بهدوئه المعتاد وبعيدا عن الضجيج سلّم الدكتور فضل الله اليخني أمانة الحياة الى بارئها، بعدما حفظها وكان على قدر مسؤوليتها في عمر أمضاه في خدمة الناس، ونشر العلم والثقافة والمعرفة بين آلاف الطلاب الذين لكل منهم مع الدكتور فضل حكاية جميلة ستبقى راسخة في ذاكرته.
رحل الدكتور فضل تاركا في قلوب محبيه أثقالا من الحزن والأسى على رجل كان رمزا للطاقة الايجابية، والابتسامة الدائمة والمبادرة الى مساعدة الآخرين، وتقديم الحلول لكل المشاكل والأزمات بحكمة وحنكة ووعي ودراية.
لم يعرف قلب الدكتور فضل سوى الحب، ولم تعرف يده سوى العطاء، ولم يبخل بعلمه على أحد، بل كان نبعا من المعرفة ينهل من معينه كل ساع الى العلم في الجامعة اللبنانية وسائر الجامعات، وكان صاحب رؤية سياسية وإقتصادية وإجتماعية ثاقبة لطالما إستفاد منها من كانوا يدورون في فلكه.
سبقنا الموت يا دكتور فضل، فهناك في جامعة الجنان وفي حفل التخرج الأخير عندما إلتقينا تواعدنا على أن نلتقي بعد غيابك الطويل في كندا، وكنتَ كالعادة مفعما بالحيوية والأمل والنشاط، ولم يخل اللقاء السريع من بعض التحليل السياسي والنصائح والتوجيهات التي لطالما حرصت على إعطائي إياها لترجمتها في مسيرتي المهنية.
قمة في الأخلاق والمكارم الدكتور فضل، وهو شعر منذ مدة، أن كل ما في لبنان لا سيما بعد الانهيارات المتلاحقة على كل صعيد لم يعد يشبهه، فآثر الابتعاد في هجرة قسرية الى كندا، وعندما عاد ووجد أن الأمور تزداد سوءا وأن لا مكان في هذا البلد لمن يتمسك بالأخلاق والمبادئ والمثل والثوابت والمسلمات، طوى صفحة حياته وأسلم الروح..
الدكتور فضل الله اليخني ستبقى النموذج والنبراس والمثل والمثال، وكلما تحدثنا في حكاياتنا عن الحب والود والاخلاص والوفاء سنتذكر أنك مررت بحياتنا وتركت بصمة لن تمحى..
دكتور فضل سلام عليك..
Related Posts