لم تَحُل الروح القُدُس يوم امس على لبنان بما يُريح الوطن المعذب وينتشله من هاوية السقوط الوجودي… إذ لعلمها ما في الضمائر والنوايا تخلت عن معظم الزائرين سَيان أَكانوا راغبين او مستنكفين..
اتى لقاء الصرح البطريركي في بكركي مع امين سر حاضرة الفاتيكان بياترو بارولين منقوصآ.. خلفية غياب ركنان من القيادة السياسية المارونية رئيسي حزبي القوات اللبنانية سمير جعجع والكتائب سامي الجميل.. كما لم تكن القمة الروحية شاملة نتاج مقاطعة نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب..
في العقيدة المسيحية احد اقانيم الثالوث روح الله الذي يرشد البشر ويكون دليلاً لهم ومن اشعياء النبي سردية عن الروح القُدُس: «وَيَحُلُّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ، رُوحُ الْحِكْمَةِ وَالْفَهْمِ، رُوحُ الْمَشُورَةِ وَالْقُوَّةِ، رُوحُ الْمَعْرِفَةِ والعلم وَمَخَافَةِ الرَّبَِّ» 2-11. وفي صلاة المؤمن هي تُوَجه تُنقذ وتُساعد..!
في الجمع المسيحي الوطني كثيرُ بُعدٍ عن إيمان وغفران من كُثُر ساسة، فما نطق به اشعياء إما عن تجاهل او لضعف تفضيل دنيا عن دين، ام عيب المام بثقافة لاهوتية..! كلا الحالين مصيبة على المسيحيين تخصيصآ واللبنانيين عامة.. أنى لهؤلاء بعض حكمة نيرَّة وقليل مشورة طالما الرجاء انغماس في مصالح شخصية مُتع جني مال وترسيخ سلطة.. وفي الاسلام للروح القدس شأن عظيم وله آيات عديدة.. انه الملكُ جبريل عليه السلام؛ مبشرآ العذراء مريم بالمسيح الفادي ﴿فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا.”..
في التأملات وجد اللبنانيون وجدآ كما حزنآ ادركهم، في كل مناسبة وطنية معضلة ولكل استحقاق مشكلة، مراوحة ثابتة في الأذهان، فقدان روح جامعة مع عقم قدرة على تفكر لاستنباط حلول وإن عُلِق الدستور..! رغبة الانقسام لم تعد خافية مبطنة، اذ باتت شريحة تنادي بها مطلبآ وإن على حياء تبرير، فيما آخرين يرفضون اطفاء جذوة وحدة صارت سرابآ، اهتزت من عفن أداء وضلال سواء من حكم
ام معارضة..
تاليآ؛ في تبدياتها السياسية والاجتماعية تتطلب المسائل اللبنانية التاريخية ان لم نقل المعضلات منهجية مختلفة، ارادة تغيير صلبة تضع الروح القدوس في القلوب، تبعد شعارات غلفت بالأناجيل وعلقت على المذاهب في سلبياتها احراق جسور التواصل والتلاقي سلب قناعات اهل البلد الواحد، ابتداع ثقافتين من مصدر عدو واحد، بدع غير عقلانية بالمطلق، سؤال عن انتماء لمباهج حياة
ام موت في نضال ..؟ ثم ان تصنيف الكم (العددي) والنوع (المذهبي) يحتمل مساواة مستوجبة وطنيآ غير مرتجلة دون منَِّة، تطبيق بعيد عن وهم تسلط وإن ساد تباعآ زمانآ..! بين الكيفية والكمية نسبة غير مستفزة طالما الاجماع موقع على بياض نفي شبهة إنكار تعايش هو صنو تمام اكتمال مجتمع مرتجى مِن روح الحق روح المسيح السخية..!
الكاتب: العميد منذر الأيوبي
عميد متقاعد كاتِب وباحث
Related Posts