افتتحت جمعية “الشوف للتنمية”، سلسلة المحاضرات التي تنظمها تحت عنوان “رجال الله”، بمحاضرة أقيمت في قاعة كنيسة مار جرجس في بلدة جدرا، تحدث فيها نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب، وحضرتها السيدة هناء هاشم ممثلة وزير العمل مصطفى بيرم، أحمد مهدي ممثلا النائب بلال عبدالله، الوزير السابق طارق الخطيب، الدكتور حمزة حمية ممثلا النائب السابق محمد الحجار، المدعي العام المالي القاضي علي ابراهيم، راعي أبرشية صيدا المارونية المطران مارون العمّار، عضو المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى الشيخ رئيف عبدالله، المستشار الاعلامي للعلامة الخطيب واصف عواضة، رئيس رابطة مخاتير الشوف محمد اسماعيل ومخاتير الاقليم، وكيل داخلية إقليم الخروب في الحزب التقدمي الاشتراكي ميلار السيد، مسؤول “حزب الله” في الجبل بلال داغر، مسؤول حركة “أمل” في الشوف حسين الحاج، المسؤول السياسي للجماعة الاسلامية في جبل لبنان الشيخ أحمد فواز، رئيس مجلس إنماء قضاء الشوف محمد الشامي، وفاعليات.
افتتحت المحاضرة بالنشيد الوطني، ثم ألقى رئيس بلدية جدرا المونسينيور جوزف القزي كلمة قال فيها: “لكي يبقى لبنان واحداً موحداً وعصياً على المؤامرات وعلى أعدائه، وفي مقدمتهم العدو الإسرائيلي ومخططاته، علينا جميعاً العمل كل في موقعه على تحصين الوحدة الوطنية، وبذل الجهود والمساعي على رأب الصدع في ظل هذا الإنقسام السياسي الحاصل لإنقاذ لبنان. وهنا يبرز الدور الوطني الجامع والكبير والمؤثر لـ “رجال الله في كل الطوائف اللبنانية للعمل على لم الشمل وتوحيد الإيرادات الوطنية، لإنقاذ لبنان وإنتظام عمل المؤسسات الدستورية بدءًا من إنتخاب رئيس جديد للجمهورية.”
جمعية الشوف للتنمية
وألقت الدكتورة دعد القزي كلمة جمعية الشوف للتنمية قالت فيها: “مبادئٌ رسّخها ابناءُ الشوف واقليم الخرّوب، بما تكتنزهُ هذه المنطقة بتنوّعها الثقافي والديني، مثالاً للبنان الموحّد، حيثُ كان ولا يزال منبتا للرجال، الرجال الذين كرّسوا حياتَهم لخدمة أهلهم وابناء وطنهم، فكانوا بحقٍ رجالَ الله. ومن هذا الصرح الديني، على رأسه المونسنيور جوزيف القزي، رئيس بلدية جدرا، الذي هو عنوانٌ للوحدة، والسبّاقُ دائما لاحتضان هذه الانشطة الثقافية الجامعة بين اللبنانيين، وتحتَ رعاية سيادة المطران مارون العمار راعي ابرشية صيدا المارونية، وهو امتدادٌ لاباء هذه الكنيسة، الذين كانوا الملاذ الآمن لابناء هذه المنطقة من دون تمييز او تفرقة”.
وختمت: “هذا الاقليمُ جمعَ في طيّاته شجاعةَ الرئيس كميل شمعون، وحكمةَ الزعيم كمال جنبلاط، ومحبةَ الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومنطلقَ الامام الصدر في عمله لرفع الحرمان عن اهل الجنوب والوطن من منزل الحاج ابو رضا الذي كرّسَ حياتَهُ لخدمة اهله، والمصالحةِ التاريخية التي ارساها البطريرك الكبير مار نصرالله بطرس صفير مع الزعيم وليد جنبلاط في لقاء الجبل، وفي زمن نفتقدُ فيهِ هؤلاء الرجال جسدا، الا أنّ ارثَهُم الثقافي والانساني الجامع، لا يزالُ يصدحُ بكلمةِ الحق في الدفاع عن الوطن وحقوق اهله، ونبذِ كل اصوات التمييز والتطرف التي تُطالعنُا هذه الأيام لغاياتٍ سياسيةٍ للأسف، بعيدا عن مصلحة اللبنانيين، ليطلَّ علينا صوت الحكمة والعقل المتجذّر في نفوسنا، فلبنانُ بنظره لن يكونَ الا بلد التعايش والاخوّة، وفق ما يؤكد سماحة العلاّمة الشيخ علي الخطيب، نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى، الذي تستضيفَهُ اليومَ جمعيةُ الشوف للتنمية، في افتتاحِ سلسلةِ محاضراتِهَا بعنوان ” رجال الله”.
العمّار
من جهته، رحب العمار بالحضور وبالعلامة الخطيب، وأعرب عن سروره بهذا اللقاء الجامع الذي يذكره بلقاء الإمام موسى الصدر مع المطران الخوري في بلدته الحجة، حيث كانت الدعوة إلى التسامح ومحبة الله والعيش بكرامة وبكل ما يرضي الله في تعاليمه ويرضي الإنسان في حياته على هذه الأرض. ولفت الى ان “حضور العلامة الخطيب في هذا الصرح الديني اليوم يؤكد على أهمية الحضور معا والعودة إلى الله، سيما وأن الكتاب المقدس والقرآن الكريم يدعوان إلى العيش معا بأمان وسلام. واخوة، فكلنا نفكر من أجل الخير والعدالة والسلام .”
الخطيب
ثم تحدث العلامة الخطيب، فإستهل محاضرته بشكر جمعية الشوف على تنظيم هذا اللقاء، لافتا الى أن “الشوف وإقليم الخروب يشكلان نموذجا عن لبنان الواحد الموحد، لبنان الإنسان والإنسانية، وأن التعدد والتنوع الطائفي والمذهبي والديني، لم يكن عامل تفريق بين الناس وإنما عامل جمع.” وأشار الى ان “الانسان هو قيمة في الحياة، والتعدد الديني لا ينبغي أن يتحول إلى مشكلة ،فالمسلم إنسان والمسيحي إنسان والذي يفرق بينهما او بين المذاهب والاديان هو من يستغل الدين ويشوهه ويحوله إلى عقليات قبلية مخالفة للدين”.
وقال: “تعدد المرجعيات الروحية لا يعني أنها رؤساء قبائل، فالمسيحية، هي رؤية وفكرة وقيم وكذلك الإسلام. الاختلاف الديني يجب إلا يكون سببا للخلاف والتباعد بين الناس ومن يعمل عكس ذلك يزوّر التاريخ، كما أن التمايز الديني لا يوجب التمايز في الحقوق والواجبات”.
أضاف: “في واقعنا اللبناني فان الخلاف السياسي ينقلب الى خلاف مذهبي وديني وطائفي لأغراض ومصالح معينة. لم تكن هناك مشكلة اسلامية -مسيحية في الشرق فهم إخوان في الإيمان، أما المشكلة في لبنان فهي مفتعلة بين الطوائف لمصلحة الطبقة السياسية المستفيدة من امتيازات النظام الطائفي الذي تسبب بازمات ومشاكل لبنان السياسية بين الفينة والأخرى. نحن ننتمي إلى الإسلام والمسيحية في هذا البلد الذي له حق علينا بأن نحفظه ونحفظ ابناءه، ومن يفتعل المشكلة هو منتفع منها ومستعد لتخريب البلد وبث الفتنة بين اللبنانيين خدمة لمصالحه”.
وتابع: “ان وظيفة الدين في لبنان هي المحافظة على القيم الانسانية والمعنوية وتمتين اللحمة الوطنية التي تشكل القيم المعنوية والاخلاقية والدينية احد اهم دعائمها لانها قيم مشتركة بين جميع المكونات”.
وختم: “نحن مصرون على الوحدة الوطنية، ومتمسكون بها ونعمل على تحصينها بتعزيز التعاون والتشاور بين اللبنانيين. وتذليل كل العقبات التي تحول دون لقائهم، ونطالب ونعمل على أن تكون هناك دولة قادرة ترسخ الانتماء الوطني لدى المواطن وتوفر الرعاية الصحيحة لكل ابنائها دون تفرقة وتمييز ، وكمجلس اسلامي شيعي اعلى في لبنان طالبنا ونطالب بالعدالة الاجتماعية والإصلاح لاننا نريد قيام دولة المواطنة التي يتساوى فيها جميع المواطنين امام القانون في الحقوق والواجبات”.
بعدها كانت مداخلات.
Related Posts