ترجمت المقاومة الاسلامية في لبنان جهوزيتها في الميدان بالرد السريع على العدوان الاسرائيلي المزدوج المتمثل بمجزرتيّ “البايجر والأجهزة اللاسلكية” والاعتداء الآثم على الضاحية الجنوبية وإغتيال الشهيد إبراهيم عقيل وثلة من قادة وكوادر “الرضوان” ونحو ثلاثين مدنيا بينهم العديد من النساء والأطفال.
وبالرغم من كل الجنون الاسرائيلي الذي كسر كل المعادلات وتجاوز كل الخطوط الحمراء، بقيت المقاومة على رباطة جأشها وعلى حكمتها في عدم إعطاء رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أي ذريعة يستطيع من خلالها توسيع الحرب على لبنان.
لذلك، فقد جاء رد المقاومة متناسبا مع صورة العدوان الاسرائيلي أولا في ضرب قاعدة “رامات ديفيد” وهي واحدة من ثلاث قواعد جوية رئيسية في اسرائيل لها أهمية إستراتيجية تجاه لبنان وسوريا ومنها تنطلق الطائرات الحربية لتشن غاراتها، وهي محاطة بمنظومة دفاع جوي إستطاعت صواريخ فادي ١ وفادي ٢ إختراقها وضربها، وثانيا في ضرب مجمعات للصناعات العسكرية العائدة لشركة رافائيل المتخصصة بالوسائل والتجهيزات الالكترونية وإصابتها بشكل مباشر في رد واضح على الاعتداء السيبراني الأمني الذي إستهدف أجهزة البايجر والأجهزة اللاسلكية والذي يرتقي الى جرائم الحرب وضد الانسانية.
واذا كانت الفاتورة الاسرائيلية مرتفعة جدا نتيجة الاعتداءات المتكررة الخارجة عن قواعد الاشتباك، فإن المقاومة تؤكد من خلال ما قامت به بعد المجزرتين وإستهداف الضاحية الجنوبية، فشل العدو الصهيوني في تحقيق الهدف من هذه الاعتداءات والتي كانت ترمي من خلاله الى ضرب بنية المقاومة، وإحباط بيئتها وإيجاد شرخ على المستوى اللبناني، وفصل جبهة الاسناد عن جبهة غزة، وإعادة سكان الشمال الى مستوطناتهم، ونقل الثقل العسكري من غزة الى جبهة الشمال.
وكما في غزة، كذلك في لبنان، فقد فشل نتنياهو في تحقيق أي من هذه الأهداف، فالمقاومة ما تزال على جهوزيتها الكاملة وهي أدخلت الى المواجهة أمس صواريخ فادي ١ و٢، وبيئة المقاومة على ثباتها وإحتضانها، والشرخ الذي أرادته إسرائيل إنقلب وحدة وطنية تجلت بالتبرع بالدم وفتح المستشفيات في كل المناطق اللبنانية، وجبهة الاسناد مستمرة، وإعادة المستوطنين غير واردة خصوصا أنه عندما كانت جبهة الاسناد محكومة بقواعد الاشتباك خرجت أكثر من خمسين مستوطنة عن الخدمة وغابت عنها كل أوجه الحياة فكيف بالحرب المفتوحة.
أما التهديد بنقل الثقل العسكري الى جبهة الشمال فهو مطلب المقاومة لتتمكن من إستهداف الجنود الصهاينة من المسافة صفر بدل التفتيش عنهم وعن آلياتهم خلف الحصون وبالصواريخ الموجهة.
في الوقت الذي تتمسك فيه المقاومة بجبهة الاسناد وباستهداف المراكز الأمنية والقواعد العسكرية والمصانع التكنولوجية، تحاول إسرائيل إنهاء هذه الجبهة وإستبدالها بشن عدوان على المقاومة وعلى لبنان، وهي تواجه فشلا جديدا في ذلك، خصوصا أن المقاومة تفصل بين جبهة الاسناد التmي تحافظ عليها، وبين جبهة الرد على العدوان وبين جبهة الانتقام على جرائم الحرب، فيما لبنان الرسمي بحكومته يمارس كل أنواع الضغط على الصعيد الدبلوماسي والسياسي لوقف العدوان الاسرائيلي.
Related Posts