استنكر محاولة زجّ “السنّة” في التطرّف مطر يُطلق لائحة “التغيير الحقيقي” لبرلمان الشباب

أبدى النّائب إيهاب مطر خشيته على مستقبل الطائفة السنّية من محاولة بعض الأطراف زجهّا في التطرّف كأداة لتضليلها وإقحامهما في ملف الإرهاب الذي لا يُمثّلها، وذلك عبر استغلال عاطفة أبنائها التي لم تكن يومًا بيئة حاضنة لهذه الآفة، معتبرًا أنّ انتخاب رئيس للجمهورية يحترم المؤسسات والمواقع الرسمية منها رئاسة الحكومة، يحمي هذه البلاد ومصيرها، “لكن من يأتي إلينا بدفتر شروط ويحسبنا بأنّنا ما زلنا نعيش قبل الـ 1989، “فيفتح الله”، لأنّنا نريد أن يكون رئيسا الجمهورية والحكومة شركاء في هذه البلاد لخدمتها وحماية أبنائها”.

كلام النّائب مطر جاء خلال حفل إطلاقه لائحة “التغيير الحقيقي” في انتخابات برلمان الشباب ضمن مجموعة إيهاب مطر للتنمية (IMD)، بحضور أعضاء هذه المجموعة وأهالي المرشحين، وذلك على مسرح الرابطة الثقافية في طرابلس.

وألقى النّائب مطر كلمة توجّه فيها إلى الفئة الشابّة قائلًا: “حين دخلنا عالم السياسة لخدمة النّاس، #طرابلس والبلد، اخترنا شعار التغيير الحقيقي على أمل الوصول فعلًا إلى مرحلة نتمكّن فيها من إحداث فارق نوعيّ، لأنّ التأقلم مع الواقع كما هو، يُؤدّي إلى استحالة بناء البلاد، خاصّة مع شعب بروح الشعب اللبناني الذي لا يسمح للموت باختراقه حتّى في عزّ الحرب والمآسي، لأنّه لا يستسلم، ولا يتذوّق طعم الإحباط حتّى لو اجتمعت الأمم ضدّه، فالتغيير حلم لا ينتهي، وسيبقى أمانة مع الجيل القادر على ربط ماضينا وحاضرنا بالمستقبل، أيّ جيل الشباب، أنتم الرّهان على التغيير بالمجتمع للأفضل، لأنّكم الفئة الأكثر حيوية، حماسة، عافية وإقبالًا على هذه الدّنيا، كما أنّكم عماد المجتمع وأساسه، ولو استسلمتم للواقع، لما كنّا معكم اليوم ولما كنتم معنا في هذه المناسبة، لتتحدّثوا باسم شبابنا وشاباتنا، وكلّ في ميدانه، خبرته وشغفه، لإيصال أفكاره وقدرته التطوّعية، ليستفيد المجتمع منه على اختلافه”.
وأضاف: “معكم سنصنع مدرستنا وسننقل أفكارنا الوطنية، وبدأ رهاننا على الشباب منذ بداية مشروعنا التغييريّ، وباختصار وبكلّ صراحة، نفتخر بأبناء الشمال، لأنّنا نرى فيكم الأمل والقدرة على لعب دور نهضويّ وتقدّميّ في المجتمع الشماليّ الذي يحتاج إلى تطوير ودعم بمختلف الصعد، لذلك نقول إنّ قرار دخولنا معركة برلمان الشباب وانتخاباته لن يكون مجرّد حضور بين الأحزاب والجمعيات المشاركة، بل هو معركة حقيقية وجدّية سنستخدم فيها كلّ طاقتنا لندعم أعضاء اللائحة، ليُحقّقوا نتيجة لا تقلّ عمّا أنجزناه بالانتخابات النيابية”، موضحًا أنّ الدّخول في هذه المعركة (الدّيمقراطية وفق شروطها وقانونها) نابع من الإيمان بأهمّية العمل الجماعي بمؤسسة واحدة، على الرّغم من تمتّع كلّ شاب وشابة فيكم بوعيّ خاصّ بالعمل السياسي أو الاجتماعي وربما الإنمائي، “ولكن إنْ لم نجتمع على قلب واحد، قلب شمالي واحد يعرف هموم وتعب البلد، لن نحقّق أهدافنا ولن نصل إلى مكان، لذلك التقينا وسنلتقي أكثر بإطار موحّد للعمل في السياسة والإنماء بطريقة صحيحة، وبنبضّ شاب لا يموت “.
وتوّجه إليهم ناصحًا إيّاهم بأهمّية الصمود وعدم الاستسلام، وقال: “لا تتخلّوا عن أهدافكم وطموحاتكم مهما حدث، ولا تستسلموا للواقع، أيّ تحرّكوا بفعالية وطالبوا بحقوقكم وحاولوا جاهدين للتغيير، ونحن معكم وإلى جانبكم، لأنّني كنت في يوم بمكانكم، لديّ حلم، حلمي تمثيل ومساعدة مدينتي، والآن بتّ نائبًا عن الأمّة، وعن مدينتي التي أحبّ، وأحاول جاهدًا أن أقف إلى جانب أهلها وأحكي همومها، لأتمكّن من إحداث بصمة إيجابية ومختلفة يتذكّرني النّاس فيها خيرًا، وهذا دوركم اليوم، أنْ تبنوا أنفسكم درجة فوق درجة، خطوة بخطوة، ولو كانت بطيئة، لتكونوا ذكرى فعّالة وعطرة بين كلّ النّاس مستقبلًا، فشرف المحاولة يكفي شرط عدم الاستسلام ومتابعة المحاولات لنحقق أهدافنا، وأنتم اليوم شركاء في المعركة، وسأكون سندًا لكم لتُحقّقوا الهدف ولنرسم شكلًا جديد لطرابلس ولكلّ لبنان”.
وتطرّق مطر في كلمته إلى الوضع السياسي الذي وصفه بـ “المشلول” محلّيًا بسبب استمرار التعطيل والحرب، قائلًا: “تمرّ الأيّام، من دون أيّة نتيجة تصبّ في مصلحة اللبنانيين، بحيث تغيب الدّولة عن الحرب الجنوبية التي يتحكّم بها طرف لبنانيّ واحد لا يعود إلى المؤسسات الشرعية، كما نشهد على هذه الحرب من إسرائيلي مجرم، لا يُدرك لغة الحقوق ولا الإنسانية، ويعرف لغة الإجرام، القتل، سلب الحقوق، قتل الأطفال وتدمير المنازل والاحتلال فقط، لذلك حان الوقت ليكون #المجتمع_الدّولي منصفًا ليُحاسب المجرمين والمتطرّفين الإسرائيليين، وعلى راسهم نتنياهو، ومع هذه الكلمات، نقدّم تعازينا الحارّة لأهلنا في #الجنوب و غزّة”.
واعتبر مطر أنّ البعض يُراهن ويغتنم الفرص لسحب السنّة تحديدًا إلى زوايا التطرّف، عبر استخدامه العاطفة لتضليلهم، “لكنّ جوابنا دائمًا، ألّا مكان للتطرّف بيننا ولا بيئة للإرهاب عندنا، فالسنّة هي اعتدال، و سنّة الدّولة مع كلّ اللبنانيين يُؤمنون بالمؤسسات، وأكبر دليل على ذلك، سنوات عدّة عشناها خلال ثورة وأزمة سوريا مع محاولات لخرق المشهد السنّي اللبنانيّ ولم ينجحوا في ذلك، لأنّ لبنان يُريد العيش باقتصاد مزدهر، استقرار، أمن، سياحة وحياة”.

وربط مطر أزمة الاستغلال التي تطال الطائفة السنّية، بغياب رئيس الجمهورية وما يُرافقه من أزمات، بحيث قال: “للأسف غياب الرّئيس عنّا اليوم، يعني أنّنا دولة بلا رأس وبلا إدارة ما زال شعبها يتعايش معها وواقعها الصعب، فنسينا الكهرباء واعتدنا المولدات، نسينا الودائع واعتدنا ع الكاش، نسينا #انفجار_المرفأ والمحاسبة، ونسينا أنّنا بتنا نسعى لتأمين أبسط مقوّمات الحياة التي على الدّولة تأمينها لنا، كما نسينا أنّ جنوبنا يشهد حربًا مع العدو”.
وتساءل مطر: لماذا لم ننتخب رئيسًا؟ ليُجيب: “لأنّ الفساد السياسيّ أوصلنا إلى هذه المرحلة، فلا يلتزم السياسيون بالدستور، ولا يُريدون الجلوس مع بعضهم، لأنّ كلّ جهة تبتغي مصلحتها، ليتبيّن أنّ أزمة لبنان واحدة وتكمن في غياب الوطنية وتفكير كلّ فئة بمصلحتها الخاصّة، ونرصد كلّ فترة مبادرات من هنا وهناك، لكنّ نتيجتها صفر، والوقت يُداهمنا وعلى ما يبدو أنّنا لن نرى رئيسًا على المدى المنظور، في ظلّ وجود قوى سياسية غايتها ربط الاستحقاقات بأيّ ملف، واليوم ننتظر الانتخابات الأميركية”.

وختم كلامه برسالة وجّهها إلى السياسيين قائلًا: “سنبقى مع رئيس يكون أبًا للبنانيين، توافقيًا يتواصل مع الجميع، ويتمتّع بعلاقات ناجحة مع الدّول العربية، فلا تكون يداه ملطّخة بالفساد وغيره، أيّ رئيس يلتزم بالدّستور، والأهم أنْ يحترم المؤسسات والمواقع ومنها رئاسة الحكومة”.

إنّ الاحتفال الذي بدأ بالنّشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الجنوب وغزّة، كانت قد قدّمته عرّيفة الحفل ناهدة أسّوم التي أكّدت في كلمتها أنّ المجموعة “لمست الأمل مع وصول المؤسّس، سعادة النّائب إيهاب مطر الى مجلس النواب، لأنّ مجتمعنا يستحقّ التغيير ويحتاجه، خاصّة الرّوح الشبابية بجهودها أمس، وبحضورها اليوم، ولأجلها نعلن إطلاق اللائحة بحضور ودعم النّائب مطر الذي لم يترك منبرًا إلّا وتحدّث عبره عن جهودنا وقدرات شبابنا التي يُدركها ويُقدّرها جيّدًا”.
وبعد عرض مقاطع مصوّرة تتحدّث عن تفاصيل المرشحين وأبرز التحضيرات الاستعدادية، اعتبر منسّق قطاع الشباب في المجموعة محمّد الشيخ أنّ القطاع نشأ في مدرسة “رائد التغيير إيهاب مطر”، وقال: “أدعوكم اليوم لتكونوا روّادًا ومبتكرين لترتقوا إلى مصاف القادة الّذين يرسمون مسار المستقبل، استخدموا مهاراتكم وشغفكم لبناء مجتمع أفضل، ونعدكم دائمًا أن نكون يدًا تمتدّ لدعمكم وتشجيعكم في هذا المسعى النّبيل، ونحن على ثقة أنّكم قادرون على إحداث فرق كبير وتحقيق إنجازات تُلهم أجيال الغدّ”.
كما كان للسيّدة دولت الشامي (إحدى الأمّهات) لفتة للنّائب مطر بحيث قدّمت له باقة من الورود البيضاء مع كتاب القرآن الكريم، وألقت كلمة قالت فيها: “طرابلس صارت أحلى بوجودك، فمن منّا لا يحلم بمستقبل له ولأولاده، فجاء النّائب المناسب ليُنقذ أولادنا ويُعطيهم القلم عوضًا عن الرصاصة، والعلاج عوضًا عن المسكّنات، لذلك اخترنا لك الورد الأبيض والقرآن لأنّك موجود في دعوات كلّ الأمّهات”.
وفي ختام الاحتفال وبعد تحيّة مشتركة من مطر والمرشحين، التُقطت الصور التذكارية للمناسبة.


Related Posts


 

Post Author: SafirAlChamal