لبنان القلِق يستعد لعدوان إسرائيلي.. بلا مقومات صمود!.. عبدالكافي الصمد

بعد مرور 322 يوماً على العدوان الإسرائيلي على لبنان وعملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزّة، في 7 تشرين الأوّل الماضي، إرتفع في الأيّام الأخيرة تساؤل كبير، في ضوء التطوّرات المتصاعدة في لبنان والمنطقة، عن الكيفية التي سيواجه بها لبنان عدوان إسرائيلي واسع كثُر الحديث عنه مؤخّراً، ويومياً، سياسياً وإعلامياً، في ضوء التهديدات الإسرائيلية المتكرّرة، وما القدرات المتوافرة لدى لبنان لمواجهة هكذا احتمال؟

وزراء ومسؤولون وسياسيون يخرجون كلّ يوم، تقريباً، عبر وسائل الإعلام ليطمئنوا اللبنانيين إلى أنّ مقومات الصمود متوافرة لفترات زمنية متفاوتة، إلّا أنّ هذه التطمينات كانت موضع تشكيك من قبل البعض، وعدم أخذها بجديّة، ما أثار قلقاً في كافة أوساط اللبنانيين، لم تجد نفعاً كلّ التطمينات اللاحقة في التخفيف منها.

القلق الأكبر لدى اللبنانيين لمسوه قبل أن تندلع الحرب الشّاملة في المنطقة، وهو قلق نابعٌ من تهديد جيش العدو الإسرائيلي بضرب معامل إنتاج الكهرباء من ضمن تهديدات أخرى بضرب مرافق ومؤسسات حيوية عامّة أخرى، ما سيغرق لبنان في الظلام، إلّا أنّ المفارقة اللافتة، التي بدت كنوع من التراجيديا السّوداء، تمثلت في أنّ معامل إنتاج الكهرباء توقفت عن الإنتاج وغرق لبنان في ظلام دامس، بالتزامن مع ظهور فضيحة النقص في خزّانات الفيول.

قلق آخر برز لدى اللبنانيين لا يقل أهمية عن القلق السّابق، وهو تساؤلهم عن مدى وحجم إستعداد القطاع الإستشفائي لمواجهة أيّ حرب شاملة مقبلة، بعدما تبين أن الـ33 مستشفى حكومي، بقدرة إستيعابية تبلغ 2500 سرير، إلى جانب المستشفيات الخاصّة، لا تملك ما يكفيها من مقومات الصّمود أكثر من شهر إلى شهرين على الأكثر، ما طرح تساؤلاً حول حجم المأسي والكوارث التي ستحصل إذا استمر العدوان الإسرائيلي على لبنان فترة زمنية تقارب ما تعرّض ويتعرّض له قطاع غزّة من عدوان منذ نحو 11 شهراً؟

التساؤلات المقلقة لا تتوقف عند هذا الحدّ، بل تمتد إلى الأمن الغذائي وهل أن المواد والسّلع الغذائية الأساسية المتوافرة تكفي لفترة زمنية مطمئنة أم أنّ خطر الجوع سيكون داهماً عند اتساع رقعة العدوان الإسرائيلي. والأمر ذاته ينطبق على المحروقات وعلى قطاع الأدوية، تحديداً المتعلق منها بالأطفال وكبار السنّ وأصحاب الأمراض المزمنة والمستعصية، وعلى قطاعات مهدّدة بالتوقف عن العمل كليّاً أو جزئيّاً مثل قطاعات التربيّة والصناعة والزراعة وغيرها، وكذلك حركتي الإستيراد والتصدير، إضافة إلى كلّ ما يتعلق بدورة حياة اللبنانيين على كلّ الصّعد؟

كلّ هذه الأسئلة، وغيرها، لا تجد للأسف أجوبة عليها، وإذا حدث ووُجدت هذه الأجوبة فإنّ معطيات ووقائع على الأرض سرعان ما تدحضها، كليّاً أو جزئيّاً، لتترك اللبنانيين أسرى أسئلة مقلقة، تفاقمت مؤخراً، لم يعثروا على أجوبة عليها منذ نشأة الكيان قبل أكثر من 100 سنة وحتى اليوم.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal