اقترب اليمين المتطرف في فرنسا من فرصة تشكيل الحكومة، مع تقدم حزب التجمع الوطني المناهض للمهاجرين في استطلاعات الرأي قبيل الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية المبكرة التي انطلقت اليوم الأحد
وفاجأ الرئيس إيمانويل ماكرون البلاد عندما دعا إلى انتخابات مبكرة بعد أن تفوق حزب التجمع الوطني بزعامة مارين لوبان على ائتلاف تيار الوسط المنتمي إليه ماكرون في الانتخابات الأوروبية هذا الشهر.
ومن شأن تحقيق حزب التجمع الوطني انتصاراً صريحاً في الانتخابات البرلمانية الفرنسية أن يثير حالة من الضبابية حيال موقف فرنسا من الحرب الروسية الأوكرانية. ولدى لوبان تاريخ من الآراء المؤيدة لروسيا، وبينما يقول الحزب الآن إنه سيساعد أوكرانيا في الدفاع عن نفسها ضد الغزاة الروس، فقد وضع أيضاً خطوطاً حمراء مثل رفض تزويد كييف بصواريخ بعيدة المدى.
ويمكن انتخاب المرشحين في الجولة الأولى إذا فازوا بالأغلبية المطلقة من الأصوات في دائرتهم الانتخابية، لكن هذا أمر نادر.
وستحتاج معظم الدوائر الانتخابية إلى جولة ثانية تضم جميع المرشحين الذين حصلوا على أصوات ما لا يقلّ عن 12.5 بالمائة من الناخبين المسجلين في الجولة الأولى. ويفوز من يحصل على أعلى عدد من الأصوات.
لبنان على خطّ الانتخابات
وكانت قد انطلقت عند الثامنة من صباح اليوم عملية الاقتراع في السفارة الفرنسية للدورة الاولى للانتخابات النيابية الفرنسية التي يتنافس فيها نحو577 نائبا، فيما يندرج لبنان ضمن دائرة 10 التي تضم نحو 40 بلدا في الشرق الأوسط وافريقيا حيث يتنافس نحو12 مرشحا ومرشحة ومن ضمنهم مرشحان من أصل لبناني هما لوكا لمع وعلي حجيج.
واعلن القنصل بوشار انه تم تخصيص موقعين للاقتراع في لبنان للدورة الأولى للانتخابات النيابية الفرنسية التي تتم بدورتها الأولى اليوم اما الدورة الثانية فستكون يوم الأحد في ٧ تموز المقبل.
أضاف: “قد خصصنا 8 مراكز للاقتراع، 3 في السفارة الفرنسية و 5 في مدرسة ليسيه الفرنسية الكبرى، لاستقبال العدد الأكبر من الناخبين المسجلين على اللوائح الانتخابية التي،تضم نحو 19 الف ناخب، ونتمنى بأن تكون المشاركة جيدة.
وأشار ردا على سؤال إلى ان “نسبة المشاركة هذه المرة توازي تقريبا نسبة المشاركة في الانتخابات النيابية في العام 2022 مع العلم بأنه اعطي الناخبون هذه المرة امكانية التصويت الالكتروني، الذي فتح عند الواحدة من بعد ظهر الثلاثاء الماضي حتى الواحدة من بعد ظهر الخميس الماضي، وكانت هناك مشاركة قوية بالتصويت عبر الإنترنت”.
وردا على سؤال قال: “ان نسبة المشاركة المنتظرة في فرنسا ستكون نحو 60 بالمئة، وهذه نسبة تقديرية، ونحن نعرف بأن الناخبين الفرنسيين في لبنان ينتخبون بشكل أقل من الناخبين في فرنسا، لذا نرجح بأن تتراوح نسبة المشاركة بين 40 و50 بالمئة في لبنان. وسنحصل على النتائج هذا المساء، وستعلن النتائج في فرنسا من قبل وزارة الداخلية في وسائل الإعلام عند الثامنة مساء، ولكن نتائج هذه الدائرة لن تعلن قبل الاثنين او الثلاثاء المقبلين”.
واعلن انه “سيتم انتخاب نحو 577 نائبا وهذا يعني بأن هناك نحو577 دائرة مختلفة، ويندرج لبنان ضمن الدائرة العاشرة وهي تشمل نحو 40 بلدا في الشرق الأوسط وأفريقيا الشرقية ويتنافس حيث نحو 12 مرشحا”.
وأوضح ردا على سؤال بأن “لبنان يحتل أهمية كبيرة في الدائرة العاشرة، اذ يضم اقل من 20 الف ناخب تقريبا من ضمن أقل من 110 آلاف ناخب، لذلك فأن فرنسيي لبنان يشكلون جزءا من أكبر المجموعات في الدائرة مع فرنسيي دبي ومدغشقر”.
ماذا بعد انتهاء التصويت!
يشار إلى أنّ التصويت في الجولة الأولى من المتوقع أن ينتهي في الثامنة مساء، وهو التوقيت الذي ستنشر فيه مراكز استطلاعات الرأي التوقعات على مستوى البلاد استنادا إلى فرز جزئي للأصوات. وعادة ما تكون هذه التوقعات موثوق بها.
وتبدأ النتائج الرسمية في الظهور تدريجيا بدءا من الثامنة مساء. وعادة ما يتسم فرز الأصوات بالسرعة والكفاءة، ويُعلن الفائزون بجميع المقاعد، أو جميعها تقريبا، في نهاية اليوم.
وللمرة الأولى في تاريخ فرنسا بعد الحرب، قد يفوز اليمين المتطرف حسبما تظهر استطلاعات الرأي، ومن المتوقع أن يفوز ائتلاف من تيار اليسار بثاني أكبر عدد من المقاعد وأن يحل ثالثا ائتلاف ينتمي للوسط بقيادة الرئيس إيمانويل ماكرون.
ولتحقيق الأغلبية المطلقة يلزم الفوز بما لا يقل عن 289 مقعدا.
وربما يشكل حزب التجمع الوطني، الذي تنتمي إليه مارين لوبان، حكومة أقلية إذا فاز بأكبر عدد من المقاعد من دون تحقيق الأغلبية، لكن زعيم الحزب جوردان بارديلا (28 عاما) قال إنه يسعى لأغلبية مطلقة وإلا لن يستطيع تنفيذ إصلاحات.
فيما سيتعين على الرئيس الفرنسي إيمانيول ماكرون التعامل مع البرلمان الجديد لعام واحد على الأقل يمكنه بعده الدعوة إلى انتخابات مبكرة أخرى.
Related Posts