في العاشر من شهر أيلول الجاري إتخذت السّلطات السورية قراراً بخفض رسم العبور على الشاحنات اللبنانية “الترانزيت” 50 في المئة، بعدما كانت رفعت هذه الرسوم قبل 6 سنوات 100 في المئة، وهو قرار ترك إرتياحاً عامّاً في أوساط قطاعات التصدير والشّحن والنقل والإقتصاد اللبناني، كونه سيسهم في زيادة الصادرات اللبنانية العابرة الأراضي السّورية، خصوصاً باتجاه العراق والأردن، بعد سنوات من الركود.
في اليوم نفسه أُعلن عن إعادة السّعودية إفتتاح سفارتها في العاصمة السّورية دمشق، بعد إغلاقها لمدة 12 عاماً منذ بداية الأزمة السّورية، بعدما كان البلدان أعلنا في شهر تشرين الأول من العام الماضي إستئناف بعثتيهما الدبلوماسيتين العمل بعد أيّام من عودة دمشق إلى جامعة الدول العربية، كما استؤنفت الرحلات الجويّة التجارية المنتظمة بين البلدين؛ كما اتفق البلدان في شهر حزيران الماضي على إعادة فتح مسار التعاون الإقتصادي واستئناف الأنشطة والفعاليات التجارية والإستثمارية بين الجانبين، وتمكين المستثمرين من الفرص الإستثمارية المتاحة في السعودية وسوريا، وإقامة الملتقيات الإقتصادية لرفع الميزان التجاري بين البلدين، وتأكيدهما تبادل زيارات الوفود التجارية وتمكين المستثمرين من الفرص الإستثمارية المتاحة في السّعودية وسوريا، وإقامة الملتقيات الإقتصادية بما يدفع قدماً بمسار التعاون الإقتصادي بين البلدين.
كلّ هذه التطوّرات الإيجابية حصلت بين بلدين ـ سوريا والسعودية ـ إنقطع التواصل بينهما على مختلف الصّعد طيلة 12 عاماً، واتسمت العلاقات بينهما خلالها بالعداء، بينما شاب الجمود وأحياناً التراجع في العلاقات بين لبنان وسوريا برغم أنّ لبنان لم يقطع علاقاته الديبلوماسية مع سوريا، ومع أنّ سوريا هي المنفذ البرّي الوحيد للبنان، وتربطه بها معاهدات واتفاقات، ما تسبب في التأثير سلباً على الواقع اللبناني برمته، نتيجة حملات تصعيد وعداء شنّه البعض في لبنان ضد سوريا نتيجة إرتباطه بأجندات خارجية، بينما بقيت الدولة اللبنانية، رسمياً، شبه مشلولة على خلفية الإنقسام الداخلي، وعدم القدرة على تجاوزه في سبيل المصلحة العامة.
أسئلة كثيرة طُرحت حول أسباب عدم تحرّك لبنان نحو سوريا لإحياء الإتفاقات بين البلدين، وتفعيل التواصل الرسمي والسّياسي لمعالجة قضايا وملفات كثيرة تستدعي بذل جهود كبيرة، خصوصاً أنّ لبنان الرسمي لم يقطع شعرة معاوية مع الدولة السّورية في السنوات الماضية؟
الأجوبة على هذه الأسئلة وغيرها لا يحتاج إلى كبير عناء للإجابة عليها، غير أنّ تطوّرات الأيّام القليلة الماضية، ورفع العدو الإسرائيلي مستوى عدوانه على لبنان، طرح سؤالاً آخراً حول موقف لبنان الرسمي وقسم لا يستهان به من لبنان الشعبي إذا ما شنّ العدو عدواناً كبيراً على لبنان شبيهاً بعدوان تمّوز 2006، واضطرار قسم كبير من اللبنانيين عامها إلى النزوح نحو سوريا، وفتح السّوريين بيوتهم للأشقاء اللبنانيين، فهل سيتم التواصل لبنانياً مع الجهات السّورية لتسهيل هذا النزوح اللبناني، وفي حال كان الرد السوري، الرسمي والشعبي، إيجابياً، وهو أمر متوقع، هل سيغيّر لبنان الرسمي والشعبي موقفه وطريقة تعاطيه السّلبي من النزوح السّوري في لبنان؟.
Related Posts