الكاردينال بارولين.. إنتظرها من الثنائي المسيحي فجاءته من الراعي!!.. غسان ريفي

لم يكن أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين يتوقع تحقيق نتائج إيجابية في الملف الرئاسي خلال جولته اللبنانية، لذلك فقد حرص لدى وصوله الى تقديم العنوان الرعوي على الملف السياسي، قناعة منه بأن ما لم تستطع المجموعة الخماسية تحقيقه على مدار سنة وثمانية أشهر لن تتمكن الحاضرة البابوية من إختراقه في يومين.

لكن ما لم يتوقعه الكاردينال الضيف، هو أن تؤدي تصريحات رأس الكنيسة المارونية البطريرك بشارة الراعي الذي وصف فيها المقاومة ضد إسرائيل بالارهاب الى توتير الأجواء الطائفية في البلد بشكل دفع نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب الى مقاطعة اللقاء الذي دعا اليه الراعي في بكركي على شرف المبعوث البابوي.

لا شك في أن ما ساقه الراعي في عظة الأحد حول مهام الرئيس الجديد ومنها “وقف الهجمات الارهابية عبر الحدود التي تزعزع أمن المنطقة”، هو خطأ غير مبرر ويطرح سلسلة تساؤلات لجهة:

هل يفتش البطريرك الراعي عن زعامة شعبية باطلاق شعارات ومواقف شعبوية يستطيع من خلالها إستمالة الشارع المسيحي؟ أم أن في عظة الأحد الفائت كان دور القوات اللبنانية لإرضائها بموقف بطريركي على حساب سائر مكونات الوطن؟، وكيف يستطيع البطريرك الراعي أن يجمع بين كل هذه التناقضات من زيارة صور وإستقباله بالأرز والورود ودعوته أهلها للصمود ومقاومة العدو، الى حديثه عن ثقافة الموت التي تنتهجها المقاومة، الى مطالبته المجتمع الدولي الاعتراف بحق المقاومة، الى وصف هذه المقاومة بالارهاب؟، ولماذا لم يضع الراعي في حساباته زيارة الضيف البابوي وضرورة إنجاحها بتأمين الاحتضان الوطني الكامل لها؟، وهل ما قام به كان موجها ضد يارولين نفسه لإنهاء زيارته قبل أن تبدأ، خصوصا أن كثيرا من التسريبات تحدثت عن عدم رضى فاتيكاني عن آداء الراعي، الذي بدل من أن يلقي عظة كل أسبوع تصب في مصلحة فريق مسيحي، فليعمل على جمع كل الأطراف المسيحية وتحديد المسؤوليات في حال أخفق في ذلك، خصوصا أن الحفاظ على المسيحيين في لبنان يتطلب موقفا حاسما وليس لعب على تناقضات وممارسة محاباة تارة هنا وتارة هناك؟.

لا شك في أن غياب الشيخ علي الخطيب عن لقاء بكركي كان له تأثيرا سلبيا جدا، خصوصا مع ترافق ذلك بإعلان المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى عن مقاطعته بكركي ونشاطاتها بالكامل، مستغربا عبر بعض المقربين منه المواقف غير المبررة من البطريرك الراعي الذي يشير البعض الى أنه “أخطأ في حرف الجر حيث كان حريّ به أن يستخدم عبارة “لمنع الارهاب على لبنان وليس من لبنان”، لكن الراعي لم يستدرك ولم يوضح بالرغم من الاتصالات العديدة التي وردته في هذا الاطار، ما يشير الى أن ما جاء في عظته كان مقصودا وعن سابق تصور وتصميم، ومن شأنه أن يضاعف من التوتر الداخلي في وقت يمارس فيه العدو الاسرائيلي جرائمه وعدوانه بحق اللبنانيين في الجنوب ولا سيما في القرى الحدودية.

لا شك في أن لقاء بكركي تكهرب بموقف الراعي من المقاومة، وبغياب الشيخ الخطيب وبعدم مشاركة رئيس حزب القوات سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل اللذين أرسلا ممثلين عنهما، ما ترك إنطباعا سيئا لدى الكاردينال بارولين حول الواقع المسيحي في لبنان مع عدم قدرة السلطة الدينية على جمع مكوناته المختلفة فيما بينها والمنقسمة على خيار إنتخاب الرئيس المسيحي الأوحد في هذا الشرق، وحول الخصومات الوطنية والطائفية التي تخلفها مواقف الراعي غير المتوازنة والتي تضاعف من الشرخ الطائفي الأمر الذي يتعارض مع نظرة الفاتيكان الى وطن الرسالة..


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal