هل نجح هوكشتاين في خفض التصعيد؟.. ديانا غسطين

على جناح السرعة حطّ الموفد الأميركي آموس هوكشتاين رحاله في بيروت قادماً من تل ابيب، في محاولة لتفادي التصعيد على الجبهة الجنوبية بين حزب الله والعدو الإسرائيلي، خشية تفلّت الأمور واشتعال المنطقة برمتّها.

غير ان زيارة اليوم الواحد هذه، لم يتصاعد في نهايتها أي دخان ابيض يوحي بقرب وقف التصعيد جنوباً، خاصة وان هوكشتاين القادم من كيان الاحتلال، حمل رسالة من رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تنص على انه اذا لم ينسحب حزب الله الى شمال نهر الليطاني فإن الحرب واقعة.

الى ذلك، تشير المعطيات الى ان الموفد الأميركي حاول تحذير الإسرائيليين من مغبة الدخول في حرب شاملة مع حزب الله لان نتائجها ستكون وخيمة لا سيما وان طهران لن تقف متفرجة عندها، ولكن تحذيره قوبل بعدم اهتمام إسرائيلي.

واذ لفت هوكشتاين الى حرص بلاده على منع توسع الحرب، فتح كلامه الباب امام تساؤلات عدة ابرزها تتمحور حول امكانية ان تبقى واشنطن قادرة على بسط سيطرتها على ما يجري ومنع اندلاع حرب شاملة. وتعزو مصادر متابعة لزيارة المبعوث الاميركي مجيئه على عجل في خانة محاولة ايجاد حل سريع لما يجري عند الحدود الجنوبية ووقف التصعيد.  
في سياق متصل، بدا لافتاً التفاؤل الذي حاول هوكشتاين اشاعته حول قرب توقيع مقترح الهدنة الذي اعلنه الرئيس الاميركي جو بايدن حول الوضع في غزة نهاية ايار المنصرم. غامزاً من قناة انه يحقق مطالب حماس لجهة اطلاق سراح المعتقلين ووقف اطلاق النار. غير انه المح في كلامه الى ان استمرار حزب الله بربط جبهة الجنوب بغزة، لن تجدي نفعاً، لانه اذا ما استمر فإن ثمنه سيكون باهظاً على لبنان خاصة مع وقف الحرب في القطاع.

بيد ان كلام هوكشتاين، قوبل بموقف لبناني بأن جبهة الاسناد في الجنوب لن تتوقف طالما ان العدوان على غزة مستمرّ.

هذا وقد ابلغ المسؤولون اللبنانيون المبعوث الاميركي بضرورة خفض التصعيد والتمسك بتطبيق القرار ١٧٠١ كاملاً. مع التأكيد على ان حزب الله يقاتل ضمن قواعد اشتباك واضحة ولا يمكن التراجع عنها.

اما الرد الاقوى على زيارة الموفد الاميركي فقد جاء من حزب الله نفسه بعد ان نشر الاعلام الحربي فيديو لمسيّرة “الهدهد” وقد صوّر من الجو مجمعاً للصناعات العسكرية وميناء حيفا وقاعدتها العسكرية ومحطة الكهرباء ومطار المدينة وخزانات النفط والمنشئات البتروكيميائية ومبنى قيادة وحدة الغواصة، وعلى ما يبدو ان هذا غيض من فيض ما صُوِّر اذ بحسب ما اشار الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه امس، فإن الكثير من المشاهد لم تنشر بعد، اذ حامت “الهدهد” لساعات طوال فوق تل ابيب وحيفا مصوّرة اهدافاً كثيرة.

هي زيارة ارادها هوكشتاين محاولة لخفض التصعيد، فجاءه ردّ المقاومة برسم قواعد اشتباك جديدة، ترتكز على ان من يحدد مسار المعركة هو الاقوى في الميدان.

وظهر ذلك جلياً في اعادة السيد نصرالله تأكيده الاستعداد التام لأي حرب شاملة اذا فرضت على لبنان. ومن “خيبر” في عام ٢٠٠٦ الى “الهدهد” في العام ٢٠٢٤ فإن النصر سيكون للمقاومة..



Related Posts


Post Author: SafirAlChamal