ضربتان اسرائيليتان في يوم واحد.. حارة حريك واسماعيل هنية!.. ريتا النمير

شكل العدوان الاسرائيلي على حارة حريك ردا على ما يسمى “بالاعتداء على منطقة مجدل شمس”، تغييرا واضحا في المعادلات وفي مسار العمليات العسكرية المقبلة من حيث نوعيتها ومكانها ومساحتها. 

ولعل حرص رئيس حكومة الإحتلال بنيامين نتنياهو على إتهام حزب الله بإطلاق صاروخ مجدل شمس بالرغم من نفي الأخير أي علاقة له به، هو مجرد ذريعة تمسك بها الصهاينة لعلها تحسّن من وضعهم السياسي في إسرائيل وتؤدي الى فتنة في لبنان تشعل حربا أهلية لإلهاء حزب الله وإضعاف قوته بما يقلل من قدرته على الاستمرار بجبهة المساندة لدعم حركة حماس لإستفرادها والتمكن من القضاء عليها وإستعادة الأسرى، والرد على كل معارضيه داخل إسرائيل وتقديم إنتصار يطوي كثيرا من الملفات التي من شأنها أن تدخله السجن.

ولدى فشل نتنياهو في تحقيق هذه الفتنة، وبعد عودته من أميركا محملا بالدعم الأميركي ذهب بإتجاه الاعتداء على الضاحية الجنوبية وإستهداف القائد العسكري في حزب الله فؤاد شكر الذي ما يزال مصيره مجهولا وإن كانت الوقائع ترجح إستشهاده.

وفي الوقت الذي كانت فيه أنظار العالم كلها تتجه الى العاصمة اللبنانية بيروت وضاحيتها وينتظر رد حزب الله على هذا الاستهداف، جاءت عملية إغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أثناء تواجده في ايران لتقلب مسار الأولويات والعمليات والمفاوضات، ما قد يجعل الرد على العدوان الاسرائيلي المتعدد الأوجه من محور المقاومة بكامله بدءا من حزب الله وصولا الى إيران التي نفذت إسرائيل عملية إغتيال هنية على أراضيها، ويفترض أن يكون هذا الرد مناسبا لحجم هذه الاعتداءات الاسرائيلية، فضلا عن تأثير ذلك على المفاوضات التي يفترض أن تأخذ أشكالا أخرى بعد إغتيال هنية.

لا شك في أن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل بشكل مطلق، بالرغم من إعتداءاتها على الأماكن السكنية وسقوط الكثير من الشهداء والجرحى المدنين، ولكنها في المقابل أدانت ضربة مجدل شمس باعتبارها غارة تستهدف مدنيين! هذا التناقض في المواقف ليس سوى انحياز فاضح إلى كيان غاصب وظالم ونسف لكل القرارات والقوانين الدولية، ما يجعل هذه القوانين حبرا على ورق لا تطبق سوى على الدول الضعيفة الفاقدة للسيادة، مما يعني أن وجود منظمة الأمم المتحدة أصبح دون جدوى لأن هدفها الأساسي هو حفظ السلم والأمن الدوليين وعدم استخدام القوة المسلّحة في غير المصلحة المشتركة، ولكن أين السلم وأين الأمن؟ وما الجدوى من وجود منظمة عالمية سوى تحقيق مصالح الدول القوية على حساب الدول الأضعف واستغلال شعوبها وثرواتها؟.

في المحصلة تبقى الأنظار الى ما ستؤول اليه الأوضاع في لبنان في الأيام المقبلة ومدى قدرته على الصمود وعدم الانزلاق الى حرب شاملة هو بغنى عنها.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal