فيما يفكر الجميع بمن سيتسلم قيادة حزب الله بعد اغتيال أمينه العام السيد حسن نصرالله في غارة إسرائيلية، يبرز اسم نائبه الشيخ نعيم قاسم الذي يتسلم القيادة تلقائيا، إلى جانب السيد هاشم صفي الدين، قريب نصر الله، الذي قالت صحيفة “نيويورك تايمز” إنه قد يخلفه.
وينتخب مجلس الشورى، الهيئة التنظيمية العليا في الحزب والمؤلفة من 7 أعضاء بينهم صفي الدين، الأمين العام للحزب.
منذ عهد سلف نصرالله، الشهيد السيد عباس موسوي، وقاسم هو الرجل الثاني في الحزب، لكنه وعلى عكس نصر الله، فإن خبراته تركز على الجانبين الديني والسياسي أكثر من تلك العسكرية.
أما صفي الدين، فهو ابن خالة نصرالله والأوفر حظاً لخلافته، وصهر قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني السابق، فضلا عن كونه الذراع المالي والاستثماري والإداري لحزب الله.. فماذا نعرف عن خلفيتي نصر الله؟
صفي الدين.. صهر سليماني شبيه نصرالله
بلحية شائبة وعمامة سوداء، يظهر هاشم صفي الدين ابن خالة نصرالله، إذ يصغره بـ4 سنوات ويشبهه لحد بعيد، حتى في طريقة الحديث.
في جنوب لبنان كان ميلاد صفي الدين، ومنها تشارك ونصرالله إلى جانب نعيم قاسم لحظات تأسيس حزب الله عام 1982 قبل أن يلحق وابن خالته بالحوزة في قم بإيران للدراسة الدينية.
بعد وصول نصرالله لأمانة الحزب، أصبح صفي الدين عام 1994 رئيس المجلس التنفيذي للحزب ليكون صاحب الذراع الإداري والمالي له.
ولم يكتف صفي الدين بروابطه الأسرية بنصرالله، فقد وطد علاقته بطهران عبر زواج ابنه من زينب سليماني ابنة قائد فيلق القدس السابق، قاسم سليماني، الذي تم اغتياله بضربة أميركية في بغداد في العام 2020.
ويخضع صفي الدين لعقوبات من الخزانة الأميركية منذ العام 2017، على غرار قياديين كثر من الحزب موضوعين على لائحة “الإرهاب”.
وتشير الأستاذة المحاضرة في جامعة كارديف والخبيرة في شؤون حزب الله أمل سعد، لوكالة فرانس برس، إلى أن صفي الدين “لديه الكثير من السلطة بعد نصرالله، لذلك فهو المرشح الأقوى”.
ومن شروط تولّي الأمانة العامة، وفق سعد، “أن يكون القائد الجديد عضواً في مجلس الشورى الذي يضمّ عدداً محدوداً من الأعضاء، ويجب أن يكون شخصية دينية، وشخصاً يمتلك بالفعل الكثير من السلطة”، وهي صفات كلها في صفي الدين.
وبخلاف نصرالله الذي كانت إطلالاته الشخصية في مناسبات الحزب نادرة خلال السنوات الأخيرة، يشارك صفي الدين بصفته رئيس المجلس التنفيذي، في مناسبات عدة للحزب، سياسية ودينية، وغالباً ما يتقدّم الصفوف الأمامية في فاعليات اعتاد نصرالله التحدّث خلالها عبر الشاشة.
الشيخ الكيميائي
من بيروت بدأت رحلة نعيم قاسم المولود عام 1953، ومنها بدأ دراسة متوازية بين الحوزات الدينية وبين كلية التربية قسم الكيمياء إذ تخرج في الجامعة اللبنانية عام 1977.
البداية كانت من حركة أمل حيث شارك قاسم في شبابه بحضور الاجتماعات التأسيسية، ليتدرج في مناصب سياسية ضمن الحركة إذ تولى مهمة نائب المسؤول الثقافي المركزي، ثم مسؤول العقيدة والثقافة بحسب موقعه الرسمي.
واستمر قاسم في إلقاء دروس دينية في الحوزات وتأسيس جمعية لتعليم الدين في المدارس، وقد بقي في رئاستها حتى مطلع التسعينيات.
مع ظهور آية الله الخميني والثورة في إيران، استقال قاسم من “أمل” ليشارك في لجان شكلت إلى جانب الفرع اللبناني من “حزب الدعوة” ومنشقون من الحركة ما عُرف بـ”حزب الله” عام 1982، ليكون أحد مؤسسيه وأحد أعضاء الشورى به.
متدرجا في المناصب، وصل قاسم إلى مرتبة نائب الأمين العام لحزب الله في عهد موسوي، ليستمر في المنصب نفسه في عهد نصرالله، مع رئاسة مجلس العمل النيابي والحكومي للحزب، ليكون العقل السياسي للحزب السياسي في الداخل.
كيف ينظر كل من قاسم وصفي للحرب في لبنان؟
في تصريح له في 2014، حين كان حزب الله في سوريا، قال قاسم إن المواجهة تنبع من الخطر المباشر، وأن إسرائيل “عدو رئيسي” لكن أولويتها التكتيكية تعتمد على “التهديد المباشر”، بحسب صحيفة ديلي ستار اللبنانية.
بعد عقد تقريبا، وبعد بداية الحرب في تشرين الأول 2023، خرج قاسم ليشير إلى أن الحزب لن يتأثر بالدعوات التي تطالبه بالبقاء محايدا، قائلا إن الحزب “مستعد تماما” للمساهمة في القتال، بحسب رويترز.
وبعد 9 شهور من هذا التصريح، في تموز 2024، خرج قاسم ليقول إن “احتمالات توسعة الحرب غير متوافرة في المدى القريب، ولكن “حزب الله” على استعداد لأسوأ الاحتمالات”.
وقسم قاسم حينها الانتصار، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام، إلى نوعين:
انتصار غير مباشر: بمنع إسرائيل من تحقيق أهدافها ومنع توسّعها واحتلال المزيد من المناطق.
الانتصار المباشر: القدرة على الصمود وتحرير الأرض وزيادة قوة الردع وحماية الداخل اللبناني من أيّ عملية عسكرية إسرائيلية، مشيرا إلى أن إسرائيل تحت الردع منذ حرب 2006 و 2023.
أما صفي الدين، منذ بدء التصعيد قبل نحو عام، شارك مرارا في مراسم تشييع أو تأبين قياديين وعناصر من الحزب قتلوا بنيران إسرائيلية، ويبدو هادئ الطباع في إطلالاته.
خلال تشييع القيادي في حزب الله محمّد ناصر في الضاحية الجنوبية لبيروت في تموز، قال صفي الدين إن الجنوب لن يصبح مستباحا أبدا لإسرائيل، بحسب “فرانس برس”.
وعقب انفجارات البيجرز، وقف صفي الدين في جنازة بعض ممن قتلوا متوعدا بالعقاب، وأن إسرائيل بهجومها لن تعيد سكانها إلى بيوتهم، وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شخص مخادع.
(بلينكس – blinx)
Related Posts