب الفلسطيني. عملية طوفان الأقصى تأتي في إطار الحق المشروع الذي يمتلكه الشعب الفلسطيني لمواجهة العدو المحتل الذي لا يمتلك أي مشروعية لا في احتلاله ولا في ظلمه وارتكابه للجرائم. طوفان الأقصى هو عمل فلسطيني بطولي يستند إلى الحق بكل الاعتبارات كنتيجة طبيعية لحرب عدوانية وإجرامية على الشعب الفلسطيني في أرضه. طوفان الأقصى نتيجة طبيعية لحرب عدوانية طوال 105 سنوات من الاحتلال ونهب الأرض والقتل والإبادة الجماعية والتهجير والاعتداء على المقدسات. 30 عاماً من الإجرام البريطاني والعصابات اليهودية التي جلبها البريطاني لفلسطين و75 عاماً من السيطرة والاحتلال والإجرام الصهيوني. طوفان الأقصى امتداد طبيعي لحالة المقاومة والصمود الفلسطيني والانتفاضتين الأولى والثانية بعد الإخفاقات العربية والتخلي العربي عن فلسطين منذ الاتفاقات المذلة”.

ورأى الحوثي أنه “خلال السنوات الأخيرة سعى العدو “الإسرائيلي” وبدعم غربي واسع وتآمر وتواطؤ عربي لتنفيذ مخطط خطير لتغييب القضية الفلسطينية وإماتتها كلياً. العالم الغربي اتجه لسوق الخونة من منافقي الأمة إلى اتفاقية ذُل وانبطاح وارتداد تحت مسمى “التطبيع”. كان يراد لفلسطين أن تتمزق وأن تطمس قضيتها فيما يحقق كيان العدو أهدافه بدون حتى أن يدفع أو يخسر مقابل ذلك أي ثمن”

وأرد الحوثي: فصائل المقاومة وصلت إلى حتمية المواجهة وطوفان الأقصى حقق نجاحات كبيرة ولا ينكرها إلا الخونة والمتصهينون، والعدو “الإسرائيلي” عقب عملية طوفان الأقصى كاد أن يغرق تماماً وينهار كلياً لولا محاولات الإنقاذ الغربية والعربية. بعد طوفان الأقصى عادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة ومخططات العدو “الإسرائيلي” وداعميه فشلت واتضحت بشكل كامل.

واعتبر الحوثي أن “طوفان الأقصى أعاد الحياة لثقافة الجهاد في سبيل الله في أوساط الأمة وبدون أي ضعف أو استسلام مهما كانت التضحيات، وأنهى حروب العدو “الإسرائيلي” الخاطفة وأدخله في معمعة حروب الاستنزاف والمواجهة الطويلة وأنهك العدو وداعميه”.

كما أكد أن أطماع العدو الصهيوني لا تقف أبداً عند فلسطين بل تمتد إلى بقية العرب وإلى بقية الدول المجاورة لفلسطين برغبة السيطرة على المنطقة، وأطماع العدو “الإسرائيلي” ليست سرديات وروايات تحكى بل هي مشاريع ماثلة ويجري العمل عليها على الأرض وتوفر لها إمكانات ضخمة، مضيفاً: القادة الصهاينة يتبجحون بأطماعهم وسط حالة من التخاذل والهروب العربي من الواقع.

وقال إنه كان ينبغي لخطوة المجرم الصهيوني سموتيرتش بحق الأردن أن تُحرك النظام الأردني وأن تثير حفيظته، وأن تُحرك وتثير قادة الأنظمة العربية الذين يتبجحون بالعروبة والحضن العربي.

ورأى أن “الأعداء يعملون على تغيير موازين القوى في المنطقة لصالح العدو “الإسرائيلي” والقضاء على حركات المقاومة الفلسطينية في غزة ومشروع الدولة الفلسطينية، وعلى السيطرة على عدة أنظمة عربية وتجنيدها وتجنيد جيوشها لخدمة العدو الصهيوني والقتال في سبيله وموجهة من يعادونه. وتحت عنوان المواجهة لإيران يهدف الأعداء لضمان بقاء العدو “الإسرائيلي” القوة العسكرية المهيمنة في المنطقة وإعادة تشكيل الحدود. كما يعملون على استغلال الانقسامات الداخلية في العالم العربي لبعثرة الشعوب وتفكيكها وإيصالها إلى أدنى مستوى من الضعف، وسعوا لإعادة تعريف قواعد الاشتباك بما يسمح للعدو “الإسرائيلي” بتوجيه ضربات مؤلمة وقاتلة ومدمرة في أي بلد عربي أو إسلامي دون الحاجة إلى حرب”.

وأضاف الحوثي: يسعى الأعداء لإعادة هيكلة التحالفات الدولية وتعزيز علاقات “”إسرائيل”” مع القوى العالمية الكبرى بما يمنح العدو نفوذاً استراتيجياً عالمياً

واعتبر أن الأنظمة العربية تتعامل بشكل مؤسف ومخزٍ مع أطماع العدو الصهيوني أو تعاملها تجاه ما يجري في غزة. وبعض الدول العربية تنفق المليارات من الدولارات في إلهاء الشعوب وإشغالها عما يجري وصولاً إلى حالة اللا شعور بالمسؤولية.

وقال إن أسلوب الإلهاء الذي تنفق عليه بعض الدول العربية المليارات هو أحد الأهداف لإلهاء واحتواء أي تحرك عربي أو مسلم.

وأضاف: الإرهاب الإعلامي وتوجيه الاتهامات والتثبيط والتهويل من الوسائل التي يعتمدون عليها الأعداء في احتواء أي تحرك جاد لنصرة الشعب الفلسطيني. القادة الصهاينة يتبجحون بأطماعهم وسط حالة من التخاذل والهروب العربي من الواقع، والسعودية لا تزال تغازل تطبيع العلاقات مع “إسرائيل” على الرغم مما حدث في غزة وهذا يدل على متانة هذه العلاقات.

كما رأى أن بعض الأنظمة العربية يعمل وكأنه جماعة ضغط في الغرب من أجل تسريع وتيرة التسليح للعدو “الإسرائيلي”، والمجتمع الغربي بات مندهشاً مما يحصل من قبل الأنظمة والحكومات العربية وحتى من مواقف بعض الشعوب العربية تجاه غزة.

وأضاف الحوثي: مع حجم العدوان “الإسرائيلي” تبقى حتمية الزوال للعدو “الإسرائيلي” هي حتمية من الثوابت الدينية والتاريخية والكونية ولا بد أن تتحقق، حالة التخاذل والخيانة لا تخلص العدو “الإسرائيلي” من حتمية زواله. يدرك العدو المجرم وداعموه الغربيون بحتمية زوال الكيان المجرم والنبتة الشيطانية والورم الخبيث في جسد الأمة، وحتمية الزوال حقيقة لا تكاد تغادر أفكار قادة الكيان المجرم ولا تخفى حتى على الداعمين الغربيين وعلى رأسهم أميركا.

وأكد أن العدو “الإسرائيلي” لا يستطيع الخروج من أزمة الوجود مهما أجرم وأفرط في الإجرام، والتغيرات الكبيرة في المنطقة ونمو حركات الجهاد والمقاومة هو ما يزيد من هواجس الزوال لدى الصهاينة، الذين لجأوا إلى المستوى الرهيب من الإجرام في غزة لمحاولة الهروب من الواقع الذي لا بد منه، التي باتت مع كل جرائمها الفظيعة والرهيبة والوحشية منبوذة في هذه المرحلة دولياً وعالمياً وبأكثر من أي وقت مضى.

وقال الحوثي: “حزب الله ومجاهديه الأعزاء لا يزال ثابتاً وثبات أقدام مجاهدي حزب الله أرسخ من الجبال. من أول محاولة تقدم قام بها العدو “الإسرائيلي” في حدود فلسطين المحتلة مع لبنان واجه مواجهة شرسة جداً ودخل في ورطة حقيقية. أبطال مجاهدي حزب الله كان شعارهم “إنا على العهد يا نصر الله” في كل معاركهم.

وأضاف: بعد استشهاد سماحة السيد الشهيد كان شعار مجاهدي حزب الله “فهذا العهد صار أوكد وأرسخ وأقوى ويجري دافع الوفاء له مجرى الدم في الشرايين”. ها هم رجال حزب الله كالأبطال أيها السيد الشهيد يوفون بما توعدت به كاملاً غير منقوص وها هو عويل الأعداء وصراخهم يرتفع من أول تقدم متري. رجال حزب الله الأبطال يواصلون ويستمرون في استهداف المواقع والمراكز والثكنات العسكرية والمستعمرات المغتصبة للعدو “الإسرائيلي”.

وتابع: السيد حسن نصرالله رضوان الله عليه في قلب ووجدان وسواعد عشرات آلاف المقاتلين المجاهدين الأبطال. خطابات السيد حسن نصرالله وكلماته وتوجيهاته تحيي في المجاهدين روح المسؤولية وتمدهم بالمزيد من العزم. وشهادة السيد حسن نصرالله تضحياته حولت المجاهدين إلى استشهاديين مستبصرين منتصرين بإذن الله تعالى.

وأكد أنه لم تشهد المنطقة العربية ولا العالم الإسلامي بكله تحديات ومخاطر كما يستهدف الشعب الفلسطيني. سنُسَأل عمَّا قمنا به تجاه غزة ويجب أن نعد للقيامة جواباً.

واعتبر أن عملية طوفان الأقصى لها أهمية كبيرة وتأثيرات ونتائج ومهمة وقد وجهت ضربة كبيرة جداً وقاسية جداً للعدو “الإسرائيلي”، مضيفاً: مشهد عملية السابع من أكتوبر هو مشهد رهيب لا يمكن أن يمحى من الذاكرة “الإسرائيلية” لأنه وجه ضربة هزت كل تلك الغطرسة “الإسرائيلية”.

وأردف: تحرك الأميركي فور عملية طوفان الأقصى ومعه البريطاني ودول غربية كان لتدارك حالة الانهيار وحالة الاهتزاز الكبير جداً للكيان “الإسرائيلي”، الدور الأميركي هو أخذ راية العدوان والإجرام وتحرك بكل ثقله بالدعم والمشاركة والمساندة.

وقال: عملية طوفان الأقصى أعادت للقضية الفلسطينية حضورها إلى صدارة الاهتمام العالمي بعد أن حاول الآخرون أن يغيبوها من المشهد، وفرملت وأوقفت المسار الذي كان يقوده من يسمون أنفسهم بالمطبعين في مسار الموالين “لإسرائيل”. لم يكتف الموالون “لإسرائيل” بمسار الانحراف والخيانة والعمالة، بل كانوا يعملون على أن يتجه الجميع معهم لنفس الاتجاه. الدول الموالية “لإسرائيل” اتجهت لتحريف الخطاب الديني وتزويره بما ينسجم تماماً مع توجهات الأعداء.

وأضاف: عملية طوفان الأقصى أعادت الأمة إلى مربع الموقف والتحرك والجهاد في سبيل الله تعالى وإعادة الاشتباك والمواجهة مع العدو. العدو “الإسرائيلي” يريد أن يطمس معالم الإسلام ويعادي حتى مقدساتها، وما يقوله عن مكة والمدينة و الحج معروف في كتبهم وتصريحاتهم. عملية طوفان الأقصى فرزت واقع الأمة بجلاء ليتبين من هو الصادق من الكاذب في نصرة القضية الفلسطينية، والأبواق الإعلامية الموالية “لإسرائيل” تتحدث دائماً بما يخدم العدو وتسيء للمجاهدين والفلسطينيين، والعدو “الإسرائيلي” اعتمد في عدوانه على تكتيك الإبادة الجماعية والتدمير الشامل ثم الاغتيال للقادة”.

كم أكد الحوثي أنه “مهما ارتكب العدو “الإسرائيلي” من جرائم إبادة واستهدافات واغتيالات فلن يصل إلى النتيجة التي يريدها ومهما ارتكب العدو “الإسرائيلي” من جرائم إبادة، لن يغير المآل الحتمي الذي يتجه إليه، وهو الهاوية والزوال المحتوم. جرائم الإبادة بالقتل والتجويع والحصار ليست إنجازاً عسكرياً، وما يقدمه المجاهدون في غزة من ثبات يعتبر إنجازاً فعلياً وحقيقياً”.

واعتبر أن “العدو “الإسرائيلي” صُدِم عندما رأى مجاهدي حزب الله بأكثر مما عرفهم سابقاً من الثبات والاستبسال والصمود. مجاهدو حزب الله برزوا لمواجهة العدو من المسافة صفر وكبدوه الخسائر المباشرة. أغلب الأطياف اللبنانية تدرك أن العدوان “الإسرائيلي” هو خطر على لبنان بكله وأن العدو “الإسرائيلي” هو عدو لكل اللبنانيين”.

وتابع: “أنجز الله على أيدي مجاهدي حزب الله انتصار التحرير ودحر العدو في 2006 وينجز على أيديهم انتصاراً تاريخياً عظيماً في هذه الجولة المهمة من المواجهة والتصعيد. وإذا كان العدو يتصور أن قتله لسماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله رضوان الله عليه سيوهن العزائم ويحطم المعنويات ويدفع إلى الاستسلام فهو واهم ومخطئ. أثر تضحيات القادة العظماء والشهداء الأبرار هو المزيد من العزم والاستبسال والثبات والتفاني والشعور بالمسؤولية أكبر مما قد مضى”.


Related Posts


 

Post Author: SafirAlChamal