على مراحل جاءت التوضيحات حول كلام البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي وصف فيه المقاومة بالإرهاب، وأدى الى إنزعاج كبير من قبل الثنائي الشيعي، دفع برئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب الى مقاطعة لقاء المرجعيات الروحية في بكركي على شرف أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين الذي تشير المعلومات أنه غادر من مستاء مع تعاطي الموارنة فيما بينهم في الاستحقاق الرئاسي وتعاطي رأس الكنيسة المارونية مع المكونات اللبنانية بما يفقد بكركي الصفة الجامعة.
التوضيح الأول جاء من رئيس المركز الكاثوليكي للاعلام الأب عبدو أبو كسم الذي أكد أن الراعي لم يقصد المقاومة ضد إسرائيل في كلامه، ثم بادر النائب فريد الخازن الى نقل كلام مماثل عن البطريرك، إلا أن هذين التوضيحين لم يفيا بالغرض، حيث إستمر الانزعاج الشيعي خصوصا أن كلام الراعي كان واضحا بالصوت والصورة والمضمون.
الى أن أطل أمس أمين سر الصرح البطريركي وليد غياض عبر الجديد، ليقدم شرحا مفصلا حول موقف الراعي من المقاومة، مؤكدا أنه “لا يمكن أن يصفها بالإرهاب، كاشفا أن أحد سفراء الدول الكبرى طلب منه إطلاق صفة الإرهاب على حزب الله لكنه رفض بشكل قاطع”، مشددا على أن “الحزب هو مكون لبناني يقدم التضحيات ويشارك في الحكم سواء في مجلس النواب أو في الحكومة، وله حضوره وجمهوره على مساحة الوطن”، لافتا الى أن “ثمة لجنة حوار بين بكركي وحزب الله، ولو كان الراعي يعتبر الحزب إرهابيا لما دخل في حوار معه لأنه لا يمكن أن يحاور إرهابيين”.
وزاد غياض من الشعر التوضيحي بيتا، حيث أثنى على “صمود أهل الجنوب وعلى تضحيات المقاومة موجها التحية لشهدائها”.
وإذ أشارت معلومات الى أن من طلب من الراعي إطلاق صفة الإرهابي على حزب الله هي السفيرة الأميركية السابقة في لبنان كونيللي، أشارت مصادر الى أن ما قاله غياض يعتبر توضيحا كافيا ووافيا خصوصا أنه أمين سر الصرح ويتحدث بإسم البطريرك الراعي.
اللافت، أن حزب الله ما يزال يتحصن بالصمت حيال التوضيحات التي جاءت من بكركي لا سيما من غياض، في حين أشارت معلومات الى أن جهودا تنصب من أجل إيجاد المخارج المناسبة لإعادة المياه الى مجاريها بين بكركي والمقاومة.
إذا، فقد قام غياض بمهمة التوضيح التي جاءت منطقية، والتي أوحت بأنه إذا كان البطريرك الراعي قد قصد كلامه وأخطأ في ذلك، فإن التراجع عن الخطأ فضيلة، واذا كان عن غير قصد فإن ما قاله غياض قد يكون كافيا، بإنتظار تفعيل لجنة الحوار المنبثقة عن الصرح والحزب بإضافة مطران أو أكثر إليها أحدهم مقرب من الراعي، الأمر الذي من شأنه أن يساهم في تقريب وجهات النظر أكثر بين الطرفين.
وتزامن موقف بكركي عبر غياض مع إعلان الجامعة العربية إزالة إسم حزب الله عن لوائح الإرهاب، الأمر الذي من شأنه أن يُحرج قوى المعارضة التي تؤكد في كل مرة أن موقفها من الحزب يأتي منسجما مع الموقف العربي الذي إنقلب رأسا على عقب قبل أيام، ما جعل مواقع التواصل الاجتماعي ساحة للانتقادات اللاذعة بعضها لموقف بكركي، وبعضها الآخر لمواقف نواب المعارضة الذين يتبنون الرواية الاسرائيلية، ولعل أبرز هذه الانتقادات كانت للنائب السابق فارس سعيد الذي أعلن عن إجتماع للقاء سيدة الجبل سيعقد اليوم للبحث في موقف الجامعة العربية بإزالة إسم الحزب عن لائحة الإرهاب، حيث وصفت إحدى المغردات الاجتماع بأنه “يشبه إجتماع وجهاء أم الطنافس في مسلسل ضيعة ضايعة للبحث في خلاف المختار عبدالسلام بيسة وسلنغو على المخترة!!..
Related Posts