هي الغطرسة الاسرائيلية بكل حقدها ووحشيتها تمارس ضد لبنان، سواء لجهة إعتماد سياسة الأرض المحروقة في بعض مناطق الجنوب والبقاع، والضغط بالحديد والنار على بيئة المقاومة من خلال الاستهداف غير المبرر للضاحية الجنوبية، واللجوء الى الكذب والخداع والغدر مع المساعي الدولية لوقف هذه الحرب، وممارسة الاستكبار على العجوز الأميركي الخائف على مصيره في إنتخابات رئاسية تتحكم فيها الأهواء الصهيونية.
في غضون ذلك، أعلن لبنان الرسمي عبر رئيس حكومته نجيب ميقاتي وبالتنسيق مع رئيس مجلس النواب نبيه بري إلتزام لبنان بتنفيذ القرار ١٧٠١ وإستعداده لإرسال الجيش الى الجنوب وذلك بعد لقاء مع وزير خارجية فرنسا.
في المقابل أطل نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ليؤكد أن المقاومة بخير وأن العمل جار من أجل إختيار أمين عام جديد خلفا للسيد الشهيد حسن نصرالله، وملء المراكز التي شغرت في قيادة المقاومة، مشددا على أن الأمور تسير وفقا للخطة التي وضعها السيد الشهيد، وأن المقاومين على جهوزية تامة للتصدي لأي عدوان وخصوصا على الصعيد البري.
وإذا كانت إطلالة الشيخ نعيم قاسم ضرورية لتطمين بيئة المقاومة وأنصارها الى جهوزيتها في ظل العنجهية الاسرائيلية، فإن ما قاله ترجمه الميدان قبل أيام وما زال لجهة تطوير العمليات وتوسيع رقعة الرد وصولا الى محيط القدس، ما يؤكد أن الاغتيالات لم تؤثر على جهوزية الميدان.
وبالرغم من كل المحاولات الجارية للحؤول دون توسيع الحرب باتجاه التوغل البري والرفض الفرنسي والأوروبي المطلق، فإن إسرائيل المنتشية بالاغتيالات وبقتل المدنيين ترى بحسب بن غفير ان الفرصة سانحة للقضاء على حزب الله لإعادة مستوطني الشمال الى مستوطناتهم، وهو الأمر الذي لم يفلح العدو في إنجازه داخل غزة لجهة إجتثاث حماس وإستعادة الأسرى لديها، بعد مرور عام كامل على عملية طوفان الأقصى.
بالرغم من تمكن إسرائيل من إغتيال سيد المقاومة الشهيد حسن نصرالله، إلا أن كلامه في الخطاب الأخير حول التوغل البري سيبقى يلاحقها ويقض مضجعها، خصوصا تأكيده أن دخول الجيش الاسرائيلي عبر الحدود سيريح المقاومة ويعطيها فرصة إستهداف الجنود والآليات الذين تفتش عنهم اليوم بالفنيلة والسراج نتيجة إختبائهم خلف تحصيناتهم، وقد جاء كلام الشيخ نعيم قاسم ليؤكد الالتزام بذلك، فهل يخطئ العدو بفعل القرارات المتهورة و”نشوة الانجازات” بالدخول البري الى لبنان؟ وهل يدفع الجيش المهزوم والمأزوم في غزة ثمنا إضافيا ومزيدا من الاستنزاف على الحدود الجنوبية تحت ضربات المقاومين المستعدين بشكل كامل لمعركة ثأرية من هذا النوع؟ وهل ينهي فشل محاولة التوغل البري وتصدي المقاومين له حالة النشوة الصهيونية فيعود العدو الى واقعه المربك على الأرض فيرضخ للمفاوضات التي وحدها القادرة على إعادة المستوطنين الى مستوطنات الشمال؟، أم أن نتنياهو الذي يحاول تحسين صورته لدى المجتمع الاسرائيلي لن يأبه لأي إستنزاف جديد كونه يريد الحرب من أجل البقاء في الحكم ومنع كأس المحاسبة عنه؟!..
Related Posts