أرقام مخيفة لحوادث السير.. الموت المجاني يطرق أبواب اللبنانيين!.. صبحية دريعي

فجعت بلدتيّ خربة داود والكواشرة في عكار برحيل ثلاث شابات في مقتبل العمر إثر حادث سير مروع، نتالي عباس رزان خضر اسعد عقل ونورهان جنيد اللواتي كنّ معاً في سيارة تقودها نتالي على طريق أوتوستراد القلمون بجانب افران قمرين وبحسب تقرير الطبيب الشرعي، فقد أصيبت نتالي بنوبة قلبية مفاجئة جعلتها تفقد قدرتها على التحكم في السيارة فحاولت صديقتها السيطرة عليها لكنها لم تفلح فرحلت ناتالي وصديقتيها وجرح الشاب اسعد عقل بجروح بليغة.

وأمس فجع لبنان بوفاة عائلة بكاملها من آل طوق رجل وزوجته وأودهكا الثلاثة على طريق بشري فرب مغارة قاديشا.

 لم يخطئ اللبنانيون عندما وصفوا طرقات لبنان “بطرقات الموت” فعشرات المواطنين يلقون حتفهم يومياً وسط غياب شبه تام لإشارات السير، وزفت متآكل، وصولاً إلى الجسور المهترئة المتروكة دون صيانة أو ترميم.

من أشهَر طرقات الموت السريع في لبنان طريق ضهر البيدر، وهو طريق دوليّ يربط لبنان بسوريا وينضمّ إليه، أوتوستراد الجنوب الساحلي، وهو طريق حيويّ يربط بين العاصمة وقرى جنوب لبنان تملأه الحفريات وسط غياب الإنارة وإشارات السير وفواصل تفتقد شروط السلامة العامة، فيما يأتي أوتوستراد شكا والنفق المظلم دوماً ليزيد الطين بلّة، كما لم تسلم طرقات الشمال أيضاً من وحش الموت القاتل الذي يخطف أرواح العشرات من الشباب على جسر البالما عند المدخل الجنوبي لمدينة طرابلس.

“عام الموت على الطرقات”

كشف الباحث في الدولية محمد شمس الدين لـ”سفير الشمال” الأرقام المخيفة لحوادث السير هذا العام إذ يقول: “بحسب الإحصاءات الرسمية سجل منذ بداية العام 2024 وحتى نهاية شهر تموز الماضي 1457 حادثا و237 قتيلا و 1663 جريحا وهذا رقم خطير حيث اننا لازلنا في الشهر الثامن من هذا العام”.

وتابع شمس الدين: “ان حوادث السير لهذا العام شهدت ارتفاعاً بنسبة 17% مع زيادة نسبة الجرحى بنسبة 13% ومما لا شك فيه أن الطرقات في لبنان بات وضعها مأساوي وهي سبب رئيسي لحصد الأرواح، لكن ايضاً هذا لا يلغي تهور السائقين وعدم الإلتزام بقوانين السير كما القيادة تحت تأثير الكحول، وكلها أسباب ساهمت في ارتفاع الخطر”

تشير الجداول الإحصائية الصادرة عن غرفة العمليات المشتركة في هيئة إدارة السير والآليات والمركبات إلى أنّ الأكثر عرضة لحوادث السير هم من فئتين، الأولى تضم المراهقين والشباب (١٥-٢٩ سنة) والثانية من فئة الشباب ومتوسطي العمر (٣٠- ٤٤ سنة) كما يُظهر مؤشّر نوعية الطرقات الذي يصدر ضمن مؤشّر التنافسية العالمي سنويًا في المنتدى الاقتصادي العالمي، أنّ لبنان كان يحتل قبل إنهيار الوضع المالي في العام ٢٠١٩، المرتبة ١٢٦ عالميًا على صعيد جودة الطرقات من بين ١٤٢ دولة وهذا المؤشّر يدل على خطورة وضع الطرقات في لبنان، خصوصًا بعد غياب الاعتمادات المطلوبة للإصلاحات وتوقف مشاريع الصيانة نتيجة الأزمة الاقتصادية.

في هذا الإطار، يحذّر مؤسس جمعية “اليازا” زياد عقل من انعدام معايير السلامة العامة على الطرقات مع غياب الإنارة وازدياد الحفر الى جانب المخالفات الهائلة التي يشهدها تطبيق قانون السير والتي ترفع من مستوى خطر الموت على الطرقات ويقول عقل: في هذا الإطار، ما زال قانون السير حبرًا على ورق، مبديًا أسفه تجاه عدد المخالفات المتزايد يوميًا، منها على سبيل المثال مخالفات سائقي الدراجات النارية، التي تتمثل بعدم وضع الخوذة، والسير بعكس الاتجاه، والاستعراض البهلواني، بالإضافة إلى عدم حيازة الأوراق الثبوتية كما القيادة لمن هم دون السن وكذلك الأمر بالنسبة إلى السيارات.

ويشير في إطار مماثل إلى الوضع غير القانوني لعدد كبير من المركبات، وإلى النقص الحاد في الصيانة الفردية للسيارات بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية الى جانب موضوع دفاتر السوق التي تُمنح أحيانًا من دون امتحان، مناشدًا الأهالي أن يعلّموا أولادهم أصول القيادة الصحيحة قبل تسليمهم سيارة، وذلك لتفادي الحوادث والخسائر في الأرواح.

من الضروري تطبيق الباب الحادي عشر من قانون السير، الذي يتعلق بالسجل المروري والذي يمنح السائق 12 نقطة، يتم خسارتها تدريجياً عند ارتكاب المخالفات وفقاً لجدول محدد في نهاية القانون. وعند نفاد النقاط، تسحب رخصة القيادة من السائق المخالف، مما يمنعه من القيادة فإن تم تطبيقه سيساهم في تقليل السائقين المتهورين وبالتالي الحد من حوادث السير.

باتت السلامة المرورية في ظل الظروف الحالية في لبنان تستدعي مساهمة فعالة من قبل الأفراد إذ يجب على السائقين التزام قوانين المرور والقيادة بحذر وتجنب السلوكيات الخطرة مثل السرعة المفرطة والتجاوز الخاطئ في المقابل على البلديات والمؤسسات والجمعيات التعاون قدر المستطاع وفق الإمكانات المتوفرة لتحسين السلامة المرورية للحد من إنتشار هذه المشكلة الخطرة.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal