أقامت عشائر عرب بيت عمر وبيت سيف وبيت علي لقاءً تكريمياً على شرف رئيس لجنة الدفاع الوطني والداخلية والبلديات النائب جهاد الصمد في محلة قراصيا في أعالي جرود الضنية، في حضور مشايخ وفاعليات من عشائر العرب، ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات من المنطقة.
الكرمة
والقى الشيخ محمد عوض الكرمة كلمة بالمناسبة، شكر فيها للنائب الصمد وقيادة الجيش و”جميع الذين تعبوا في سبيل إنجاح هذا اللقاء وتسهيله”، آملاً أن “تحل الخلافات مع أهل بشري حول القرنة السوداء والمشاعات المحيطة بها في وقت قريب”.
صبرة
وألقى الشيخ إبراهيم صبرة كلمة قال فيها: “نحن في أعالي الضنية الشامخة كشموخ جبالها، الراسخة كرسوخ صقورها، المشرقة كإشراق شمسها وسماءها، والكريمة ككرم أبنائها ومنازلها ومن يسكن منازلها. نحن في هذا المكان الجرد العالي الذي هو أساس أجدادنا وتراثنا، وهو أغلى على قلوبنا من أرواحنا ودماءنا وأعراضنا، فكلّ هذا إنّما ضحّى من أجله أجدادنا ليبقى هذا المكان مكاناً ليس فيه إلا الكرم والجود والعطاء، وليس فيه إلا ذكر الله سبحانه وتعالى، وليس فيه إلا العيش الكريم الواحد الذي يُبيّن أصالة من يسكن في هذا المكان”.
وأضاف: “نرحب بكم فرداً فرداً أجمل ترحيب باسم الشيخ محمد عوض الكرمة، كل باسمه ومسماه وعلى رأسهم سعادة رئيس لجنة الدفاع الوطني والداخلية والبلديات النائب جهاد الصمد، باسم عشائر عرب العجارفة الشيخ خضر الخضر والشيخ جمال سيف. نرحب بهذه الوجوه الطيبة والنيّرة التي ما أتت إلا للحب والود والصفاء والطمأنينة، ولتقول كلمتها ضد كلّ إنسان غوغائي يريد أن يجعل من كلامه إسفيناً بين أهل الضنية وعرب العجارفة ويقول إنّ حدوده عند عشائر العرب، وكأنّ أهل الضنية بعيدون عن عشائر العرب. نقول إنّ وحدة الضنية وكرامتها وموقفها كله يصبّ في مصلحة كل إنسان عربي بدوي يعيش في هذه المنطقة، فلا نقبل أبداً أن يُفرّق قائل بيننا وبين أهل الضنية، فنحن سياجها، وأنه حينما يصعد إنسان ما إلى هذه المنطقة يشعر بالفخر والأصالة والكرامة والجود والكرم لا يشعر به في أي مكان آخر، فهو مكان مشى عليه أجدادنا وآباؤنا ونمشي نحن عليه اليوم”.
الصمد
ثم ألقى النائب الصمد كلمة إستهلها بالحديث النبوي الشريف ،الذي يقول: “من بات آمناً في سربه، معافىً في بدنه، لديه قوتَ يومه، فكأنّما حيزت له الدنيا بحذافيرها”، وقول الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه: “نعمتان مجهولتان الصحّة والأمان”، مضيفاً: “الأمان نعمة مجهولة مطلوب منّا جميعاً أن نحافظ عليها، وهي نعمة قائمة في هذا البلد بفضل المؤسسة العسكرية مؤسسة الجيش اللبناني التي نوجه التحية لها ولقائدها وضباطها وأفرادها، فهي مؤسسة بمثابة الروح للجسد، ولأن الجسد بلا روح يكون ميتاً، فنحن في لبنان من دون هذه المؤسسة لا أحد منا قادر على أن يتنقل من مكان إلى آخر، وحواجز الجيش اللبناني على الطرقات وعند مداخل المناطق كما حاجز الجيش في منطقة عشاش عند مدخل الضنية يعطينا إحساساً بالأمان، وبأنّ هناك أشخاصاً يسهرون ليلاً نهاراً على تأمين أمننا وحقوقنا ومصالحنا، وهذه نعمة يجب أن نحافظ عليها وأن لا نفرّط بها”.
وتابع: “أمّا بالنسبة لنعمة الصحة التي نأمل أن تدوم على الجميع، فإن أكثر ما نعاني منه هذه الأيّام مشكلة المستشفيات وعدم قدرة المواطنين على تحمّل تكاليف الإستشفاء، وقد بذلنا جهداً كبيراً خلال موازنة 2024، واستطعنا تأمين مبلغ 220 مليون دولار لحساب وزارة الصحة نأمل في أن ينعكس إيجاباً على صحة المواطنين، وإن شاء الله وزارة الصحة ستقدر بعد ذلك تغطية قسم كبير من العمليات الإستشفائية وليس كلها، بنسبة 65 في المئة في المستشفيات الخاصّة و85 في المئة في المستشفيات الحكومية”.
وقال: “نلتقي اليوم هنا وكان يفترض أن يكون هذا اللقاء طبيعياً وسهلاً، وأن نصل إلى هذا المكان في الجرد الذي نلفت أنه لا أحد يملك منه شيئاً فوق ارتفاع 2400 متراً عن سطح البحر، لأنه بحكم القانون هو ملك الجمهورية اللبنانية. نحن لم يكن لنا يوماً أيّ مشاكل مع جيراننا في زغرتا وبشري وبعلبك والهرمل وعكار والمنية وطرابلس، وإذا كان هناك خلاف اليوم مع أهلنا في بشري ذهب ضحيته أبرياء، فنحن كنّا نتمنى أن لا يحصل ذلك، لأنّ أي خلاف أمامه طريقان إمّا تفاهم أو تصادم ونحن من أنصار التفاهم ولسنا هواة تصادم مع أحد، وكما حقوقنا لا نفرط بها كذلك لا نفرط بحقوق غيرنا”.
وأضاف: “إن خلافنا مع أهلنا في بشري حول القرنة السوداء نتمنى أن نتفاهم وإيّاهم عليه، وهو أنّ موقع القرنة السوداء طبيعياً وعبر التاريخ هو في قضاء الضنية. نحن لا نتحدى أحداً، ولا نقول إننا نريد أن نعتدي عليه، بل نطالب تحديد أين تقع القرنة السوداء”، مشيراً إلى أن “الأرض والمياه هما ملك الدولة اللبنانية، ونأمل أن يكون إنشاء بركة عطارة إسهاماً في حلّ الخلاف حول المياه، يبقى الخلاف حول موقع القرنة السوداء الذي لن نتبع إلا الوسائل القانونية لتحديد موقعها الطبيعي، الذي نعرفه لكن غيرنا لا يعرفه، ونأمل أن يقتنعوا معنا بالقانون والحجّة أنّ القرنة السوداء تقع في جبال الضنية”.
وقال: “نحن مصرّون على حسن الجوار مع كلّ محيطنا، ونحن عبر التاريخ لم يكن عندنا أيّ مشاكل مع أيّ أحد من جيراننا، وهذا الموضوع نعود ونؤكّد ونصرّ أننا من أصحاب مبدأ التفاهم وليس التصادم، كنّا وسنكون دوماً وسنبقى مفاتيح للخير مغاليق للشّر”.
وأضاف: “لا بدّ لنا بالمناسبة إلا أن نشكر دولة الرئيس نبيه بري لأنه ساهم معنا في الحل، وكذلك الرئيس نجيب ميقاتي الذي كان له دور مماثل، ومدير المخابرات في الجيش الذي كان له دور إيجابي وهو من الأشخاص الذين يخدمون المؤسسة العسكرية بإخلاص وصدق، وعلى رأس هذه المؤسسة قائد الجيش الذي نوجه له التحية ونشكره”.
وختم: “نشكر عرب العجارفة، الشيخ خضر الخضر والشيخ جمال سيف والشيخ محمد الكرمة والشيخ إبراهيم صبرة، في هذه المنطقة التي هي منطقة عزّ وكرامة وعنفوان، والتي نعيش فيها كما عاش فيها أجدادنا وآباؤنا”.
Related Posts