“ضمير لبنان” في ذمة الله.. سليم الحص وداعا..

توفي الرئيس سليم الحص عن عمر يناهز 94 عاما، ليخسر لبنان أحد أعمدته في رئاسة الحكومة وفي السياسة وفي الاقتصاد، وليغيب “ضمير لبنان” الذي عمل جاهدا على مدار حياته على حمايته والحفاظ على وحدته وسيادته وإستقلاله، وعلى دوره الاقتصادي والثقافي، وعلى الخزينة اللبنانية، حيث كان رأس حربة في مكافحة الهدر والفساد.

كان الرئيس الحص رجل دولة من الطراز النادر، ونموذجا يحتذى في الحفاظ على الدستور والتمسك بالصلاحيات، وحماية المال العام، ونصرة القضية المركزية فلسطين التي بقيت في قلبه وعقله ووجدانه حتى الرمق الأخير.

الرئيس الحص شكل مدرسة في علم الادارة، وفي قيادة المؤسسات، وهو عمل في كل المناصب التي تبوأها على تدوير الزوايا وتقريب وجهات النظر، وتعميم لغة الحوار حتى في عز الأحداث اللبنانية والانقسام الطائفي، حيث كان السلم الأهلي والعيش المشترك والوحدة الوطنية همه الدائم، وقد حرص بما تمكن من أجل الحفاظ عليهم، فكان “ضمير لبنان” الذي نودعه جسدا لتبقى روحه ونهجه وثوابته الوطنية منارة يحتاجها لبنان الضائع اليوم في متاهات النفق المظلم الذي دخله بفعل خلافات وصراعات سياسية على المصالح والمكاسب.

شغل الرئيس سليم الحص منصب رئاسة الوزراء خمس مرات، وانتخب عضواً في مجلس النواب لدورتين متتاليتين. لعب بعد إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري دورا توافقيا بطرحه مبادرات تسوية رغم اتهامات خصومه له بمحاباة الموالين لسوريا.

تبنى الديمقراطية كشعار للبنان في عام 1988 وعندما تولى رئاسة الحكومة بالنيابة بعد انتهاء ولاية الرئيس أمين الجميّل رفض تسليم الحكم للحكومة العسكرية التي شكلها الجميل برئاسة قائد الجيش آنذاك العماد ميشال عون وذلك كونها لا تضم وزراء من الطوائف الإسلامية وأصبح في لبنان حكومتين، وكان يعتبر من وجهة نظر الموالين له والمناوئين لعون بأنه يتولى مهمة رئيس الدولة بالنيابة. كما لعب الرئيس الحص دوراً مهماً في إقرار وحماية اتفاق الطائف.

ترأس الرئيس سليم الحص رئاسة الحكومة خمس مرات في التواريخ التالية:

من 9 كانون الثاني1976 إلى16 تموز 1979 وذلك في عهد الرئيس إلياس سركيس.

من 16 تموز 1979 إلى 25 تشرين أول 1980في عهد الرئيس إلياس سركيس.

من 1 حزيران 1987 رئيساً للحكومة بالوكالة بعد اغتيال رئيسها رشيد كرامي وذلك في عهد الرئيس أمين الجميّل.

من 25 تشرين الثاني 1989الى24 كانون الأول 1990وذلك في عهد الرئيس إلياس الهراوي.

من4 كانون الأول 1998الى26 تشرين الأول 2000 وذلك في عهد الرئيس إميل لحود.

تسلم عدة حقائب في حكومات متعاقبة هي:

ـ وزير الصناعة والنفط من 9 كانون الأول 1976 إلى 3 شباط 1977 وذلك في حكومته في عهد الرئيس إلياس سركيس.

ـ وزير الإعلام ووزير الاقتصاد والتجارة 9 ديسمبر 1976الى 16 تموز 1979 وذلك في حكومته في عهد الرئيس إلياس سركيس.

ـ وزير التربية الوطنية والفنون الجميلة ووزير العمل في30 نيسان 1984ذلك في حكومة الرئيس رشيد كرامي في عهد أمين الجميّل.

وزير الخارجية والمغتربين من 25 تشرين الثاني 1989الى24 كانون الأول 1990وذلك في حكومته في عهد الرئيس إلياس الهراوي.

ـ وزير الخارجية والمغتربين من 4 كانون 1998الى 26 تشرين الثاني 2000وذلك في حكومته في عهد الرئيس إميل لحود.

نائب في البرلمان

انتخب عام 1992 نائباً عن بيروت، وأعيد انتخابه عام 1996 عن نفس المقعد وذلك حتى عام 2000 عندما خسر بالانتخابات بوجه القائمة التي شكلها الرئيس رفيق الحريري.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal