شيّع “حزب الله” وجمهور المقاومة في روضة الحوراء زينب – الغبيري في الضاحية الجنوبية، الشهداء على طريق القدس محمد مهدي علي عمار (ذو الفقار)، عباس فضل ياسين (أبو الفضل)، محمد حسن نور الدين (ساجد)، الطفل الكشفي محمد بلال كنج، بمسيرة حاشدة انطلقت من باحة الروضة وجابت الشوارع المحيطة بها، بمشاركة فعاليات وشخصيات دبلوماسية وسياسية وحزبية ووزارية ونيابية وأمنية وعسكرية وعلمائية من مختلف الطوائف الدينية، وفعاليات اجتماعية وثقافية وإعلامية وأدبية وتربوية ونقابية وبلدية واختيارية، وحشد غفير من جمهور المقاومة، الذين أطلقوا الهتافات والصرخات الحسينية، والمنددة بأميركا وإسرائيل، والمناصرة لغزة وفلسطين والمقاومة.
وقبل انطلاق مسيرة التشييع، أقيمت مراسم تكريمية للشهداء تليق بمقام الشهادة، حيث تولت ثلة من المجاهدين حمل النعوش التي لُفت بعلم حزب الله، وعلى وقع عزف موسيقى لحن الشهادة من الفرقة الموسيقية لكشافة الإمام المهدي ، تقدم حملة النعوش نحو المنصة الرئيسة وأمامهم راية حزب الله، ثم عُزفت موسيقى النشيدين الوطني اللبناني وحزب الله، ولطم المشاركون صدورهم على وقع لطمية حسينية، وبعد ذلك، أدت فرقة عسكرية من المقاومة العهد والقسم للشهداء بالمضي على درب الجهاد والمقاومة، ثم أقيمت الصلاة على جثامين الشهداء الطاهرة، قبل أن توارى في ثرى إلى جانب من سبقهم في رحلة الجهاد والشهادة.
وتخللت المراسم كلمة لرئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين شدد فيها على أنه “حينما يتخيّل العدو أن بإمكانه بتقنيات جديدة أو عدوان جديد أو تعدٍ من نوع جديد وغير مسبوق، أن يضعف هذا المجتمع، فهو مخطئ كثيراً، لأنه لم يعرف إلى اليوم ما هو مجتمع المقاومة، ومن هو شعب المقاومة، فهذا المجتمع والشعب تربى على ثقافة التضحية والشهادة والعطاء، كتضحيات كربلاء وسيد الشهداء أبي عبد الله الحسين”.
وأضاف: في ثقافتنا أبو الفضل العباس الذي حين تُقطع يمينه، يحمل السيف بيساره، وحينما تقطع يساره، يستمر ويُجد في سبيل أن يصل إلى الهدف والغاية، فلا تراجع حتى نهاية الطريق، هذا هو أبو الفضل العباس سلام الله عليه، وهكذا هم أتباعه وأحباؤه أبناء المقاومة، فالذين استشهدوا وصلوا إلى رضوان الله عز وجل، والذين جرحوا يعانون ويصبرون ويتحمّلون، وسيعودون بكل تأكيد إلى ساحة جهادهم ليكملوا الطريق، فهكذا هم جرحانا، وهكذا هي العوائل التي ربتهم واحتضنتهم، فنحن أمام هذا النموذج الذي لا يعرفه العدو، ولا يعرف طبيعته وإصراره”.
وقال: “هذا العدو الواهم والمخطئ يتخيّل أن بإمكانه بهذه الطريقة المؤذية وهذا العدوان على الناس على شباب المقاومة ومجتمع المقاومة والرجال والنساء والأطفال، أن يحقق هدفه في أن توقف المقاومة معركة الإسناد، وعليه فإننا نقول له مع عوائل الشهداء الأبرار والمضحين ومع شعب المقاومة المجرب والمختبر والمعروف بتضحياته، إذا كان هدفك أن تتوقف معركة الإسناد، فلتكن على علم أن معركة الإسناد لأهل غزة وللمستضعفين والمقاومين فيها، ستزداد قوة وعزماً وإرادة وتقدماً إلى الأمام”.
وأكد أن “هذا العدوان الإسرائيلي لن يعيد المستوطنين إلى مستوطناتهم في شمال فلسطين، وإنما سيجعل أعدادهم أكبر بكثير، والأيام ستثبت ذلك، و”نتنياهو” يعرف أن هذه الطريقة هي فقط لتمرير خدعه وأكاذيبه، وهذا لا يوصله على الإطلاق إلى الهدف الذي ادّعى أنه يعمل على تحقيقه”.
واردف: “على أهل المقاومة ومجتمعها وكل من يحبها أن يطمئنوا، أن المقاومة قوية وعزيزة وعظيمة وقادرة أن تبقى صامدة، بل أن تبقى قادرة على إلحاق الهزائم بالعدو بإذن الله تعالى”.
وأشار إلى أنه “بعد العدوان الإسرائيلي بساعتين، قال الأخوة في المقاومة الإسلامية أنهم جاهزون للرد على قصف بليدا، تم استمهالهم قليلاً، ثم حصل القصف على مجدل سلم، وبعد ساعات قليلة ردت المقاومة على الاستهدافين، وفي ذلك رسالة لـ”نتنياهو” ولكل القيادة العسكرية والأمنية الغبية في هذا الكيان، أن المقاومة قوية وحاضرة ولم تتأذى على مستوى الأداء أبداً، بل هي حاضرة، وتم قصف الأهداف بالصواريخ والمسيرات فجر هذا اليوم، وهذا يدل على أن المقاومة وبرنامجها لم ولن يتأثر على الإطلاق”.
وختم مؤكداً أن “هذا العدوان حتماً له عقابه وقصاصه الخاص، وهذا العقاب آتٍ حتماً بإذن الله تعالى، ولن نتحدث كثيراً، فالكلام غداً لسيد المقاومة حيث تنجلي الأمور كلها، ونكون أمام نمط ومواجهة جديدة مع هذا العدو، ليعرف أننا قوم لا نهزم ولا نكسر ولا نتراجع ولا نتأثر بكل هذه الأمور التي يقوم”.
Related Posts