ما قاله النائب آلان عون يوم الأحد الماضي في مقابلة تلفزيونية حول الخلاف بينه وعدد من نوّاب وقيادات التيّار الوطني الحرّ، الذين تم فصلهم أو استقالوا، مع رئيس التيّار النائب جبران باسيل، كشف جانباً من الأزمة المتفاقمة بحدة داخل القلعة البرتقالية، التي تشي كلّ الدلائل أنّ جسور العلاقات بين باسيل ومعارضيه داخل التيار قد نُسفت إلى غير رجعة.
كلام النائب عون، الذي فصله باسيل من التيّار مطلع شهر آب الماضي، جاء ردّاً على المؤتمر الصحافي الذي عقده باسيل ليدافع عن نفسه وعن قراراته في وجه نوّاب قاموا بـ”التمرد” عليه، حسب رأيه، وأظهر عمق الخلافات داخل التيّار البرتقالي، وينذر بأن المرحلة المقبلة ستكون صعبة جدّاً على باسيل وتيّاره، وأنّ الأوضاع الداخلية ضمن التيّار لا تبشر بخير.
ما أدلى به النائب عون من مواقف تكتسب أهميتها من جملة عوامل، أبرزها أنّه نجل شقيقة مؤسّس التيّار وقائده التاريخي العماد ميشال عون، وبأنّه يتمتع بشعبية واسعة لا يمكن الإستهانة بها داخل التيّار كونه من مؤسسيه، وهو ما ظهر من خلال التعاطف الكبير معه، فضلاً عن أنّه يتمتع بحيثة شعبية وازنة بدائرته الانتخابية في قضاء بعبدا، ما جعل الثنائي الشيعي، حزب الله وحركة أمل يبلغانه، وهو ما كشفه في اجتماع موسّع جرى تسريب تسجيل صوتي له بهذا المعنى، بأنّ تحالفهما معه إنتخابياً ثابت في تلك الدائرة الإنتخابية.
ما قاله النائب عون عن باسيل ليس قليلاً، ولا يمكن تجاوزه وكأنّه لم يكن، وأظهر أن إعادة المياه إلى مجاريها بين الرجلين ونواب وقيادت أخرى إبتعدت عن التيّار أو جرى إبعادها صعبة جدّاً، لأنّ ما قاله عون يظهر بوضوح أنّ الجرّة بين باسيل ومعارضيه داخل التيار، الخارجين منه أو المبعدين أو الذين ينتظرون الخروج أو الإبعاد، كُسرت ولا يمكن رأبها.
وهنا بعض ما قاله النائب عون عن باسيل: يتعاطى بطريقة إستعلائية وازدرائية ومهينة مع نواب التيار، ويوبخهم ويهدّدهم علناً سواء أمام جمهور التيّار أو في الغرف المغلقة، ويعمل على إهانتهم وضرب معنوياتهم وإهانة كرامتهم، وهو يعتبر أنّ أيّ رأي مخالف له داخل التيّار إنقلاباً وتمرّداً عليه (يروي النائب عون بأنّه قال في مقابلة صحافية ردّاً على سؤال بأنّه لو كان رئيساً للتيّار بدلا من باسيل لما أقدم على فصل النائب السابق زياد أسود وسواه من القيادات)، وهو يرفض مشاركة أيّ أحد داخل التيار في القرارات التي يتخذها ويعمل على الإستئثار بكل شيء داخله، وبأنّ الثقة بين باسيل ونوّاب التيّار معدومة، عدا عن أنه قام باستجواب النواب مثل التلاميذ بعد الجلسة التي عقدها مجلس النوّاب في 14 حزيران من العام 2023، والتي لم يلتزم خلالها بعض نواب التيار بتوصية باسيل بالتصويت لوزير المالية السابق جهاد أزعور.
ما قاله النائب عون، كما سواه من النوّاب المبعدين أو المستقيلين، يُعدّ زلزالاً كبيراً يُهدّد وحدة التيّار البرتقالي ومستقبله ومصيره، برغم أنّ عون قال إن هناك الكثير من المستور يفضل تأجيل كشفه إلى وقت لاحق.
Related Posts