خمسة أيام والاجرام الإسرائيلي لا يزال يتجلى في احقر صوره، وأكثرها بشاعة وقذارة، مستهدفاً المدنيين الأبرياء من نساء وأطفال وشيوخ على مختلف الأراضي اللبنانية، وفي مشهدية اعتدنا ان نراها على مر الاجتياحات الإسرائيلية على مدى السنين، وفي غزة منذ السابع من تشرين الأول الماضي، وسط صمت العالم المعيب الذي لم يستطع حتى الآن اجبار العدو الإسرائيلي على الالتزام لا بالقرارات الصادرة عن الأمم المتحدة ومجلس الامن الدولي او حتى محكمة العدل الدولية.
وعلى عداد يواصل ارتفاعه بشكل جنوني، حتى بات صعباً إحصاء اعداد الشهداء والجرحى بسبب استمرار عمليات رفع الأنقاض، وبعد ان نزح ما يقارب المئتي الف شخص من الجنوب، يحاول مجلس الامن الدولي الخروج من جلساته بقرار او اتفاق لوقف اطلاق النار بين حزب الله والعدو الإسرائيلي بعد ان فشلت، او اذا صح التعبير، افشلت محاولات وقف التصعيد التي قام بها الموفد الأميركي آموس هوكشتاين.
في السياق، والى لحظة كتابة هذه السطور، فإن مقترحاً قدمه رئيس مجلس النواب نبيه بري، وجمع فيه بين ما قدمه هوكشتاين وما كانت قد تقدمت به فرنسا في وق سابق، ستتم مناقشته في مجلس الامن، وينص الاقتراح على هدنة مدتها أربعة أسابيع تفضي الى وقف كامل لاطلاق النار وتؤمن ضمانات تتعلق بإعادة النازحين الى قراهم وإعادة اعمار ما تهدم، على ان يلي هذه المرحلة إعادة فتح ملف ترسيم الحدود البرية ودعم الجيش اللبناني وتعزيز قدراته ليتمكن من مراقبة الحدود، ووقف أي نشاط عسكري لحزب الله.
وتلفت مصادر متابعة للمفاوضات واجتماعات نيويورك الى ان هدف الرئيس بري من اقتراحه هذا تأمين تطبيق كامل للقرار ١٧٠١ بكامل مندرجاته والذي خرقه العدو الإسرائيلي اكثر من ٣٣٠٠٠ مرة منذ إعلانه.
على خطّ متوازٍ يجهد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي من خلال اللقاءات والاجتماعات التي يعقدها في نيويورك الى وقف التصعيد العسكري ومنع انزلاقه الى حرب شاملة. وقد اكد ميقاتي انه قام بكل ما يلزم لحماية لبنان، وأنجز المساعي التي حصدت تأييداً عربياً ودولياً لموقف لبنان، لافتاً الى ان “العبرة بالتنفيذ، أي بالتزام بنيامين نتنياهو بالبيان الأميركي الفرنسي، لأنه سبق ورفض أكثر من مبادرة سواء جاءت من وزير الخارجية الأميركية انطوني بلينكن أو من مجلس الأمن أو من الجانب العربي”.
الى ذلك، يعيش العدو الاسرائيلي حالة من التخبط اثر التباين الكبير الحاصل في صفوف قادته بين مؤيد للاتفاق ومعارض له. وفيما يحاول رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو ان يناور على غرار ما كان يفعله في المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس لوقف اطلاق النار في غزة، مع اصراره على الاستمرار بضرب حزب الله، تمنى اهالي الرهائن الاسرائيليين لدى حماس ان ينسحب اي اتفاق لوقف اطلاق النار مع حزب الله ايجاباً على غزة.
اذاً، هي ايام بل ساعات حاسمة، يتقرر على اساسها مصير المنطقة بأكملها، فإعلان الحرب الشاملة ضد حزب الله يعني نهاية اسرائيل، فهل يعي نتنياهو ومن معه انهم يلعبون ليس فقط بالنار بل بعداد اعمارهم ويقتربون اكثر فأكثر من زوال كيانهم المحتل؟ سواء كان الجواب ايجابياً او سلبياً، الاكيد ان نهاية اسرائيل باتت وشيكة وان اهل الجنوب سيعودون الى قراهم مرفوعي الرأس منتصرين.
Related Posts