خاص- سفير الشمال
متنقلا بين بلدات الشمال، من طرابلس الى المنية والضنية ومحافظة عكار، أنهى بهاء رفيق الحريري جولته الشمالية التي إستمرت على مدار عشرة أيام، عقد خلالها لقاءات مكثفة مع من إستجابوا للدعوات التي وجهت اليهم من قبل فريق عمله في مختلف المناطق.
مستغلا، ضعف الانماء وغياب الخدمات عن مناطق الشمال، تحديدا في المنية ـ الضنية وعكار، ركز بهاء الحريري على الايحاء بأنه المنقذ والساعي لاستكمال مسار الرئيس رفيق الحريري، خاصة لجهة المشاريع المستدامة وخلق فرص العمل، فكرر الوعود أمام كل من التقاهم، مشددا على أن الشمال هو العمق السني ونقطة القوة ورغم ذلك لم يدخل في المعادلة السياسية خلال الفترة الماضية.
البرودة التي لاقاها الحريري في بيروت وعاصمة الشمال طرابلس، إستعاض عنها بمشهد الحشود التي إستقبلته أثناء عبور موكبه عند الجامع الكبير في المنية، وذلك تزامنا مع إنتهاء صلاة الجمعة وأثناء خروج المصلين من المسجد. شعر بهاء الحريري بالنشوة مسترجعا في ذاكرته مشاهد شقيقه سعد يوم كان موكبه يخترق بصعوبة الحشود الغفيرة في كل من المنية والضنية وعكار، متى قرر زيارة الشمال.
هي نفسها المنية، الضنية وعكار إستقبلت بهاء وإستمعت الى خطاباته لا لشيء، فقط لأنه إبن الرئيس الشهيد رفيق الحريري، قبل أن يصابوا بالاحباط عندما لم يلمسوا أي شيء جدي، لا يشبه شقيقه بشيء هو جاف، يجلس على كرسي وسط القاعة يأخذ الملفات ويقدم الوعود، قبل أن تعلو الأصوات، “لقد سبق لنا أن رفعنا هذه المطالب وضاعت في أدراج مكاتبك في بيروت”.
بهاء عن سعد الضرب بالميت حرام ووضعه الصحي صعب جدا
تلمس بهاء الحريري الطيبة لدى أبناء الأطراف، بـ”الفطرة” يحبون الرئيس الشهيد رفيق الحريري ونهجه، وهم بعيدين كل البعد عن الحسابات السياسية التي حالت دون نجاح لقاءاته في طرابلس بالرغم من الجهود التي بذلها فريق عمله، الا أن المقاطعة كانت واضحة من قبل السياسيين والنواب السابقين والحاليين والمشايخ، حتى أنه لم يلتق صاحب الميرارمار النائب أشرف ريفي بالرغم من إعتماد المنتجع كمقر لاقامته، لذلك إسترسل في الافصاح عما بداخله أمام فاعليات عكار الذين إلتقاهم على مدار أربعة أيام في أوتيل “غراسياس”، وأظهر حقده الدفين ضد شقيقه سعد عندما سئل من قبل البعض عن أحواله، فما كان من الشقيق الأكبر الا أن أفصح عن مشروعه السياسي بمهاجمة سعد عبر القول، “إن الضرب بالميت حرام، ولبنان لا يتسع لكلينا فإما أنا وإما سعد، واصفا وضع شقيقه الصحي بالصعب جدا، مؤكدا أنه عاد لأجل العمل السياسي ولن يستطيع أحد الوقوف بوجهه، مبررا مغادرته لبنان سابقا بسبب حالة الغضب والفوضى التي كانت قائمة وركز على فلسفة “لا تغضب، لا تغضب، ففي لحظات الغضب نختار خيارات خاطئة”، بالرغم من أن الغضب واضح على معالم وجهه العبوس!
وتابع الحريري حديثه عن شقيقه بالقول: لقد دمر إرث والده السياسي بين ليلة وضحاها، ولو كان يملك أي قدرة لحافظ عليها، وأنا اليوم الوريث السياسي للحريرية. كما تحدث باسهاب ونشوة، عن نجاحاته الاقتصادية مقابل القاء الضوء على فشل شقيقه مستشهدا بانهيار شركة سعودي أوجيه.
وقال: خلال الأعوام الماضية تمكنت من تحقيق نجاحات مهمة فارتفع عدد الموظفين من 300 موظف الى 16 ألف موظف على مستوى الأعمال والاقتصاد، والنجاح الاقتصادي مقدمة للنجاح السياسي، على عكس شقيقه الذي فشل في الحفاظ على إمارة سعودي أوجيه، مؤكدا أنه حتى الانهيار بحاجة لعمل ولكننا لا نعلم كيف إنهارت سعودي أوجيه.
وتطرق أيضا “للثورة” فشدد على أنها أنتجت نوابا فاشلين، والربيع العربي أنتج تطرفا، ما دفع البعض الى مقاطعته خصوصا عند الحديث عن ثورة مصر ووصول الاسلاميين الى الحكم.
لم يأت بهاء رفيق الحريري حاملا حقائب المال لتوزيعها على زواره ومن إلتقاهم من وفود بلدية ومدراء مدارس، جل ما فعله إستلام فريق عمله الطلبات من حامليها من دون أن يوعد باقتراب “الفرج” بل بالمتابعة مع الادارات والوزارات المعنية في الدولة عبر مكتبه الذي سيؤسسه لتقديم الشكاوى! وإكتفى بتقديم مساعدات مالية سريعة لأذوي الاحتياجات الخاصة وبعض الحالات المرضية إضافة الى تقديم مساعدات تعليمية للتأكيد على إستكمال مسيرة والده التعليمية.
شخصيته “الفجة”،”المتعالية”و “العنيدة”، لا تشبه سعد، هو الانطباع الذي خرج به عدد من رؤساء البلديات الذين يدورون في فلك “المستقبل”، أو سبق لهم أن تبأوأ مناصب داخل “التيار”. الدعوى للقائه جاءت من باب الفضول لاستكشاف ما لديه قبل أن يغادر العديد منهم على عجل “لم يعجبنا منطقه”، حتى أن البعض منهم ومن باب الاستهزاء وردا على فشل الاتفاق معه، قاموا بتعليق لافتات تحمل شعار “يا قوم…..”، من دون أن تزيل بأي إسم وهي العبارة الشهيرة التي خاطب بها بهاء الحريري الحشود التي تجمعت يوم تشييع والده. وهو ما أثار إمتعاض الشارع المسيحي من اللافتات واعتبروها إستفزازا لهم.
قُضي الأمر، وإنتهت الزيارة الشمالية، والحريري الذي لم يجد شخصيات وازنة في إستقباله، في بيروت وطرابلس، التقى بالعديد من رؤساء بلديات ومخاتير عكار والمنية والضنية، ممن حملوا سلسلة مطالب إنمائية عامة وخاصة على أمل أن يتم تلبيتهم، بعد أن تعبوا من إقفال حنفية المساعدات التي كان يقدمها “المستقبل” قبل إعتكاف الرئيس سعد الحريري، وسط تأكيد المقربين منه أنه سيعمد الى إفتتاح العديد من المكاتب في مناطق الشمال، وسيعمد لشراء منزلا في طرابلس في تأكيد على إصراره على العمل السياسي لاسترجاع الزعامة الحريرية.
Related Posts