ندوة ل”تجمع العلماء” عن الجبهة الحسينية والجبهة اليزيدية”

أقام “تجمع العلماء المسلمين” ندوة فكرية بعنوان “طوفان الأقصى استمرار للصراع القائم بين الجبهة الحسينية والجبهة اليزيدية”، أدارها أمين سر مجلس الأمناء الشيخ علي خازم، وتحدث فيها عضو مجلس الأمناء الشيخ مصطفى ملص ورئيس الهيئة الإدارية الشيخ الدكتور حسان عبد الله.

خازم
افتتح الندوة أمين سر مجلس الأمناء في التجمع قائلا: “نجتمع اليوم وامامنا عدة مناسبات منها ذكرى المولد النبوي الشريف وأسبوع الوحدة الإسلامية، ومنها اقتراب مرور عام على معركة طوفان الأقصى الباسلة التي قضت مضجع المحتل الصهيوني وداعميه، وما كان من تداعياتها في غزة وتطور الأحداث في الضفة الغربية حيث تستمر آلة القتل الإسرائيلية في عملية إبادة منظمة للشعب الفلسطيني، فيما تقوم المقاومة الإسلامية في لبنان وكل فصائل المقاومة في المحور بالإسناد الناري وتتعرض للاعتداءات الإسرائيلية وتقدم الشهداء يوميا”.

اضاف: “نجتمع اليوم لنناقش معركة ليست بجديدة على الأمة، إنها امتداد لصراع الحق ضد الباطل، ولطالما كانت القدس وفلسطين أرض النضال والشرف، والميدان الذي تتجلى فيه مواجهة الحق مع الظلم. وكما وصفها سماحة الإمام القائد آية الله السيد علي الخامنئي حفظه الله، هذه المعركة هي بين الجبهة الحسينية، جبهة العدل والحق، والجبهة اليزيدية، جبهة الظلم والطغيان”.

ملص
بدوره، قال ملص: “يزيد في عرف المسلمين سنة وشيعة هو رمز الفساد والظلم والجور والطغيان والقسوة، وكما قال السيد خامنائي دام ظله عن الجبهة اليزيدية أنها تضم كل من سلك سلوك يزيد وأعوانه وجنوده المتمثل في الظلم والطغيان. وما تقوم به إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية والدول الداعمة لها هو في الظلم والعدوان نفس ما قام به يزيد وأتباعه وجنوده، لذلك هم جبهة واحدة رمز إليها بيزيد”.
اضاف: “أهل غزة اليوم وكما قال العديد منهم في تصريحات للإعلام، أنهم جبهة الحسين وأن غزة هي كربلاء العصر وأن أمريكا والصهاينة وأذناب أمريكا وإسرائيل هم يزيد هذا العصر. التسمية هذه انطلقت من رحم المعاناة قبل أن يصرح به سماحة القائد، وهذه مسألة شعور وإحساس ومعاناة أنك تجد نفسك في ظلم يقع عليك كما وقع الظلم على الحسين عليه السلام، وأن يقتل أطفالك كما قتل أولاده، هذا يعني أنك لن تجد شبيها في الظلم الواقع عليك إلا الظلم الذي وقع عليه سلام الله عليه وعلى آله، فمن الطبيعي أن نكون معنويا على الأقل وعمليا على الأصح في جبهة الحسين عليه السلام”.
وتابع: “من الطبيعي أيضا أن يستغل الأعداء كل قول أو فعل أو تصرف ليجعلوا منه وقودا لحربهم التي يخوضونها ضد جبهة الحسينيين في هذا العالم وهم محور المقاومة، وغاياتهم كما نعلم هي هزيمة وتحطيم هذا المحور عبر نشر الفرقة والتنازع والاختلاف وصولا الى القضاء عليه. وهم في هذه الحرب كما قال الله تعالى عن أمثالهم زمن النبي صلى الله عليه وسلم “لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة”.

وقال: “لقد اعتبر هؤلاء أن إشارة القائد الى جبهة اليزيدين مناسبة لإعادة إشعال نار الفتنة بين السنة والشيعة وراحوا يروجون أن القائد يعني بجبهة اليزيدين أهل السنة. وهو بهذا يعني أن حربه مع أهل السنة والجماعة بإعتبار أن يزيد بزعمهم رمز لأهل السنة والجماعة، والمصيبة وربما لحسن الحظ أن الذين تسببوا بهذه الحملة أناس بعيدون عن الإسلام جوهرا ومظهرا، لذلك ما كان ليكتب لحملتهم النجاح لجهلهم وغبائهم”.

اضاف: “الناس تعرف جميعا من هو يزيد بن معاوية وما هي جرائمه وما هي رمزيته الفعلية، ومع ذلك لن يكف هؤلاء عن مساعيهم لزرع الشقاق والنزاع بين المسلمين، هي محاولات لم تهدأ عبر التاريخ ولن تهدأ طالما أن هناك مستكبرين يطمعون في إخضاع الإسلام وأهله”.

وتابع: “إن مهمتنا الأساسية في تجمع العلماء المسلمين هي العمل على توحيد صفوف الأمة وجمع كلمتها في مواجهة أعداءها وذلك يكون بنشر الوعي وتبليغ الإسلام المحمدي القرآني”.

عبد الله
أما رئيس الهيئة الادارية في التجمع فقال: “الإمام الحسين عليه السلام، الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم “حسين مني وأنا من حسين” كيف يمكن أن تكون في جبهة يزيد وتكون من أهل السنة والجماعة؟ اذا كان رسول الله هو من حسين يستحيل ذلك فإذا إن أول شيء يرد فيه على هؤلاء الذين أرادوا الفتنة أنهم أساؤوا لأهل السنة والجماعة عندما نسبوهم إلى يزيد ولم ينسبوهم إلى الإمام الحسين، وهذا خطأ كبير”.

اضاف: “أهل السنة والجماعة كما قلنا هم في جبهة الإمام الحسين ومع الإمام الحسين، أما أنهم يريدون النيل من إيران ومن سماحة السيد القائد الإمام الخامنئي دام ظله من خلال هذا الهجوم المركز من قبل منصات الفتنة ومن قبل المنصات الاستخباراتية ومن قبل الذباب الالكتروني فإنهم لن يفلحوا في ذلك، أولا لأن كل العالم يعرف ما هي الجمهورية الإسلامية في إيران”.

وتابع: “هذه الجمهورية الإسلامية في إيران والتي واحدة من أهم إنجازاتها بعد انتصارها هي أنها تبنت قضية فلسطين وما زالت تدافع عن قضية فلسطين إلى يومنا هذا وتتحمل كل الحصار الأمريكي الإستكباري العالمي وتتحمل كل الضغوط التي تمارس عليها من أجل نصرة قضية فلسطين”.

وقال: “الأمر الثاني، هي صاحبة شعار “يا أيها المسلمون اتحدوا” وهي التي دعت إلى جعل الأسبوع الممتد من 12 من ربيع الأول إلى 17 من ربيع الأول أسبوعا للوحدة الإسلامية، كي يتحول الاختلاف على تاريخ ولادة رسول الله سببا للاجتماع وجعل الاحتفال يمتد لمدة أسبوع بدلا من أن يكون سببا للخلاف، فكان أسبوع الوحدة الإسلامية الذي أطلقه الإمام الخميني قدس الله سره الشريف إلى يومنا هذا، أما النيل من الإمام الخامنائي دام ظله فلا يمكن ذلك وهو صاحب الفتوى الشهيرة التي يقول فيها: يحرم النيل من رموز إخواننا السنة فضلا عن إتهام زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم بما يخل بشرفها، بل هذا الأمر ممتنع على نساء الأنبياء وخصوصا سيدهم الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم”.

واردف: “يقول أيضا لضيوف مؤتمر الوحدة الإسلامية الذي عقد في العام 2021 “اتحاد المسلمين ليس أمرا تكتيكيا بحيث يتصور البعض أن علينا أن نتحد معا لأجل ظروف معينة، لا هو أمر أصولي سوف يتآزر المسلمون إذا اتحدوا وسيصبحون جميعا أقوياء وعندما يكون هذا التآزر فإن أولئك الذين يميلون إلى التعامل مع غير المسلمين أيضا، ولا مانع في هذا الأمر سيدخلون في هذه المعاملة بيد مملوءة”.

وقال: “إذا نحن نتحدث عن إمام واضح في توجهاته السياسية والدينية، واضح فيما يقول نحن لسنا ضعفاء لكي نلجأ إلى التقية لكي نخفي خلاف ما نظهر نحن في زمن قال عنه الإمام الخميني قدس الله سره الشريف ولى زمن التقية، لذلك نحن عندما نتحدث عن موضوع الجبهة اليزيدية والجبهة الحسينية فإننا نتحدث عن قضية واضحة مبدئية، لا يمكن أن تنطلق من حسابات سياسية ضيقة بل تنطلق من مبادئ إسلامية واضحة”.

اضاف: “اسمعوا يحيى السنوار أرسل له المفاوضون من حماس أن الاسرائيلي يضيق كثيرا علينا بالشروط ونحن كل الهم الذي نحمله همكم، فإذا أنتم ترون أنه إن كان يوجد مجال أن نتنازل قليلا فنحن لدينا استعداد أن نمرر بعض الأمور، نقبل مثلا بوقف إطلاق النار ولكن ليس دائما وشاملا ومستمرا وهذا ما يريده نتنياهو. ماذا رد عليهم السنوار؟ قال إن لم يكن نصرا واضحا فلتكن كربلاء جديدة، هذا نداء الإمام الحسين عليه السلام”.

وتابع: “الإمام الحسين إمام حق ليس للشيعة ولا للسنة ولا للمسلمين، هو للإنسانية عامة لكل الإنسانية، ومن أراد أن يقزم الإمام الحسين عليه السلام وهو العظيم والعملاق الكبير لطائفة أو لمذهب فهو لا يعرف الإمام الحسين عليه السلام حق المعرفة بل لا يعرفه بالمطلق”.

واردف: “لماذا استنكرتم على الإمام الخامنائي أن يقول جبهة حسينية وجبهة ولم تستنكروا على يحيى السنوار أنه قال فلتكن كربلاء جديدة؟ لأن يحيى السنوار فهم أنها معركة بين جبهة حسينية وجبهة يزيدية، ولكنكم أردتم أن تذهبوا بالأمر انطلاقا من فم الإمام الخامنائي لتقولوا إنها تعبير عن حقد على السنة، لأنه يتحدث عن عداوة للجبهة اليزيدية وكأن الجبهة اليزيدية تمثل أهل السنة. وقد خسئتم، الإمام الخامنائي دام ظله الوارف قال في بدايات حرب غزة “المسألة ليست مسألة غزة وإسرائيل، المسألة هي ساحة صراع بين الحق والباطل “ألا ترون إلى الحق لا يعمل به وإلى الباطل لا يتناهى عنه” أترون المعاني كيف تتداعى، نفس المعاني”.

وقال: “الآن المطلوب المشاغلة، نعمل على المشاغلة وربما بالمستقبل المطلوب اتخاذ قرار بالقفزة، عندئذ نأخذ القرار بالقفزة فوق السياج لكن هذا أمر توقيته وتقدره القيادة وليس نحن. نحن نتمناه اليوم قبل الغد ولكن هذا الأمر له علاقة بالقيادة”.

اضاف: “أنا أحببت أن أدخل من هذا الموضوع لشيء له علاقة بغزة، أننا كجزء من الأمة نرى أن الأمل بات قريبا وقريبا جدا، في أننا سنصلي في القدس بعد تحرير كامل فلسطين، التحرير الذي ابتدأ بالعملية الرائعة “طوفان الأقصى” ونقول لقطعان المستوطنين الصهاينة فروا انتم وعوائلكم من حيث أتيتم لأن المصير الذي ستلقونه إن استمريتم بالاحتلال سيكون القتل، وهذه هي الفرصة الاخيرة لكم، إن الله عز وجل دعانا إلى  نصرة المظلوم وأي ظلم أكبر من الذي وقع على الشعب الفلسطيني عندما أخرجوا من ديارهم بغير حق؟”.

وتابع: “إنه أمر إلهي، فهم أخرجونا من فلسطين، نحن تكليفنا أن نخرجهم من حيث أخرجونا، هذا أمر الله، والفتنة أشد من القتل، هذا كلام إلهي، ما هو الربط بين وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة، أنتم تلاحظون أن أكثر شيء يعملون عليه في موضوع ضرب محور المقاومة هو الفتنة الآن وأكثر شيء يشغل عليه إضعاف محور المقاومة بالفتنة، وخصوصا الفتنة بين السنة والشيعة، انتبهوا أن تكونوا وقودا للفتنة، العصبية تجعل الإنسان يضيع، لذلك علينا أن نحافظ على مجتمعنا وعلى الوحدة الإسلامية”.

وختم: “من هذا المنطلق انطلق من أراد الإساءة للإمام الخامنائي من خلال بث الفتنة إنما أراد ثنينا عن قتال أعداء الله الصهاينة، ولكن هذه الفتنة لن تمر والنصر حليفنا بإذن الله تعالى”.


Related Posts


 

Post Author: SafirAlChamal