عندما تحدث رئيس تيار المردة سليمان فرنجية في ذكرى ١٣ حزيران عن القوي في طائفته قائلا: “إذا أردنا أن نتحدث بمنطق الرئيس ميشال عون بأن يكون رئيس الجمهورية هو القوي في طائفته فإن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع هو الأقوى مسيحيا وبالتالي فهو المرشح الطبيعي للرئاسة”، سارع حينذاك نواب الجمهورية القوية الى الاشادة بمواقفه والثناء عليه، ما كشف نوايا مبيتة لدى القوات برغبتها بترشيح جعجع رغم تمنعها عن إعلان ذلك.
ليل أمس الأول، وخلال برنامج “وهلق شو” مع الزميل جورج صليبي على قناة الجديد، نجح النائب أسعد درغام في إستدراج زميله النائب فادي كرم للاعلان رسميا عن رغبة القوات بترشيح رئيسها سمير جعجع الى رئاسة الجمهورية حيث أسهب كرم في الحديث عن مزايا الحكيم القوي في طائفته الذي يجب أن تلتف حوله المعارضة السيادية والقوى المسيحية لتأمين وصوله الى قصر بعبدا.
إعلان كرم كشف الكثير الخفايا، لا سيما ما يتعلق بالسلبية المطلقة التي تتعاطى فيها القوات اللبنانية مع الاستحقاق الرئاسي، وعدم طرح أي مرشح جدي له، ورفض الحوار وتعطيله بالهجوم المباشر على رئيس مجلس النواب نبيه بري وإستفزازه ومحاولة ضرب صلاحيات الرئاسة الثانية، لأن أي حوار أو تشاور أو توافق يمكن أن يحصل، لن يفضي الى تسمية جعجع رئيسا، ومن شأنه أن يحرج القوات في حال إضطرت الى القبول بمرشح من الخيار الثالث أو الرابع أو توافقي.
تدرك القوات اللبنانية أن الظروف غير مهيأة اليوم لوصول رئيسها جعجع الى رئاسة الجمهورية، لذلك فهي تعمل تحت سلسلة من الشعارات لقطع الطريق على أي حوار أو توافق، بانتظار تبدل المناخات الاقليمية والدولية التي تسمح لها بطرح جعجع رئيسا.
لا شك في أن التوقعات التي يطلقها جعجع ونوابه يوميا حول حتمية توسع الحرب وإقدام إسرائيل على تدمير لبنان، هي أقرب الى التمنيات، كونها قد تساهم في إيجاد مناخ يسمح بإنتخاب جعجع على غرار ما حصل في العام ١٩٨٢ عندما إنتخب بشير الجميل رئيسا للجمهورية بالتزامن مع إجتياح إسرائيل لبنان وعاصمته بيروت.
ترى مصادر سياسية مواكبة أن طموح القوات في ايصال جعجع الى رئاسة الجمهورية مشروع، لكنه بعيد المنال، وبالتالي فإن المكابرة ورفض الحوار واستمرار التعطيل كل ذلك لن يجدي نفعا، خصوصا أن التطورات تتسارع في المنطقة على عكس ما تشتهي القوات ومحورها.
ويرى هؤلاء أن وصول جعجع الى الرئاسة يتطلب إنتصار إسرائيل على حماس في غزة، وإجتياح جيشها الصهيوني للبنان وإضعاف حزب الله، وإنتصار المحور الأميركي – الاسرائيلي في المنطقة، وتفكيك لبنان وإعادة بنائه بنفس أميركي، وهذا الأمر يكاد يكون مع التطورات الحاصلة ‘حلم إبليس في الجنة”، لذلك، فإن طموحات إيصال جعجع الى الرئاسة هي “سراب يحسبه الظمآن ماء!”..
Related Posts