بزشكيان الإصلاحي رئيساً لإيران.. دعم المقاومة بوجه إسرائيل مستمر!.. ديانا غسطين

من جراحة القلب الى رئاسة الجمهورية الإيرانية انتقل مسعود بزشكيان على جناح ما يزيد عن السبعة عشر مليون صوتاً انهت زمن المحافظين واعادت الإصلاحيين الى السلطة، في عهد اختار الرئيس المنتخب ان تكون خلاله “يد الصداقة ممدودة للجميع”. 

فمن هو مسعود بزشكيان وماذا يعني وصوله ليكون الرجل الثاني في ايران؟

هو طبيب القلب الذي دخل المعترك السياسي نائباً لوزير الصحة في حكومة محمد خاتمي عام ١٩٩٧، ليتولى بنفسه وزارة الصحة في الفترة الممتدة من ٢٠٠١ الى ٢٠٠٥. وقد انتخب نائباً عن تبريز لخمس دورات كما شغل منصب النائب الأول لرئيس مجلس النواب الإيراني من سنة ٢٠١٦ الى سنة ٢٠٢٠.

وعرف بزشكيان بدعمه الكامل للحرس الثوري الإيراني واعتباره الولايات المتحدة الأميركية إرهابية، غير انه دأب في مرات عديدة على انتقاد طريقة تعاطي النظام مع المتظاهرين.

الى ذلك، من الطبيعي ان بزشكيان سيتولى مهمة تنفيذ سياسة الدولة التي يرسم خطوطها العريضة المرشد العام للثورة آية الله السيد علي خامنئي الذي حدد في خطاب التهنئة خارطة الطريق للرئيس الجديد اذ اوصاه “بالاستمرار على نهج الرئيس الراحل ابراهيم رئيسي والعمل على تنمية البلد ورفاهية الشعب”.

كما سيشرف الرئيس العتيد على السياسات الاقتصادية ويعين اعضاء الحكومة. وفيما تعدّ صلاحياته محدودة نسبياً لا سيما لجهة القرارات الأمنية فإن السلطات المنوطة به يمكن ان تخضع لرقابة مجلس النواب.

في سياق متصل، تشير مصادر متابعة للملف الإيراني الى انه ورغم الغموض الذي لا يزال يلف سلوك بزشكيان الا ان وجوده في السلطة سيؤسس لمرحلة جديدة من العلاقات بين ايران والدول الغربية على قاعدة التخفيف من حدة المواجهة خاصة وان الجميع يشهد للرئيس المنتخب بمرونته.

وتلفت المصادر الى ان عاملين أساسيين ساهما في وصول المرشح الإصلاحي الى سدة الرئاسة الأول هو حاجة النظام الديني لوجه اصلاحي في هذه الفترة التي تمر بها المنطقة بتقلبات ستؤدي الى خلط اوراق سياسي وعسكري، اما الثاني فيتمثل بالوضع الاقتصادي والاجتماعي المتأزم في الداخل الايراني.

اذاً، يدرك مسعود بزشكيان ان امامه مهمة قد تكون شبه مستحيلة اذ سيتعين عليه السير بين الالغام لا سيما في التعاطي مع الملفات الخارجية بدءاً من الحرب في غزة والتي بدأت ترسم معالم شرق اوسط جديد خالٍ من الهيمنة الاسرائيلية مروراً بباقي دول المنطقة من لبنان الى سوريا والعراق، وصولاً الى اعادة بث الحياة في الاتفاق النووي مع اميركا والذي يعتمد احياء مفاعيل المفاوضات فيه على شخصية الرئيس الاميركي المقبل الذي ستكشف هويته في الخريف المقبل.

امام كل ما تقدم، يبدو ان جراح القلب الذي تمرّس في استخدام المبضع لمعالجة الشرايين المغلقة سيسير بخطى ثابتة نحو حلحلة الازمات التي تنتظره، من دون ان يحيد قيد انملة عن خط المقاومة ودعم وحدة الساحات، وهو الذي اكد في رسالته بالامس الى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ان “دعم الجمهورية الاسلامية الايرانية للمقاومة ضد الكيان الصهيوني سيستمر وبقوة”.

وهذا يؤكد ان المنطقة امام مشهدية جديدة ستبقي البوصلة مصوّبة نحو القضية الاساس “فلسطين”.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal