عدوى التيّار تصل إلى القوات: كميل شمعون خارج الجمهورية القويّة؟… عبدالكافي الصمد

في حين ما تزال صدمات إقصاء أو استقالة نوّاب وقيادات في التيّار الوطني الحرّ تتفاعل داخل القلعة البرتقالية وفي الأوساط السّياسية، بعد إقصاء النائب آلان عون من عضوية التيّار، وتقديم النائب سيمون أبي رميا إستقالته إعتراضاً على إقصاء زميله و”تفرّد” رئيس التيّار النائب جبران باسيل بسياسة التيّار، برز تطوّر آخر مماثل داخل الطرف الآخر من الثنائية المسيحية، وهو القوّات اللبنانية، بعد تسرب معلومات عن أنّ عضو كتلة الجمهورية القويّة النائب كميل شمعون في طريقه للخروج من التكتل بعدما دبّ خلاف بينه وبين القوات.

ما تسرّب عن هذا الخلاف بين الطرفين يفيد أنّ شمعون مستاءٌ من مضايقات قواتية له في مسقط رأسه ببلدة دير القمر الشوفية، معقل الشمعونية التاريخية، بدأت منذ انتخابه نائباً عن أحد المقاعد الماورنية الثلاثة في دائرة الشوف، ومحاربة مناصريه من حزب الوطنيين الأحرار الذي يرأسه، والعمل على تهميش دوره وحضوره السياسي والخدماتي في البلدة والشوف، والتعرّض له شخصياً.

وتضيف المعلومات أنّ نائب رئيس القوات اللبنانية النائب جورج عدوان لا يوفّر مناسبة من أجل التضييق على شمعون، وعدم تسهيل حصوله على خدمات من بلدية دير القمر، التي يهيمن عدوان على قراراتها، ما جعل شائعات كثيرة تتناقل عن أنّ شمعون في طريقه للخروج من الكتلة، وإنْ كان مقرّبون من الأخير يشيرون إلى أنّه لن ينسحب من التكتل، لكنهم لم يخفوا بالمقابل إمتعاضه ومناصريه ممّا يتعرض له من مضايقات مِن قبل مَن يُفترض أنّهم حلفاء له.

ما سبق يطرح جملة تساؤلات حول إنْ كان ما أصاب كتلة لبنان القوي والتيّار الوطني الحرّ سيصيب كتلة الجمهورية القويّة والقوّات اللبنانية، وهل يعطي ذلك مؤشّراً على أنّ الأحزاب المسيحية تعاني من مشاكل داخلية لم تستطع معالجتها فكان الطلاق بين بعض مكوناتها أهون الشرّين، وجرس إنذار بأنّ سبحة الإقصاء أو الإستقالة والإنحساب من هذه الكتلة أو تلك، التي بدأت، لن تتوقف قريباً؟

الأجواء السّائدة لا توحي بإيجابية في هذا الصدد، ولا تترك كبير تفاؤل على أنّ ما تشهده الثنائيتان المسيحيتان مجرد غيمة صيف وتمرّ، إنّما مخاضٌ لا يُتوقع أن يكون قصيراً، وأن تتفاقم الخلافات الداخلية بينهما بشكل أكبر في المرحلة المقبلة، بعدما لم تفلح مساعي كثيرة في ردم الهوة بين الطرفين، ومعالجة واحتواء خلافاتهما، حتى على جنس الملائكة، وتقديم كلّ طرف مصالحه الخاصة على ما عداها، في وقت يعاني منه المسيحيون من أزمات بنيوية عميقة لا تهدد فقط مواقعهم في الدولة، وعلى رأسها موقع رئاسة الجمهورية الشّاغر منذ نحو سنتين، ودورهم فيها، إنّما تُهدّد وجودهم ووجود لبنان معاً.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal