القتلة في منافسات الأولمبياد!.. غسان ريفي

مشهدان ميّزا إفتتاح بطولة الألعاب الأولمبية في العاصمة الفرنسية باريس الذي حمل شعار: “السلام”، الأول يجسد آلام ومعاناة وتضحيات من يؤدون رسالاتهم في القطاعات المختلفة، والثاني يتحدث عن وحشية وهمجية وغطرسة عدو غاشم أخذ ممثلوه فترة إستراحة من القتل والتدمير والاغتصاب والتشريد ليشاركوا في أولمبياد لا يمتون الى شعارها بصلة، ولا ينتمون الى فئة البشر المشاركة فيها. 

ليس خافيا على أحد أن المجتمع الاسرائيلي هو مجتمع عسكري، وأن كل مستوطن محتل لدية نوعين من العمل عمله العسكري وعمله الأساسي المدني، فاذا كان العدوان ترك هؤلاء كل شيء وإلتحقوا بالجيش تحت شعار خدمة الكيان الصهيوني والحفاظ على بقائه.

لذلك، فإن العدوان على غزة والذي طال الى أمد لم يشهده تاريخ الصراع الفلسطيني الاسرائيلي من قبل، قد أدى الى شل كل المؤسسات والادارات الاسرائيلية بعدما إلتحق العاملون فيها بالعسكر.

وتشير إحصاءات في هذا الاطار الى أن نصف اليد العاملة الاسرائيلية من موظفين وطيارين وسائقين ومصرفيين وأساتذة وحرفيين وفنانين وإعلاميين وطلاب وسائر المهن قد تركوا أعمالهم وتفرغوا للمشاركة في العدوان على قطاع غزة، ما يؤكد أننا أمام مجتمع يعيش الإجرام في كل تفاصيل حياته، ويشكل العنف العمود الفقري لسياسته.

لذلك، فإن الإسرائيليين المشاركين في أولمبياد فرنسا، لا يمتون الى الرياضة بصلة ولا الى العلم والفن والمهارة والأخلاق، ولا الى شعارات المحبة والسلام، خصوصا أنهم خلعوا البزات العسكرية لم يغسلوا أيديهم من دماء الفلسطينيين وجاؤوا الى باريس الى حيث المنافسات الأولمبية.

ربما لم تفلح الضغوط في منع إسرائيل من المشاركة في الأولمبياد، لكن ردة فعل الأكثرية في فرنسا وغيرها بضرورة معاقبة إسرائيل على جرائمها بمنعها من المشاركة، كان لها دلالات بالغة الأهمية تضاف الى التحركات الشعبية والطلابية التي تجتاح العالم إحتجاجا على حرب الابادة التي تشنها على غزة.

كل ذلك، يؤكد أن إسرائيل بدأت مرحلة جديدة من كسر الشوكة العسكرية والهيبة الأمنية الى مواجهة العزلة الدولية شبه الكاملة، فللمرة الأولى لا يستطيع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو النزول الى أي دولة في رحلته الى أميركا خوفا من تنفيذ مذكرات التوقيف الصادرة بحقه، وللمرة الأولى يُلاحق الاسرائيليون في شوارع أوروبا وتطلق عليهم صفة الارهابي، وللمرة الأولى يصدر قرارا من محكمة العدل الدولية يؤكد إحتلال إسرائيل لأرض فلسطين ويدعوها الى وقف كل الأنشطة الاستيطانية والتعويض على أبناء الأرض.

بالأمس في باريس لم تغب المقاومة فتجسدت بالاعلامية اللبنانية الزميلة كريستينا عاصي التي رفعت شعلة الأولمبياد بشعار السلام، ولعل مرورها أمام الوفد الاسرائيلي المشارك شكلت أبلغ رد، وأكدت أننا رغم عدوانكم وإجرامكم ما زلنا على قيد الحياة وسنبقى شوكة في أعينكم، وأن من هم بوحشيتكم ليس لهم مكان ضمن المنافسات الأولمبية، وأن قدم كريستينا عاصي التي بترها صاروخ صهيوني أشرف من كل كيانكم.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal