“نداء ثلاثي وطني” يدعو الشركاء في الوطن إلى سلوك درب الوفاق والتلاقي

وسط استمرار العدوان الاسرائيلي على لبنان، تنامت مؤشرات لافتة تتصل بحديث عن تحريك للملف الرئاسي، رغم أن المعطيات الجادة لا توفّر عامل دفع حقيقياً لإزالة الأسباب المعطلة لانتخاب رئيس للجمهورية.

ولعل التطور الابرز، محلياً، تمثل في النداء الذي اصدره الرئيسان نبيه بري ونجيب ميقاتي كرئيس لمجلس الوزراء وممثل للسنة، والرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط .

وكتبت” النهار”: ولكن الواضح أن ثمة دفعاً واضحاً لتظهير دور محوري لرئيس مجلس النواب نبيه بري في هذا السياق على وقع التداعيات التي تتركها الحرب. لذا أعطي اللقاء الذي جمع مساء أمس في عين التينة وضم بري وميقاتي وجنبلاط طابعاً لافتاً، إذ صدر عنه” بيان مشترك” تلاه ميقاتي وأشار إلى أن “المجتمعين اتفقوا على إدانة واستنكار العدوان الوحشي الذي يشنّه العدو الإسرائيلي المجرم على الشعب اللبناني”، وأكدوا “أهمية وحدة اللبنانيين بمواجهة هذا العدوان وتضامنهم الوطني، لا سيما القيام بواجب احتضان العائلات النازحة من أبناء الجنوب والضاحية والبقاع وفقاً لما تقتضيه الأصول ومبادئ الانتماء الواحد والمصير والمستقبل المشترك والتنويه بجهود الحكومة في هذا المجال ودعوة المجتمع الدولي والمنظمات الدولية إلى تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية والاستجابة لمتطلبات خطة الدعم التي طرحتها لجنة الطوارئ الحكومية”.

وأعلنوا “التزام لبنان النداء الذي صدر في الاجتماعات التي جرت إبان انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبالتالي الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار والشروع في الخطوات التي أعلنت الحكومة التزامها بها لتطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1701 وإرسال الجيش اللبناني إلى منطقة جنوب الليطاني ليقوم بمهامه كاملة بالتنسيق مع قوات حفظ السلام في الجنوب، وذلك حماية للبنان من استمرار الاعتداءات والأطماع الإسرائيلية، ودعوة المجتمع الدولي إلى التحرك لوقف العدوان الإسرائيلي المستمر بحق لبنان وشعبه”.

ودعوا “الشركاء في الوطن إلى سلوك درب الوفاق والتلاقي تحت مظلة الوطن الواحد والدستور والمؤسسات الجامعة والاضطلاع بمسؤولياتنا الوطنية المشتركة عبر انتخاب رئيس وفاقي للجمهورية يطمئن الجميع ويبدّد هواجسهم المختلفة لنعيد صياغة أولوياتنا الوطنية في مؤسساتنا الدستورية التي تكفل مشاركة الجميع وحقوقهم، خاصة في وقف العدوان الإسرائيلي وسلوك درب الإصلاح والإنقاذ الاقتصادي والاجتماعي، وفي هذا المجال فإننا نأمل أن يشكل لقاؤنا هذا خطوة أولى للقاء والتقاء جميع القوى والشخصيات المكوّنة لنسيجنا الوطني للانطلاق في هذه المهمة، وندعو إلى البناء على الدينامية الإيجابية التي أطلقتها الاتصالات المتعددة التي قام ويقوم بها الرئيس نبيه بري مع مختلف الكتل النيابية لأجل إنجاز هذا الاتفاق”.

وكان اللافت في هذا السياق أيضاً أن نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب كان قد أعلن عقب زيارته أمس ووفداً من “اللقاء النيابي التشاوري المستقل”، “أننا لمسنا من الرئيس بري مرونة، إذ لم يعد متمسكاً بالحوار مثل السابق كشرط أساسي لانتخاب رئيس”.

وطالب المطارنة الموارنة المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته لوقف إطلاق النار فوراً وتطبيق القرار 1701، وللمبادرة سريعا إلى فتح المجلس النيابي وانتخاب رئيس للجمهورية لان لبنان أمام استحقاقات مصيريّة.

وأوضحت مصادر سياسية «للواء» أن اللقاء الثلاثي أعطى شارة الأنطلاق لمروحة من اتصالات داخلية وخارجية بشأن الأحاطة بالوضع الراهن والعمل على بلورة اتفاق بشأن ملفات ابرزها بذل ما يمكن لوقف الحرب ودرء الفتنة واحترام القرار ١٧٠١ ومعالجة ملف النازحين من المناطق التي تعرضت للعدوان الإسرائيلي كما يجب،على أن للحديث تتمة لاسيما بالنسبة إلى عملية إتمام الأستحقاق الرئاسي، مشيرة إلى تفاهم على عناوبن عريضة من أجل حماية البلد على أن الحركة الداخلية في اتجاه رئيس مجلس النواب لن تتوقف.

وفي المعلومات ان اللقاء اتفق على ارسال موفد خاص الى معراب اليوم للقاء رئيس حزب ««القوات اللبنانية» سمير جعجع.

وكتبت” الديار”: وقالت مصادر مطلعة ان هناك رغبة في التواصل مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع من خلال وفد من اللقاء الديموقراطي.

واضافت ان هناك جهدا لتعزيز التضامن الوطني في هذا الظرف الخطير ، مشيرة ان اللقاءات التي تشهدها عين التينة منذ ايام تصب في هذا الاطار ، وان فكرة فصل الاستحقاق الرئاسي عن الحرب وانتخاب رئيس توافقي حاضرة اليوم اكثر ، لكنها تحتاج الى استكمال المشاورات.

وردا على سؤال قالت ان البحث لم يدخل في التشاور باسم توافقي معين ، لكن تامين اجماع على هذا المسار الذي كان اعلن عنه الرئيس بري يسهل المهمة.

ولفتت أوساط سياسية لـ«البناء» الى أهمية عقد اللقاء في تأكيد الموقف الوطنيّ الموحّد في وجه العدوان الإسرائيلي على لبنان وتمتين الموقف التفاوضي بالتأكيد على تطبيق القرار 1701 ووقف العدوان على لبنان، وأيضاً منع أي انقسام داخلي ورفع مستوى التضامن الوطني الرسمي والسياسي والشعبي لمواجهة العدوان.

وتوقعت مصادر مطلعة لـ«البناء» أن «يتحرّك الملف الرئاسي قريباً في ظل مؤشرات على تذليل بعض العقد أمام إنجازه وبدفع دوليّ»، مشيرة الى أن الملف الرئاسي سيتحرّك بالتوازي مع بدء المفاوضات بين لبنان و«إسرائيل» على وقف إطلاق النار على الحدود، متحدثة عن دفع دولي لانتخاب رئيس توافقي في لبنان ليقود عمليات التفاوض للتوصل إلى اتفاق أو ترتيبات أمنية على الحدود على غرار اتفاق ترسيم الحدود ويشرف على تطبيقها.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal