رأى عضو “اللقـــاء الديموقراطي” النائــب أكرم شهيب، ان “التعنت الإسرائيلي لا يتوقف في استمرار الحرب وعدم الامتثال للمواقف الدولية والمناشدات الإنسانية ولاسيما تلك الخاضعة للمواثيق والاتفاقيات الدولية فحسب، وإنما أيضا في تقويض وتدمير أي محاولة يرى انها قد تؤول إلى إحداث اختراق إيجابي، من شأنه وقف الحرب في غزة وعمليا انسحاب ذلك على جبهة جنوب لبنان“.
وفي حديث إلى “الأنباء الكويتية”، عزا شهيب الأمر إلى ان “الإسرائيلي غير آبه لكل المحاولات الجارية من جهود دولية وديبلوماسية غربية وعربية، قبل تحقيق أهدافه، بدليل طرحه وقفا مؤقتا لإطلاق النار فقط، يتيح له الحصول على الأسرى، ليعود بعدها مجددا إلى وحشيته المعهودة في ارتكاب الجرائم الإنسانية والدمار والترانسفير، ما يعني بقاء الستاتيكو الميداني مع العدو الإسرائيلي على حاله”.
وشدد شهيب “على أهمية الجهود الديبلوماسية المبذولة لمنع توسيع الحرب التي لا يريدها لبنان اصلا، وفي توحيد الخطاب الدولي بشأن البلد”.
واعتبر ان “موقف الدولة واضح بهذا الخصوص، فيما يتعلق بتطبيق القرار 1701، أو في العودة إلى اتفاقية الهدنة (الموقعة عام 1949)”.
وأضاف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “المهدد بالفشل السياسي وبالملاحقة القضائية فور انتهاء الحرب، لا يستعجل وقفا لإطلاق النار، ولذا وجوب الدفع على نحو أكبر، لتحقيق الاختراق المطلوب على مستوى المفاوضات”.
وتناول شهيب الوضع الداخلي المترهل، والذي يحتاج برأيه إلى “الترفع عن السجالات السياسية الداخلية العقيمة، للتخفيف عن كاهل الناس مزيدا من القلق على مستقبل الوطن، وهي (السجالات) لا ترمي إلى أي نتائج إيجابية، طالما انها لا تقدم الحلول المطلوبة للمعضلات القائمة، بل تعمق الخلافات أكثر وتزيد من حدة الانقسامات السياسية، ومنها تلك المتصلة بالحكومة، التي تقوم بواجباتها ضمن الإمكانات الممكنة لديها، للتقليل من وطأة الازمات الخانقة”.
ولفت إلى فضحة الكهرباء الجديدة وبلوغ مرحلة الانقطاع الشامل، وقال: “نتيجة التخبط الإداري للمؤسسة وسوء التقدير وعدم الإصلاح الجذري، والذي يحول كله دون المعالجات المطلوبة، ناهيك بعدم تنفيذ التفاهمات مع الخارج حول استيراد الفيول وغيره”.
وذكر “في هذا المجال بتقديم اللقاء الديموقراطي اقتراحات للمعالجة الجذرية، بدءا بوجوب تعيين الهيئة الناظمة للكهرباء وباللامركزية الكهربائية وسواهما، وضرورة العودة إلى تلك المقترحات”.
وشكر نائب بعبدا – عاليه في السياق نفسه “دولة الجزائر، التي تقف مع لبنان في هذه المحنة التي يمر بها، وهي ليست المرة الأولى التي تقفها في مجالات مختلفة”.
وختم شهيب ردا على سؤال حول نظرته الواقعية إلى المرحلة الحالية بالقول: “نحن في حالة حرب مع إسرائيل والأفق مقفل تماما. ويقع ثقل المسؤولية الوطنية على عاتق الجميع من دون استثناء. الوطن يعنينا كلنا، ومن غير المنطقي اعتبار الحرب الدائرة انها تعني فقط ابن الجنوب، الذي يعيش القهر والعذابات ويتحمل الخسائر الجسيمة بالأرواح والدمار. هذه الحرب تعني كل البلد الذي نعيش فيه كشعب واحد وليس شعوبا، وفي وطن واحد وليس أوطانا. لذا فإن الواقع يحتم التضامن مع الجنوبيين وهم أهلنا أولا. كذلك التضامن الداخلي مطلوب على كل الصعد، مع إعطاء الأولوية في الدعم والمساندة والمعاضدة للجيش اللبناني وسائر القوى الأمنية، للجهود المبذولة من أجل توفير الاستقرار الداخلي أمام تلك التحديات الأمنية والمخاطر التي تضع بلدنا في مرحلة مصيرية لوجوده وكيانه”.
Related Posts