في تحد جديد لكل المواثيق والقوانين الإنسانية الدولية، شن العدو الإسرائيلي هجوماً غامضاً استهدف أجهزة “البيجر” التابعة لعناصر حزب الله في لبنان، وأوقع حتى لحظة كتابة هذه السطور تسعة شهداء بينهم نجل عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي عمار وطفلة من بلدة سرعين البقاعية، و٢٧٥٠ جريحاً في حصيلة أولية أوردتها وزارة الصحة اللبنانية.
العدوان الإسرائيلي ادانته حكومة تصريف الاعمال مجتمعة ووضعته في خانة الاعتداء على السيادة اللبنانية وعلى المواطنين اللبنانيين، خاصة وانه لم يفرّق بين مقاتلي حزب الله والمدنيين العزّل. من جهته، وبعد بيان اول اتسم بالحذر وبترك الأبواب مشرعة امام كل الاحتمالات، وبعد تحقيق امني وتقني دام قرابة الثلاث ساعات، اصدر حزب الله بياناً اكد فيه مسؤولية إسرائيل عن الهجوم الذي حصل ومؤكدا حتمية الرد وقال “ان هذا العدو الغادر والمجرم سينال بالتأكيد قصاصه العادل على هذ العدوان الآثم من حيث يحتسب ولا يحتسب”. في وقت اعلن الاعلام الإيراني إصابة سفير طهران في لبنان مجتبى اماني حراء انفجار أجهزة البايجر.
الى ذلك، وفيما لا تزال التحقيقات جارية للوقوف على حقيقة ما جرى، تحدث خبراء عن سيناريوهات عدة يمكن ان تحاكي ما حصل. بيد ان الأقرب الى الواقع هو ان تكون قد وضعت شريحة معينة في أجهزة البايجر قبل استيرادها واستخدامها من قبل عناصر حزب الله.
ويرجح مصدر عسكري ان يكون قد تم تفعيل عمل الشريحة عن بعد من خلال موجات راديو اطلقت من مسيرات حلقت فوق الاجواء اللبنانية ما ادى الى تفجير الشريحة او رفع حرارة البطارية الامر الذي ادى الى الانفجار.
في سياق متصل، اشارت شركة لوبك إنترناشيونال الأمنية إن سبب انفجار أجهزة البيجر قد يعود الى وجود برمجيات خبيثة رفعت من حرارة البطاريات، ما أدى إلى انفجارها.
توازياً، أكد مسؤول سابق في جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) أن تفجير أجهزة الاتصال الخاصة بعناصر حزب الله، اختراق أمني استخباري غير مسبوق. فيما سارع المجلس الأمني الإسرائيلي المصغّر الى الاجتماع للبحث في الوضع على الجبهة مع لبنان، وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية رفع حالة التأهّب في جميع الموانئ البحريّة بما في ذلك إيلات. في وقت اوعز رئيس وزراء العدو الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الى الوزراء بعدم إجراء مقابلات صحفية أو التعليق على انفجار أجهزة الاتصال في لبنان.
اذاً، هي عملية “تحت الحزام” كما اسمتها وسائل الاعلام الاسرائيلية، يبدو انها قلبت الطاولة على كل المعادلات واطاحت بقواعد الاشتباك العسكرية، فالاكيد ان رد حزب الله هذه المرة سيتخذ منحى تصعيدياً جديداً. امر واحد يمكن استخلاصه من كل ما جرى ان بنيامين نتنياهو خطّ اليوم في لبنان اولى سطور نهايته الوشيكة لان “الجرة” لن تسلم هذه المرة.
Related Posts