عقد اللقاء الروحي في مدينة صور اجتماعه الدوري بتاريخ ٦/٧/٢٠٢٤ في مطرانية صور للروم الملكيين الكاثوليك، في حضور، مفتي صور وجبل عامل القاضي الشيخ حسن عبدالله، مفتي صور ومنطقتها الشيخ مدرار الحبال، راعي أبرشية صور وتوابعها للموارنة المطران شربل عبدالله، راعي أبرشية صور للروم الملكيين الكاثوليك المتروبوليت جورج اسكندر، ممثل متروبوليت صور وصيدا ومرجعيون للروم الأرثوذكس المطران إلياس كفوري الأب نقولا باصيل، النائب الرسولي لللاتين المطران سيزار أسايان، الأب جان يونس، الشيخ عصام كساب، الأب توفيق أبو مرعي، الشيخ عدنان الداود، والأب ماريوس خيرالله وأمين سر اللقاء الشيخ ربيع قبيسي.
توجه المجتمعون بالدعاء والصلاة لأجل حفظ لبنان وجنوبه، ورفع الظلم والمجازر في فلسطين المحتلة والعالم، وبعد تداول الموضوعات التي تتعلق بالشأن العام وما يخص أوضاع الناس، والشأن السياسي والاجتماعي والاقتصادي، أكد المجتمعون ضرورة الالتزام بالتوصيات الآتية:
أولاً: شجب المجتمعون الاعتداءات التي يقوم بها العدو الإسرائيلي على جنوب لبنان، وما يرتكبه من مجازر ودمار وتهجير داخل فلسطين المحتلة، مطالبين المجتمع الدولي القيام بدوره للوصول إلى ايقاف الحرب، وتحقيق العدالة الدولية.
ثانياً: توجّه المجتمعون بالتحية إلى الجنوبيين الصامدين في قراهم والمواطنين الذين أخرجوا قسراً من بيوتهم، طالبين من الدولة اللبنانية تحمّل المسؤولية تجاهم في ظلّ الظروف الصعبة التي تمر على بلدنا الحبيب لبنان.
ثالثاً: يؤكّد المجتمعون أهمية تطبيق القرار ١٧٠١ بما يضمن عودة النازحين إلى قراهم ومنع أي اعتداءات اسرائيليّة لاحقة، شاكرين قوات حفظ السلام العاملة في جنوب لبنان على تعاونهم مع الجيش اللبناني والقوى الأمنية لحفظ الإستقرار في جنوبنا الغالي، وعلى كل مبادراتهم الخيّرة تجاه المجتمع المحلي.
رابعاً: تمنى المجتمعون على الدولة اللبنانية وضع خطة متكاملة لعودة ميسرة للنازحين اللبنانيين إلى قراهم، وإعادة اعمار ما تهدم.
خامساً: أكّد المجتمعون ضرورة الإسراع إلى انتخاب رئيس للجمهورية وتلقف المبادرات الإيجابية لأجل استقامة المؤسسات الدّستوريّة، والقيام بمهامها تجاه المواطنين، طالبين من القيادات اللبنانية التحلي بلغة الحوار والحكمة في المواقف.
سادساً: رأى المجتمعون في زيارة أمين سرّ دولة الفاتيكان نيافة الكاردينال بيترو بارولين رعاية خاصّة من قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس للبنان والمنطقة، وهم يثمنون دوره في جهود إحلال السلام والإهتمام بالقضايا الإنسانيّة.
سابعاً: حثّ المجتمعون الأجهزة الأمنية العمل على حماية الإستقرار في الجنوب، والقيام بدورها من أجل حماية المواطنين من أي عمل مخل بالآداب والنظام العام.
ثامناً: رحّب المجتمعون بإجراء الإمتحانات الرسميّة للشهادة الثانويّة العامّة على صعيد لبنان، بالرغم من المخاطر الأمنية والإعتداءات الإسرائيليّة، كما ثمّنوا المواقف الإيجابيّة للطلاب الجنوب الذين أصرّوا على تقديم الإمتحان الرسمي.
في الختام إستضاف اللقاء سعادة السفير البابوي في لبنان المونسنيور باولو بورجيا، قائد قوات اليونيفيل اللواء ألاردو لازارو، قائد جنوب الليطاني العميد الركن ادغار لاوندوس، قائد القطاع الغربي في اليونيفيل العميد انريكو فونتانا.
حيث تحدث المطران جورج إسكندر مرحباً بالحضور، ومما جاء في كلمته:
بدايةً أرحّب بكم في هذه الدار التي حَملتْ منذ تأسيسها بشرى السيد المسيح والرسلِ الأولين الذين وطأت أقدامُهم هذه الأرض المقدسة، حاملين بشارة الخلاص وقيمَ المحبةِ والتسامحِ والأخوّةِ بين الناس. إلى جانبِ هذه الرسالة الروحية ساهمت كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك مع أبناءِ الطوائفِ الأخرى في حملِ المسؤوليةِ الوطنية والاجتماعية، والتأكيدِ على مبدأِ العيشِ المشترك وقبولِ الاختلاف ونَبذِ الفِرْقَةِ والتعصُّبِ وهي من الثوابت التي نادى بها الكرسي الرسولي منذ بدءِ الأزمة اللبنانية في العام 1975، وفي هذا الإطار نتمسك اليوم مجدداً بمبادئَ الوثيقةِ التي أعلنها قداسةُ البابا فرنسيس مع شيخِ الأزهر في الإمارات العربية، حيثُ يسودُ جوٌ من التفاهُمِ والألفةِ والتآخي بين أبناءِ الطوائفِ جميعًا في مدينةِ صور ومحيطِها.
واليومَ أشكرُ باسمِ أصحابِ السماحةِ والسيادةِ وباسمي الشخصي سعادةَ السفيرِ البابوي على هذه المشاركة للاطلاع عن كثب على أوضاعِ المنطقةِ والتأكيدِ معنا على هذه المبادئِ الروحيةِ والإنسانية التي أعلَنها قداسةُ الحبرِ الاعظم وتُتابِعُهَا الكنيسةُ في هذه الظروفِ الصعبة التي يمر بها لبنان. وما زيارة أمين سر الفاتيكان الكاردينال بياترو بارولين إلى لبنان إلا محاولة جديدة لدعم هذا الوطن من خلال توحيد الصفوف وإيجاد صيغة مقبولة لوقف الحرب والذهاب إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
إننا نؤكِّدُ يا صاحبَ السعادة أمامَكُمْ اليومَ على الجهود التي نبذلها مع أصحابِ السماحةِ والسيادةِ في دعمِ وحدَتِنا الوطنية وعلى التحلي بروحِ التعاونِ بينَ المسؤولينَ الروحيين والزمنيين من خلالِ اللقاءاتِ الشهرية بيننا والعمل سويًا على نشر رسالة التآخي بين اللبنانيين ومعالجةِ المشاكل الاجتماعيةِ والصحية والتربوية التي نشأتْ في أعقابِ الحربِ القائمةِ على حدودِنا الجنوبية. إن مسألةَ النازحين من قُرانا على اختلاف انتماءاتهم وما أصابَها من قَتلٍ ودمار هي الهمُّ الأكبُر الذي يتطلَّبُ مِنَّا بَذلَ الجهودِ الحثيثة لإيجادِ المأوى وسد الاحتياجات المعيشية للفئاتِ الفقيرة والمهمشة بشكلٍ خاص، والتي تُعاني الكثير من الألمِ والعَوَزِ في الظروفِ الاقتصاديةِ الصعبة التي أصابت لبنان والشعب اللبناني بكلِّ فِئاتِه.
إنَّنا نَرفعُ الصوتَ بواسِطَتِكُم إلى المحافلِ الدولية على أعلى المستويات للعملِ على وقفِ العدوانِ الإسرائيلي على أرضنا والذهابِ إلى تطبيقِ القراراتِ الدولية وفي طليعتها القرار 1701 وكذلك وقف الحرب في قطاع غزة وما لحق بالمدنيين هناك من قتل ودمار باعتمادِ لُغَةِ الحوار للوصول الى سلامٍ عادلٍ يُحَقِّقُ الأمنَ والازدهارَ والحقوق المشروعة لشعوبِ المِنطقة. وفي هذا المجال، لا يَسعُنا إلا تقديمِ الشكرِ لقواتِ اليونيفل المنتشرة في الجنوب على الدورِ الذي أوكلَتْهُ إليها الأممُ المتحدة في حفظِ الأمنِ ونشرِ السلامِ ومساعدةِ السكانِ من خلالِ تقديمِ الخدماتِ الاجتماعيةِ والصحيةِ والتربويةِ لهم في ظلِّ المخاطرِ والصعوباتِ التي نواجِهُهَا في الظروفِ الحالية. كما لا يُمكِنُنَا إغفالُ جهودِ الجيشِ اللبناني الباسِلِ الذي يضطلعُ بدورٍ حيويٍّ في حمايةِ الوطنِ والدفاعِ عن سيادتهِ وتقديمِ الدعمِ اللازمِ للمواطنين في الأوقاتِ الحرجةِ. إنَّ تضحياتِ رجالِ الجيشِ وشجاعتَهم تُمثِّلُ الدعامةَ الأساسيةَ لاستقرارِ لبنانَ وأمنِهِ، وهم الجُنودُ الأوفياءُ الذين يُحافِظونَ على كرامةِ الوطنِ وعزةِ شعبِهِ.
إنَّنا نَعْتَبِرُ زيارتَكُم اليومَ يا صاحبَ السعادة ذاتَ دلالاتٍ عميقة لأنها تُجَسِّدُ محبةَ الفاتيكان لهذا الوطن والوقوفَ إلى جانِبِ الحقِّ والسلامِ ورفضِ لغةِ الحربِ ودعمِ صيغةِ الوحدةِ الوطنيةِ لكي يستمرَّ لبنان، كما قالَ عنه قداسة البابا يوحنا بولس الثاني: ” لبنان أكثرُ من وطن، إنه رسالةٌ في هذا الشرقِ وأمامَ العالمِ أجمع”.
السفير البابوي:
بعدها تحدث سعادة السفير البابوي، حاملاً تحيات قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس إلى اللبنانيين، وأهالي الجنوب في ظل الظروف التي تمر على هذه المنطقة، وأكد على الإيمان الذي يساعد في نشر الأخوة والإنسانية المشتركة، من أجل إحلال السلام والمحبة، وقال الأهم هو الإيمان بالله وإكرامه ودعوة جميع البشر إلى الإيمان بأن هذا الكون يعتمد على الله الذي يديره، وأنه خالق كل شيئ وخالق الكل، يريدنا أن نعيش كإخوة وأخوات، يسكنون بيت الخليقة المشتركة الذي أعطانا، وختم بالقول: معاً كقادة روحيين وذوي إرادة صالحة، يمكننا العمل من أجل الأخوّة والسلام، ومن خلال السعي إلى الخروج من الأنماط والتحاليل المحض بشريّة، أو سياسية للدخول في منطق متسام وروحي، في منطق الله الذي هو رحمة ومحبة وغفران واحترام، المنطق الذي هو القاعدة الحقيقية للعيش الإنساني معاً، بحسب مشروع الخالق. ليمنحنا الرب بركته والحياة إلى الأبد.
وفي الختام انتقل الجميع للمشاركة في لقمة محبة على مائدة المطرانية
Related Posts