الحاج حسن: الطريق الوحيدة لمن يريد الهدوء في المنطقة هي وقف العدوان على غزة

 أكد رئيس تكتل بعلبك الهرمل النائب الدكتور حسين الحاج حسن أن “العدو يعاني من عجز عن تحقيق الأهداف التي أعلنها، بعد حوالي 256 يوماً على عملية طوفان الأقصى، فقد قال الناطق العسكري باسم الجيش الصهيوني قبل أيام: “يستحيل القضاء على حماس”، محاولا تبرير العجز عن تحقيق هذا الهدف، بعد إلقاء عشرات آلاف الأطنان من الصواريخ والقذائف، وبعد التجويع والحصار والقتل ومجازر الإبادة الجماعية، وقال أيضاً: “لا يمكن استعادة الأسرى من دون صفقة”، وهذا إقرار آخر بالفشل. وبدوره يشتكي نتنياهو من أن الأميركيين لم يزودوه بالسلاح والذخيرة التي يريدها، وكذلك هذا تصريح لتبرير الفشل، فالإدارة الأميركية زودت العدو بكل أنواع القنابل الكبيرة والصغيرة وبالطائرات والآليات والعتاد والذخائر عبر جسر جوي مفتوح وحاملات الطائرات والسفن والأساطيل، فتحوا مخازنهم له، وقدموا 35 مليار دولار دعما للعدو الصهيوني وعدوانه”. 

جاء ذلك خلال لقاء سياسي نظمه”حزب الله” في قاعة مركز الإمام الخميني الثقافي في بعلبك، بحضور رئيس بلدية بعلبك بالتكليف مصطفى الشل، رئيس مركز بعلبك الإقليمي في الدفاع المدني بلال رعد، وفاعليات بلدية واختيارية وسياسية وثقافية واجتماعية.

وأشار إلى أنه “في مقابل الفشل العسكري الصهيوني، حققت المقاومة المزيد من الثبات والمزيد من العمليات النوعية، وفي كل يوم يتحدث العدو عن حدث أمني صعب في رفح، وهو يعترف بجزء من خسائره. إسرائيل قالت في بداية الحرب لدى حماس 24 كتيبة، قضينا على 20 منها، وبقيت 4 كتائب في رفح، وعندما استمرت عمليات المقاومة في غزة وجباليا وحي الزيتون والشيخ رضوان وغيرها، كان تبرير العدو بأن حماس استطاعت ترميم قدراتها. المقاومة في غزة مستمرة والعدو الصهيوني يقر بالفشل”.

وتابع: “على المستوى السياسي هناك انقسام إسرائيلي غير مسبوق، صقور الحرب تفككت، وكلام المعارضة عن نتنياهو قاس جدا، ويتحدثون عن الدمار والإنهيار، وهناك انقسام حول تجنيد الحريدين، وخلافات سياسية بين نتنياهو وبايدن. بالمقابل في محور المقاومة ثبات سياسي، وانسجام بين كل فصائل المقاومة في فلسطين ولبنان ودول محور المقاومة”.

وأردف: “على المستوى المعنوي، يتكتم العدو على قتلاه، ويشيعهم بالخفاء، بينما في قطاع غزة يتم تشييع الشهداء تحت القصف، ويخرج الرجال والنساء والأطفال من تحت الأنقاض، يرفعون شارة النصر ويعلنون ثباتهم على خيار المقاومة، وكذلك الأمر في لبنان نشيع شهداءنا بفخر واعتزاز. وعلى المستوى الاقتصادي خسائر كبيرة في الصناعة والزراعة والسياحة في شمال فلسطين، وبعض الشركات في حيفا بدأت تفكر بالرحيل، ناهيك عن التأثير الكبير على اقتصاد العدو بفعل عمليات اليمن في البحر الأحمر”.

وقال: “كان العدو يتباهى بتفوقه على المستوى التكنولوجي، لقد استطاعت المقاومة أن تتفوق في بعض الميادين والمسائل على تكنولوجيا العدو، وان تخترقها وتحقق العديد من الإنجازات. فليشرح لنا العدو قصة الهدهد التي كشفت لنا بعض ما توصل إليه، ناهيك عن الصواريخ المزودة بالكاميرات، والتفوق الاستخباراتي”.

وأعلن “نحني الهامات للصمود الأسطوري في غزة، هناك إعجاز برعاية من رب العالمين، وهناك إيمان وثبات من عباد الله. رغم كل هذا الدمار والقتل والتجويع والحصار، الشعب الفلسطيني صامد، والمقاومة الفلسطينية صامدة، ما يجري في غزة هو إعجاز بفعل الإيمان بالله، والتوكل على الله، والخيار الحاسم باتباع درب المقاومة والثبات والصدق، فكل التحايا لفلسطين وشعبها، وخصوصاً لغزة وأهلها ومقاومتها، فغزة اليوم هي العنوان”.

ورأى الحاج حسن أن “العدو مأزوم، هو يعرف أنه إذا أكمل الحرب سيعاني من حرب استنزاف تكبده خسائر يومية، شبيهة بتجربة جنوب لبنان قبل عام 2000، وقبل أيام كان أمام مشهدية القتلى الثمانية في ناقلة الجند، إذا أكمل الحرب فإنه سيستنزف، والمقاومة جاهزة لمعركة استنزاف طويلة، وإذا أوقف الحرب دون تحقيق أهداف، فإن ذلك إعلان هزيمة. والمقاومة ما زالت صامدة وقادرة ومقتدرة وثابتة على مطالبها بوقف إطلاق النار والإنسحاب من غزة بضمانات، فضلاً عن إعادة الإعمار وإدخال المساعدات وتحرير الأسرى”.

ولفت إلى”اعتراف 148 دولة بدولة فلسطين، من بينها 5 دول أوروبية، وكان لطلاب وأساتذة الجامعات الموقف الداعم لغزة وفلسطين، والذي يدين العدوان والإجرام الصهيوني، وخاصة في الولايات المتحدة الأميركية، وهذا تطور كبير، وقد وجه لهم الإمام الخامنئي رسالة بأنهم اختاروا الجانب الصحيح من التاريخ”.

وأوضح بأن “عمليات المقاومة في لبنان بدأت في 8 تشرين الأول 2023، وكان العنوان إسناد غزة من خلال إشغال الجيش الإسرائيلي، ودليلنا بأن الهدف تحقق من أسناد غزة هو كثرة العويل والصراخ الإسرائيلي. عدد العمليات كبير في شمال فلسطين، ولكن العدو لا يعترف بقتلاه وخسائره، دبابات تحترق، وصواريخ بركان تدمر المواقع العسكرية والمستوطنات، وهناك عدد كبير من النازحين من شمال فلسطين، والاقتصاد انهار، والجيش الصهيوني اضطر إلى إخلاء مواقعه والاختباء حولها، والمقاومة تلاحقه إلى حيث يتواجد، وموقع عرب العرامشة من الشواهد، فقد اضطر العدو إلى الإعتراف بعدد من قتلاه وجرحاه، وقواعد ميرون وصفد وعكا قصفت عدة مرات، والإنجاز الأكبر التفوق التكنولوجي للمقاومة في ما صورته مسيرات المقاومة، وبالمسيرات الإنقضاضية، أو بالمسيرات التي تقصف الهدف ثم تعود إلى مواقعها سالمة، وبالدفاع الجوي الذي أسقط مسيرات تعتبر فخر الصناعات الإسرائيلية”.

وأكد أن “المقاومة في لبنان عازمة على مواصلة إسناد المقاومة والشعب في غزة، وماضية في إسناد المقاومة والشعب في غزة، والطريق الوحيدة لمن يريد هدوءا في المنطقة كلها هي وقف العدوان على غزة، هذا الموقف أعلنه اليمنيون والعراقيون، ويعلنه الكثير من اللبنانيين ومن ضمنهم المقاومة في لبنان، أما رسائل التهديد فالرد عليها بأنكم رأيتم بعض بأسنا وبعض أسلحتنا، والكلمة للميدان تقرره قيادة المقاومة وعلى رأسها قائدنا وسيدنا الأمين العام السيد حسن نصر الله حفظه الله، فإن قائد المقاومة وقيادتها يقررون تبعا للميدان والضرورات والتطورات الرد وحجمه ونوعه. وإذا كان هناك من حماقة قد يفكر بها العدو الصهيوني، فإن المقاومة جاهزة لكل الاحتمالات، ولديها العديد والعتاد والتكنولوجيا والامكانيات، وقد خبر العدو البعض منها وهناك الكثير من المفاجآت”.

ووجه الحاج حسن التحية إلى”بيئة المقاومة الصامدة، التي وصفها سيد المقاومة بعد الانتصار عام 2006 بأنها أشرف وأنبل وأكرم الناس، واليوم أشرف الناس هم في غزة والضفة ولبنان واليمن والعراق وسوريا والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وكل من يقف مع غزة. فالتحية المعطرة بكل مشاعر العرفان والإمتنان من المقاومة والمقاومين، إلى بيئة المقاومة، إلى المضحين بالأهل، بالآباء والأمهات، والأبناء والبنات، والأحفاد والحفيدات، والأخوة والأخوات، والمضحين بالأرزاق والبيوت والممتلكات وموارد العيش”.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal