في خرق جديد للقوانين والمواثيق الدولية، إغتال العدو الإسرائيلي فجر امس رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بصاروخ موجه استهدف مكان اقامته في طهران، حيث كان يشارك في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.
الجريمة التي هزت العالم، وتزامنت مع اعتداء إسرائيلي سجّل في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت واستهدف مبنى محيط مجلس شورى حزب الله كان يتواجد فيه القائد الجهادي فؤاد شكر “الحاج محسن”، شرّعت الباب امام أسئلة عديدة لعلّ ابرزها ما مصير مفاوضات الهدنة ومن سيخلف إسماعيل هنية وهل ستكون المنطقة أمام توسع للحرب؟
بادئ ذي بدء، من الجدير ذكره أن إسماعيل هنية ليس القيادي الأول في حماس الذي تغتاله إسرائيل. فمنذ تأسيس الحركة في كانون الأول ١٩٨٧، قتل كيان الاحتلال عدداً من القادة ابرزهم: صلاح شحادة (٢٠٠٢)، إبراهيم المقادمة (٢٠٠٣)، مؤسس الحركة الشيخ احمد ياسين (٢٠٠٤)، عبد العزيز الرنتيسي (٢٠٠٤)، سعيد صيام (٢٠٠٩)، نزار ريان (٢٠٠٩)، وصالح العاروري (٢٠٢٤).
الى ذلك، وفي وقت لا يزال خليفة إسماعيل هنية مجهولاً، اكدت مصادر في حركة حماس ان مجلس الشورى المركزي للحركة واللجنة التنفيذية فيها، يتابعان اعمالهما كالمعتاد رغم الظرف الاستثنائي والدقيق. ولفتت الى ان اجرام العدو لن يثنيها عن مواصلة مقاومتها حتى تحرير المعتقلين ودحر الاحتلال.
في سياق متصل، تشير المعطيات الى تحوّل في مسار مفاوضات الهدنة التي تجريها الحركة مع العدو الاسرائيلي في محاولة لوقف اطلاق النار في غزة. وتقول المصادر الى ان حركة حماس ستكون اكثر تشدداً هذه المرة ولن تتعاطى بمرونة كما دأبت خلال الاشهر الماضية. وعليه فقد بات الوسطاء القطريون والمصريون والاميركيون في موقف صعب، اذ شكّل اغتيال هنية ضربة قاضية لمسار التفاوض الذي كانوا يحاولون العمل عليه في محاولة لوقف اطلاق النار في قطاع غزة.
وعن خطر توسع الحرب في المنطقة لتصبح شاملة عقب اغتيال اسماعيل هنية، ترى المصادر ان العملية رسالة واضحة لطهران، التي على ما يبدو تحضّر مساراً للرد بالتنسيق مع حلفاء جبهة الاسناد لا سيما في لبنان واليمن والعراق لاجل ان يكون الرد على مستوى الخسارة من دون ان تتحول المعركة الى حرب اقليمية قد تصبح عالمية.
اذاً، هي ضربة صاعقة وجهها العدو الاسرائيلي لمحور المقاومة في محاولة منه لكسره واحباط عزيمته املاً في التوصل الى صفقة لتبادل الاسرى بما يتناسب مع مطالب رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، غير ان الكلمة الاخيرة والفصل تبقى للميدان. والى ان تتوضح معالم المرحلة المقبلة من الاكيد ان مقاومة يستشهد قادتها في سبيل قضيتهم لا يمكن ان تُذلّ ولا يمكن ان تُهزم.
Related Posts