نعيم قاسم لقيادة الحزب مؤقتاً وصفي الدين المرشح الأبرز

بعد إعلان ««حزب الله» عن استشهاد أمينه العام حسن نصر الله تتجه الأنظار اليوم إلى الشخصية التي ستخلف نصر الله .
وفي حين كان قد بدأ التداول باسم المجلس التنفيذي للحزب هاشم صفي الدين لتولي قيادة الحزب، وهو عضو مجلس الشورى الذي تشير المعلومات إلى أنه كان يتم تهيئته لهذا المنصب، إضافة إلى كونه ابن خالة نصر الله وصهر قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس، عادت بعض المعلومات وأشارت إلى أن نائب أمين عام الحزب الشيخ نعيم قاسم هو الذي سيتولى قيادة الحزب، وهو ما علّقت عليه مصادر مقربة من الحزب، قائلة لـ«الشرق الأوسط»: «قد يتولى قاسم قيادة الحزب لمرحلة مؤقتة، إنما علينا انتظار قرار الحزب». مع العلم بأن المعلومات الأولية التي انتشرت إثر عملية القصف التي استهدفت حارة حريك كانت قد أشارت إلى اغتيال صفي الدين، وهو ما لم يتم تأكيده أو نفيه من قبل ««حزب الله».
ووفق النظام الداخلي لـ ««حزب الله» فإن مجلس الشورى في الحزب هو الذي ينتخب الأمين العام، وفي حالة وصوله إلى طريق مسدود، فإن القائد الأعلى للجمهورية الإيرانية يرجّح قرار التصويت.
ومجلس الشورى في ««حزب الله» هو القيادة العليا في الحزب، ويتم انتخاب أعضائه من هيئة ناخبة تضم المئات وتسمى «المؤتمر العام».
ويترأس المجلس الأمين العام الذي يُنتخب لولاية مدتها 3 سنوات باتت قابلة للتجديد بعد تعديل النظام الداخلي للحزب، ما سمح لإعادة انتخاب السيد نصر الله مرات عدة.

ويتألف مجلس الشورى من 7 أعضاء يتخذون القرارات الكبرى في الحزب، أبرزها انتخاب الأمين العام، فيما تتخذ القرارات داخل المجلس بالأكثرية، كما يتولى كل منهم ملفاً خاصاً، ويدير قطاعاً من قطاعات الحزب.
وكتبت” النهار”: مع سقوط قيادات الصف الأول والثاني في “حزب الله”، في سلسلة الضربات الإسرائيلية على معاقل الحزب، برز الى الواجهة اسم هاشم صفي الدين الذي يتولى منصب رئيس المجلس التنفيذي لـ”حزب الله” كخليفة محتمل للأمين العام السيد حسن نصرالله الذي قضى في الغارة التي استهدفت المقر العام للحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت الجمعة.

يرتبط صفي الدين بصلة قرابة عائلية مع حسن نصر الله، تظهر أيضاً في الشكل وطريقة الكلام وحتى اللثغة بحرب الراء.
يشرف بحكم منصب كرئيس للمجلس التنفيذي على نشاطات حزب الله الاقتصادية والاجتماعية واليومية الحساسة، من إدارة مؤسسات الحزب الى إدارة أمواله واستثماراته في الداخل والخارج.

من مواليد عام 1964 من بلدة دير قانون النهر في منطقة صور بجنوب لبنان. أكمل دراسته الدينية في مدينة قم الإيرانية. زوجته ابنة رجل الدين الشيعي المعروف محمد علي الأمين، عضو الهيئة الشرعية في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في البلاد، وصفي الدين ابن عمة والدة حسن نصر الله ومقرب منه.
يرتبط صفي الدين بعلاقة خاصة مع ايران تمنحه نفوذاً في الهرم القيادي للحزب، فشقيقه عبد الله ممثل الحزب في ايران، وابنه رضا هاشم متزوج من زينب، ابنة قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني الذي قتل في غارة أميركية في العاصمة العراقية بغداد.

يعتبر صفي الدين من مؤيدي النظام الإيراني، ويرى أن “نظرية ولاية الفقيه من أهم النظريات التي أخرجها الإمام الخميني من الأدلة الشرعية والعقلية حتى تكون مشروعاً كاملاً يعالج أهم المشكلات التي واجهت الحركات الإسلامية والتي أدت إلى حالة التشرذم”. وفي إحدى كتاباته يتطرق من بعيد إلى تجربة رجال الدين الشيعة في قم وأهميتها مقارنة بتجربة النجف، وتأثيرها على الفكر السياسي لدى الشيعة بلبنان، فيقول إن “الساحة الإسلامية الشيعية اللبنانية كان الغالب عليها الانحياز الكبير لمنتجات الفكر الآتي من النجف ولتجربته في كثير من الأحيان بينما غاب عنها إلى حد كبير الخصوصيات القمية إلا في بعض الحالات النادرة، وبشكل مفاجئ وخلافاً للتوقعات المعيشة في عموم الساحة الإسلامية أطل فجر الانتصار للثورة الإيرانية بقيادة الإمام الخميني ليحقق حلماً كبيراً للنهج الإسلامي المتحرر معلناً نجاحاً باهراً وصاعقاً”.

وكانت تقارير إعلامية نسبت عام 2008 إلى مقربين من عائلة هاشم صفي الدين بأن هاشم واحد من ثلاثة أشخاص “كانوا موضع اهتمام وعناية عماد مغنية”، هم إضافة إليه حسن نصر الله، والشيخ نبيل قاووق. وأضافت أن عماد مغنية هو من أرسل الثلاثة الى قم لإتمام دراستهم الدينية وتسهيل أمورهم هناك.
وأصبح هذا الثلاثي أبرز قادة التنظيم، فنصر الله أصبح أميناً عاماً، والشيخ قاووق أصبح قائداً عملياً لمنطقة الجنوب الهامة للتنظيم وموقع قوته العسكرية الكبرى،، وصفي الدين مديرا تنفيذيا للتنظيم من الجانب المؤسساتي وبمثابة رئيس حكومة للحزب.

ويقول المطلعون على هيكلية “حزب الله” إن الحزب لم يكن قط من دون قيادة رديفة، وأن صفي الدين أعد من عام 1994 ليكون خليفة لنصر الله.
وعمل صفي الدين بالإدارة اليومية لشؤون الحزب، وانخرط في إدارة المؤسسات الضخمة التابعة له ووفر له فرصة حتى “يتدرب بوصفه الرئيس التنفيذي على القيادة والسيطرة على المفاصل الأساسية في التنظيم، خصوصاً إدارة ملفي المال والإدارة”، وشكل القادة الثلاثة، “ثلاثي القوة” لحزب الله، فكان نصر الله القوة السياسية ومغنية القوة العسكرية وصفي الدين القوة الإدارية.

ويعتبر منصب “الرئيس التنفيذي” ثاني مواقع القيادة، حيث يتابع التفاصيل اليومية وكافة الإجراءات التنظيمية ويتحكم بكافة جوانب الحزب، كما أن رئيس هذا المجلس يعتبر بصورة تلقائية من أعضاء مجلس الشورى، وهو القيادة الفعلية للتنظيم ويتم انتخابها كل ثلاث سنوات قابلة للتجديد.
هذا المجلس يتكون من سبع شخصيات، كان على رأسها حسن نصر الله، وتتولى كل واحدة منها ملفاً خاصاً، ويدير قطاعاً من قطاعات الحزب. ويدير المجلس التنفيذي الذي يرأسه صفي الدين مجموعة استثمارات هائلة الحجم تهدف الى تأمين الاستقلالية لحزب الله وتمويل جسده التنظيمي الضخم والذي لا يخضع لتمويل “الأموال الشرعية”(الآتية من ايران) التي ترصد للعمل المسلح.

ويذكر أن وزارة الخزانة الأميركية صنفت هاشم صفي الدين في تموز 2018 على قائمة الإرهاب.


Related Posts


 

Post Author: SafirAlChamal