تسارعت في السّاعات الـ48 الماضية الإتصالات والإجتماعات بين القوى المعنية بما يجري من عدوان إسرائيلي على لبنان وقطاع غزّة لإنتاج تسوية تسمح بإيقاف العدوان والبحث عن حلول ديبلوماسية للصراع بين دولة الكيان والمقاومة في فلسطين ولبنان، عوضاً عن لغة الحرب التي يُخشى أن تتسع أكثر وتطول لفترة زمنية إضافية.
طروحات واقتراحات التسوية وإيقاف العدوان الإسرائيلي بدأت منذ السّاعات الأولى التي تلت عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول من العام 2023، أيّ قبل نحو سنة تقريباً، لكنّ العدو الإسرائيلي أصر على رفض كلّ صيغ التسوية، خصوصاً في قطاع غزّة، إلا بعد تحقيقه أهدافه من العدوان، وهي: تحرير أسراه لدى المقاومة الفلسطينية في القطاع المحاصر والقضاء على حركة حماس، لكن بعد مرور سنة على عدوانه لم يحقق أيّ هدف ممّا سعى إليه سوى القتل والدمار، والغرق في رمال غزة.
في عدوانه على لبنان حصد جيش الكيان الفشل ذاته، فبعد قرابة 11 شهراً من إندلاع حرب الإسناد التي قامت بها المقاومة اللبنانية ضد العدو الإسرائيلي، والتي بقيت ضمن ضوابط معينة، لم يحقق الإسرائيليون أهدافهم من عدوانهم، بل رفعوا في الأيّام الأخيرة من وتيرة إعتداءاتهم على لبنان من قصف وقتل وتهجير ودمار واغتيالات طالت عمق المناطق اللبنانية، رافعين شعارات خلف حربهم وهي : إبعاد قوى المقاومة عن حدود الكيان إلى ما وراء نهر الليطاني، إعادة سكان شمال الكيان الذين تهجّروا من مناطقهم، وفصل مسار العدوان على غزّة عن عدوانه على لبنان.
أمام هذا الفشل الذي تلقاه الإسرائيليون في تحقيق أهدافهم من عدوانهم على غزّة وعلى لبنان، لم يبقَ أمامهم سوى تصعيد أعمالهم الحربية والإجرامية، مرتكبين المجازر في البلدين، ومتسبّبين بتهجير ملايين السكّان من بيوتهم ومناطقهم، وكأنّهم يقولون للبنانيين والفلسطينيين والوسطاء: “بعدما فشلنا في تحقيق أهدافنا من الحرب سوى تهجير البشر في غزّة ولبنان، فإن هؤلاء لن يعودوا إلى مناطقهم قبل عودة أسرانا وسكاننا إلى بيوتهم ومناطقهم في الشمال والجنوب”.
آخر فصول الرفض الإسرائيلي لأيّ صيغة تسوية، وآخرها صيغة أمريكية وفرنسية تتلخص بوقف العدوان 21 يوماً لإتاحة الوقت للتوصل إلى حلّ ديبلوماسي، عبّر عنها وزير خارجية الكيان يسرائيل كاتس، أمس، بإعلانه أنّه “لن يكون هناك وقف لإطلاق النّار في الشّمال، وسنواصل القتال ضد منظمة حزب الله الإرهابية بكل قوتنا حتى النصر والعودة الآمنة لسكان الشمال إلى ديارهم”.
فشل صيغ التسوية إنسحب على فشل زيارات الموفدين الدوليين إلى لبنان، وآخرهم الموفد الرئاسي الفرنسي الخاص إلى لبنان جان إيف لوديان، الذي غادر لبنان خالي الوفاض من أي نتيجة إيجابية لإيقاف العدوان، بعدما كان فشل سابقاً في مهمته التي جاء من أجلها إلى لبنان 4 مرّات، وهي إنتخاب رئيس جديد للجمهورية، منتقلاً من فشل إلى آخر، وعاكساً عجز بلاده عن لعب أي دور في لبنان والمنطقة هذا المجال أو ذلك.
Related Posts