سباق محموم بين الدبلوماسية والميدان!.. ديانا غسطين

على وقع جنون الاجرام الإسرائيلي، تنشط الحركة الديبلوماسية لمنع بنيامين نتنياهو من شن هجوم بري على لبنان قد يؤدي، اذا ما حصل، الى ما لا يحمد عقباه. في وقت يعمل فيه حزب الله، المفجوع من اغتيال امينه العام السيد حسن نصر الله، على إعادة ترتيب قيادته بشقيها السياسي والعسكري في سبيل اكمال المسيرة.

وفي السياق، حط وزير الخارجية الفرنسية جان نويل بارو رحاله في بيروت في زيارة اريد لها ان تكون داعمة للبنان وشعبه في ظل الظروف الاستثنائية التي يمرون بها. فجاء الزائر الفرنسي حاملاً معه المساعدات الطبية ومعلناً عن حملة تبرعات طارئة ستجمع لمساعدة اللبنانيين. هذا في الشق الإنساني.

اما سياسياً فقد جال بارو على المسؤولين السياسيين والتقى قائد الجيش العماد جوزيف عون، في محاولة منه للتوصل الى صيغة مناسبة لوقف اطلاق النار.

وعلى الرغم من زيارة الوزير الفرنسي مع الإعلان عن مقتل مواطن فرنسي هو الثاني جراء الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، الا ان الأخير اكد ان الحلول الديبلوماسية لا تزال ممكنة.

رئيسا مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي، اكدا بدورهما، للضيف الفرنسي التزام لبنان بتطبيق القرار ١٧٠١، والاستعداد لنشر الجيش اللبناني على الحدود، شرط تطبيق التزام الجانب الاسرائيلي بالمطلوب منه وفق القرار ومنع الخروقات.

من جهة اخرى، وفيما لم يحمل بارو اي طروحات او مبادرات جديدة، الا ان الملف الرئاسي حضر في لقاءاته مع بري وميقاتي، حيث كان الاول حازماً في ان لا يحق لاحد التدخل بموضوع انتخاب رئيس للجمهورية كونه امر سيادي.

الى ذلك، اشارت مصادر متابعة  الى ان وجود وزير خارجية فرنسا في لبنان في هذه الظروف الاستثنائية، يعكس عمق العلاقات الفرنسية اللبنانية، كما اهمية لبنان بالنسبة لفرنسا، التي تجهد منذ انفجار المرفأ في العام ٢٠٢٠، على مساعدة لبنان في ايجاد حلول لمشكلاته السياسية والاقتصادية.

توازياً، وفي موقف لافت، اطل نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، على اللبنانيين للمرة الاولى منذ اغتيال السيد حسن نصر الله في الغارة الاسرائيلية التي استهدفت مقر قيادة الحزب يوم الجمعة الماضي. اطلالة قاسم حملت نقاطاً عدة، لا سيما وانها اتسمت بالواقعية رغم المصاب الجلل. وهو اذ شكر كل من وقف وتضامن مع النازحين الجنوبيين، دعا مختلف المواطنين الى الصمود والصبر لان بعدهما النصر، وقد رأى كثيرون في هذه الدعوة رسالة بأن الحرب قد تطول اكثر. وعلى غرار ما كان يقوله الامين العام الشهيد، اكد قاسم ان جبهة الاسناد لغزة وفلسطين ستستمر، لافتاً الى انه ورغم الالم وفداحة الخسارة (استشهاد السيد نصر الله) الا ان الحزب سيستمر وسينتخب خلفاً للسيد نصر الله في اقرب وقت، كما سيعيد تعيين قيادات عسكرية بحسب نظامه. وقال: “لن نتزحزح قيد أنملة عن مواقف السيد نصر الله”.

على صعيد آخر، وفيما اعلن الرئيس الاميركي جو بايدن معارضته لاي عملية برية اسرائيلية في لبنان، وتجديده الدعوة الى الوقف الفوري لاطلاق النار، اكد البنتاغون استعداده لارسال آلاف الجنود الى اسرائيل اذا ما احتاجت ذلك.

اذاً، هو سباق محموم بين الديبلوماسية والميدان لمنع شبح الحرب الشاملة التي قد تجر المنطقة برمتها الى الهلاك، على وقع التباين في المواقف الاميركي. وفيما يستمر المشهد على ضبابيته المائلة الى السواد، تبقى الكلمة الفصل للميدان. والى ان تتوضح الصورة.. حمى الله لبنان وشعبه.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal