تستعد فنزويلا لانتخاب رئيس جديد للجمهورية يوم الاحد في الثامن والعشرين من تموز الجاري، لولاية تمتد ست سنوات اعتباراً من ١٠ كانون الثاني ٢٠٢٥، ومن المتوقع ان تكون المنافسة على اشدها بين الحزب الحاكم والمعارضة، لا سيما وان الأخيرة مصرة على عدم الاعتراف بنتائج الانتخابات في حال فاز الرئيس الحالي نيكولاس مادورو بولاية ثالثة.
في السياق، فإن عداد الترشيحات اقفل على عشرة أسماء جاءت كالتالي:
– الرئيس نيكولاس مادورو المدعوم من ١٣ حزباً على رأسها الحزب الاشتراكي الموحد والحزب الشيوعي الفنزويلي، وقد اعد الرئيس الحالي خطة حكومية بعنوان “التحولات السبعة”، شرح خلالها خطوة بخطوة الإجراءات التي يجب اتخاذها إذا أعيد انتخابه في مسائل التعليم والصحة الاقتصاد والتكنولوجيا وغيرها من المجالات التي تهم البلاد.
– ادموندو جونزاليس أوروتيا، وهو السفير الفنزويلي السابق لدى الارجنتين، ويحظى بدعم الحزب الوحدوي الديمقراطي، وحزبين آخرين. يعتبره الكثيرون لزعيمة فينتي فنزويلا ماريا كورينا ماتشادو التي منعت من الترشح للانتخابات الرئاسية بحجة انها غير “مؤهلة” سياسياً.
– لويس ادواردو مارتينيز، وهو نائب في الجمعية الوطنية ومعروف بمواقفه الرافضة للعقوبات الاقتصادية الاميركية على فنزويلا. ويدعم ترشحه حزب العمل الديمقراطي واحزاب اخرى. يذكر ان مارتينيز لطالما نأى بنفسه عن المعارضة المتطرفة.
– إنريكي ماركيز، احد المعارضين المتطرفين والعالم اكثر من غيره بكواليس ادارة العملية الانتخابية اذ كان يشغل منصب نائب رئيس المجلس الانتخابي الوطني. سجل ترشيحه بالراية السياسية لحركة الوسط ورفض التوقيع على وثيقة الالتزام بقبول النتائج.
– دانييل سيبايوس، اعلن ترشحه لدى حزب “أريبا”، بعد ان رفعت محكمة العدل العليا قرار الستبعاده السياسي، كونه كان مسجوناً بتهمة الترويج لعنف “غواريمباس”.
– انطونيو إيكاري، هو زعيم تحالف القلم الرصاص، ويعد من ابرز المعارضين الرافضين للعنف والعقوبات والحصار الاقتصادي.
– خوسيه بريتو، ترشح كمرشح رئاسي لمظلة أورينجرا بعد انحصل من محكمة العدل العليا على التنسيق الوطني للاعدالة اولا.
– خافيير بيرتوتشي، نائب في مجلس الامة، وقد ترشح الى الانتخابات الرئاسية بدعم من حزبه السياسي “إل إيفانجيليو كامبيو”، كقس إنجيلي. يذكر انها المرة الثانية التي يترشح فيها الى الانتخابات الرئاسية.
– كلاوديو فيرمين، اعلن ترشحه بدعم من منظمة “حلول من اجل فنزويلا”، وهي المرة الثالثة التي يحاول الوصول فيها الى سدة الرئاسة. وقد عرف بموقفه المناهض للقطاعات المتطرفة التي تعارض الحكومة الوطنية.
– بنيامين راسو، المعروف باسم “”El Conde del Guácharo، وقد سجل ترشيحه لدى حزب الاتحاد الديمقراطي الوطني.
في سياق متصل، يقدر عدد الناخبين داخل فنزويلا بحوالي ٢١ مليوناً سيتوزعون على اكثر من ٣٠٠٠ مركز اقتراع. فيما سيتمكن حوالي ١٠٠ الف ناخب من اصل ٤ ملايين يعيشون في الخارج من الاقتراع. وفيما يتم التصويت الكترونياً وورقياً في الوقت عينه، اعلن المدعي العام الفنزويلي طارق وليم صعب نشر ١٢٣٦ موظفاً في مختلف انحاء البلاد للاهتمام بكل تفاصيل اليوم الانتخابي. وهدد صعب بإعتبار اعلان اي نتيجة قبل صدورها رسمياً من قبل المجلس الوطني للاقتراع “جريمة انتخابية” سيعاقب عليها.
ومع اقتراب موعد الاستحقاق الرئاسي قال الرئيس نيكولاس مادورو إنّه سيعترف بالنتيجة التي سيعلنها المجلس الوطني للاقتراع وسيدافع عنها، مشدداً على أنّ “السلام سينتصر”.
الى ذلك، ينظر مراقبون الى الانتخابات على انها ستحدد مصير البلاد، لا سيما لجهة العلاقة مع الولايات المتحدة الاميركية على ضوء انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق الانتخابي. خاصة وان الرئيس نيكولاس مادورو اعلن بداية الشهر الجاري، “التوافق على نية الحكومتين الاميركية والفنزويلية العمل معا لكسب الثقة وتحسين العلاقات، وعلى إبقاء التواصل في شكل محترم وبناء”.
اذاً، هي انتخابات مفصلية سيخوض غمارها الشعب الفنزويلي الذي عليه ان يكون واعياً ومدركاً لخياراته هذه المرة، كونه بات يعاني الامرّين جراء العقوبات الاميركية التي انعكست ازمات اقتصادية داخلية، كما ان الكثيرين قد ضاقوا ذرعاً من فساد اهل السلطة على حد تعبيرهم. فهل يمنح الشعب فرصة ثالثة واخيرة لنيكولاس مادورو علّه يحسّن من حال البلاد والعباد ام ان الغلبة ستكون للمعارضة ؟
Related Posts